الفصل الخامس عشر

1.9K 88 22
                                    

‏"إنني أحبك حتى في منعطفات الحياة الخطرة والسيئة، حتى مع رغبتي في أن أكون وحيدًا. حتى رغم برودي المفاجئ نحو كل شيء وغضبي العميق تجاه هذا العالم. أيًا كان شكل الحياة التي أُعاصرها؛ أعتقد أنني لن أفعل شيئًا سوى أن أحبك أكثر."

- الليالي البيضاء | دوستويفسكي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وضع يديه حول خصرها و أغمض عينيه و هو يتنفس ببطئ لم يكن يتوقع هذا الأستقبال و لكنها ترتيل دائمًا ما تصدمه بـ ردود أفعالها

أبتعدت عنه و نظرت إلى عينيه و أبتسمت و هو فقط ينظر لها بهدوء و لا يريد لتلك اللحظة أن تنتهي بعد دقائق من النظر إلى بعضهما تحدث هو:- هربتي تاني

ترتيل:- أنا أسفة عارف بعتذر ليه بعتذر عشان خوفت و بعتذر عشان أنا بعدت عنك تاني بس المرة دي كان قراري مش القدر و الظروف حقك تزعل بس متبعدتش مش عايزة نبعد تاني

أخذ كف يدها و شبك أصابعها مع أصابع يده و بدأ بالسير و هي بجانبه و تحدث:- تعرفي لما عرفت إنك كنتِ عارفة إن أحنا أهلك كنت بفكر أتعامل بقسوة معاكِ بس الوجع إللى كان  جوة عنيكي و أنتِ بتحكي أيه إللي حصل وقتها مقدرتش أنا أصلاً مكنتش هاعرف أتعامل معاكِ بشكل مختلف أو أوجعك

أبتسمت هي تنظر أمامها لم تجد الكلمات المناسبة نظرت إلى يديها اليمنى التي تضع حوله ذلك السلسال الذي أعطاه لها في يوم عيد ميلادها منذ سنوات توقفت عن المشي و أبتعدت عنه قليلا و خلعته من حول معصمها و أعطته إياه و هي تتحدث:- أستغربته أول ما شوفته إلا إني كنت حساه ملكي عكس حاجات كتير مش ليا أسم و مكان و عيلة حاجات أنا مش بنتمي ليها عكس نفسي لما شوفتكم و أنت و أمي بالذات حسيت إني مش بنتمي لحد غير ليكم أنتو

مالك أنا مش البنت إللى هتكابر قصادك و قصاد مشاعرها
أنا بحبك
و مش حاجة أنا ندمانة عليها ولا حاسة إنها بتضعفني بل بالعكس أنا حابة أكون معاك و جمبك و جوه قلبك أنا عارفة أنه من شهر و أنت عارف مكاني و أنك دايمًا جمبي بس أنا كنت محتاجة وقت لنفسي وقت عشان أقدر أقف قصادك و أقولك أنا بحبك من غير خوف أنا مش عايزة أبعد تاني أنا عايزة أرجع للمكان إللي بنتمي ليه

عيناه لم تستطيع أن تنظر بعيداً عن عينيها عينيها التي تنظر له نظرة لم يسبق أن نظرتها له  عينيها لامعة يشعر أن عينيها تعانقه ترسل له الكثير من الكلمات التي لم تستطيع أن تتحدث بها أخذ السلسال منها و لم يقطع التواصل البصري بينهما وقف خلفها و أزال شعرها و وضعه حول عنقها و عاد مرة أخرى ليأخذ يدها بين يده و هذه المرة تحدث هو:- لما كنت بشوفك كنت حاسس إن أنا عارفك وحاسس إنك فهماني كنت حاسس إنك مني عنيكي كانت بتحيرني هي نفسها عين ترتيل بس الوش «الوجه» مختلف تماماً مكنتش قادر أمنع نفسي إني أتعرف عليكِ حاسس إن في حاجة بتشدني ليكِ مش عارف أيه هي

مابعد العودة «أسطورة النساء 2» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن