والله كان كويس ما عندو شي ، طلع قدامنا للمسجد ، صلينا العشا سوا و أنا و عمران أخوي طلعنا لأنو أمي آمنه دي كانت تعبانه شديد و جينا نوديها المركز ، تامر خليناهو عشان يصلي التراويح ، وصلنا البيت و ودينا أمي ، اتأخرنا هناك و لمن رجعنا الناس كانت راجـعه من التراويح ، دخلنا البيت و ما تمينا دقيقتين تلفوني رن ، المتصل كان حاج متولي جارنا و إمام المسجد ، لمن رديت عليهو قال لي تعالني في المسجد ضروري ، قلت ليهو خير ! قال لي كدي لمن تجي ، قلت ليهو يا متوكل لو في شي قول لي عديل لأنو صوتك دا ما مطمني ، سكت مسافه بعدها قال لي والله ولد أخوك دا بقى في رحمة ربنا ، لقيناهو ميت في مكانو ..... أنا والله كلامو دا بقى لي زي الكضب كضب ، مرقت من البيت و أنا جاري و أخوي عمران ذاتو ما كلمتو ، في نفسي ما كنت مصدق ، أول ما وصلت المسجد لقيت حاج متولي واقف لي جنب الباب و معاهو زي 5 أنفار ، من دخلت قالوا لي الفاتحه ، ما كنت فاهم شي ، خليتهم و دخلت طوالي و لقيت تامر راقد على الأرض ، جريت عليهو و بقيت احاول أصحيهو ، قالوا لي للأسف ولدكم دا إتوفى ، بقيت قاعد جنبو و أنا لا قادر اتحرك لا قادر اتكلم ، أخواني ديل إلا متوكل اتصل عليهم و كلهم ، جوا جاريين و معاهم سامر و عصام ، ساقوهو جروا بيهو المستشفى ، شديت نفسي و مشيت لحقتهم و نبهت حاج متولي و المعاهو ما يذيعوا الخبر ، للأسف لمن وصل المستشفى كان متوفي .... موتو كان طبيعي ...
عمو عادل كان بحكي لينا تفاصيل الحصل و كلهم ببكوا و بصرخوا إلا أنا ساكته ، خالتو رقيه قالت ليهو انتوا متأكدين إنو ولدي مات ! احتمال نايم بس و فيهو روحو ، عمو عادل ضماها و قال ليها يا أختي استغفري بس و أدعي لـ ولدك .... في أقل من ربع ساعه البيت إتملى ناس ، البيوت كلها ما شالتهم و جزو كان في الشارع ، أنا لحد لحظة طلوع الجنازه ماف دمعه نزلت مني ، الناس بجوا يبكوا فيني و يمشوا و أنا ولا دمعه ، أمي يميني تبكي و خالتي شمالي تصرخ بأعلى حس و هناك خالتو رقيه و بتها و حمواتها قاعدين على الأرض و ببكوا ، أمي ضمتني عليها و دي كانت أول مرهـ تعمل كدا بس برضو ما بكيت ، الوجع جواي كان كبير شديد لدرجة إني ما عرفت أطلعوا كيف ، الدموع براها ما كانت كافيه ، غلبني الكلام و عقلي رغم الشايفاهو إلا إنو رافض فكرة إنو تامر خلاص مات ، رغم إني دخلت و شفتو قبل ما يكفنوهو بس برضو ما قدرت أبكي ، كنت بقول يمكن دا ما تامر !! يا ربي دا واحد بشبهو ! كنت متخيله إنو في أي لحظه يجي داخل و يقول لينا خير يا جماعه في شنو ؟؟!
بعاين للناس و هم شايلين السرير الفيهو جثمان تامر و هم بكبروا و وراهم النسوان بصرخوا ، أمي و خالتي ساقوني معاهم لحد ما طلعنا برا ، رفعوا الجثه في بوكسي و ركبوا عمو عمران و عادل و أبوي و سامر و باقي الرجال كانوا ماشين وراهم بعرباتهم ، اللحظه الإتحرك فيها البوكسي حسيت الأرض حـ تتشق من شدة الصريخ ... ديك اللحظه حسيت فيها جد جد إني فقدت تامر ، ديك اللحظه الياداب استوعب فيها إنو تامر مات و إنو تاني ما حأشوفو ، حسيت قلبي إنفطر من شدة الألم ، قعدت على الأرض و صرخت صرخه وحده خلت كل الناس تتخلع و تجيني جاري ، إنهرت على الآخر و كل القوه و الصلابه الكانت مجتمعه فيني من سنين إتلاشت ، دموعي كانت زي المطر و ما كنت قادره أسكت نفسي ، بقيت برجف كلي و كلمة واي دي ما فارقت خشمي ، أمي و خالتي قعدوا معاي على الأرض و بقوا يواسوا فيني ، حاولوا يقوموني بس كنت رافضه ، قعدت جنب الباب و أنا ببكي كل موقف مع تامر أسعدني بيهو ، ببكي كل لحظه كان فيها تامر جنبي ، كل مره دعمني فيها و كل مرهـ عمل حاجه عشاني و فرحني بيها ، ختيت يدي على قلبي و أنا بصرخ و عيوني ما شايفه بيها من شدة الدموع ، حسيت قلبي حرق و بقى رماد ، ما إتحركت من مكاني لحد ما الرجال دفنوهو و جوا راجعين ، أمي و باقي النسوان حاولوا يدخلوني جوه بس من مكاني ما إتزحزحت و كل ما يمسكوني بتجنن فيهم و بقول ليهم فكوني ياخ ، ماف زول يقرب مني ، جا عمو عمران ، قعد معاي بكى مسافه بعدها قال لي يا بتي كدا ما صح والله ، قومي أدخلي جوه و صلي ركعتين و أدعي فيها لـ تامر ، هو في اللحظات دي محتاج دعواتنا أكتر من بكانا عليهو ، الله يرضى عليك يا بتي قومي أدخلي جوه ، أبوي جا و قال لي البكى ما بفيد والله و زي ما قال عمك حالياً تامر محتاج الدعاء .... بالغصب دخلوني جوه في غرفه فيها عمتي رقيه و تيسير لأنهم هبطوا على الآخر و رؤى دي ماسكه في أمها و بتصرخ ساي من دون ما تفهم الحاصل ، شافت الناس ببكوا فـ بقت تبكي معاهـم ، أنا قاعده و حاسه نفسي قاعده في نار ، دموعي ما وقفت ثانيه و حسيت عقلي حـ يطق و شراييني حـ تنفجر ، أنا الليل كلو اصرخ و اتخلع و أمي ماسكاني من يد و خالتي من يد ، دخلت في حاله تانيه لدرجة أنهم رقدوني و نادوا لي عمو عمران فـ بقى يقرا لي ، كان اسوأ يوم و أصعبو علي ، روحي دي حسيتها قاعده تطلع ، لدرجة إني بقيت اقول ليهم أنا لاحقه تامر ، هسي حأموت ، عايزا أموت أنا و ارتاح من العذاب دا ، عمو عادل مشى جاب مصاحف و أداهم لـ خالتي نجوى ، قال ليها وزعيهم على الناس و انتوا ذاتكم اقروا و خلوا مها تقرا .... حالتي كانت صعبه شديد ، فـ بس أمي و خالتي بقوا يقروا جنبي ، سكته شويه و لمن اتذكرت موقف لـ تامر تاني قعدت أصرخ ، أمي ضمتني عليها و هي بتقرا في راسي ، بقيت اردد في جملة يا الله صبرني ، يا الله صبرني.....