Chapter 19

1.7K 205 66
                                    

ما الخطب معه؟
شعرت بالريبة من تصرفاته فهو لم ينفك عن التحديق بي كأنني تلفاز.

والأمر الأكثر غرابة انني اشعر انه مألوف جدًا في ذاكرتي، مألوف لدرجة ان شكله محفور في ذكرياتي كأنني التقيت به سابقًا.

لكنني لا استطيع تذكر اين وكيف ومتى، كأن طبقة ضبابية تشكلت على هيئته تمنعني من رؤيته وتذكره.

لقد شعرت بذلك ايضًا في اول يوم لي في هذه المدرسة لكنني اعتقدت انني ربما التقيت به سابقًا بالصدفة.

لكنني الأن ادرك ان هنالك جزءًا مفقودًا من ذاكرتي، فمهما حاولت التذكر لا استطيع تذكر حياتي قبل الميتم.

رغم انهم اخبروني انني هناك منذ سن الثانية.

حاولت ابعاد هذه الأفكار للوقت الحالي والتركيز على الدرس، لن يفيدني التفكير في شيء لا اعرفه.

اريد ان احقق درجات عالية.

مضت الحصص التي بعدها بهدوء، شعرت بالنعاس والخمول لكنني تحملت ذلك وبقيت يقظًا.

وعندما خرجت من المدرسة اعادني السائق الى المنزل، لأن ابي مشغول بالعمل.

بحثت اولًا عن نولان في الأنحاء فلم اجده ثم صعدت لغرفته وجدته منغمسًا في اللعب على الكومبيوتر.

اتسائل عن فراغ وقته الدائم، ولا مرة دخلت غرفته ووجدته يدرس او يفعل شيئًا مفيدًا.

هو لم ينتبه لي لحد الأن فهو مركز كأنها قضية حياة او موت ويضع سماعات تحجب سمعه.

تنهدت بضجر وتوجهت لسريره استلقي عليه بكسل، قررت اخذ غفوة صغيرة.

وبدون ان اشعر غرقت في النوم، انا اشعر بالتعب الشديد اليوم رغم انني لم افعل ما يدعوا للإجهاد، هذا عمل الخلايا السرطانية في جعلي ضعيف.

وبعد حوالي نص ساعة فتحت عيناي وجدت نولان على نفس الحال لم ينتبه لي لحد الأن.

اتسائل ان كان سينتبه ان اقتحم سارق غرفته.

تنهدت بغير حيلة واخذت احدى المجلات الموضوعة على رفه، وبدل قراءتها رميتها على رأسه، صرخ بفزع عندما ضربت المجلة رأسه وتجمد برعب، ثم ادار رأسه لي بالتصوير البطيء واطلق صرخة مرعوبة اخرى جعلتني اتنهد للمرة الخمسين.

"متى اتيت!! لقد افزعتني!"
صاح بي بإستياء فقلبت عيناي بملل.

اختفت تعابيره المستاءة بعد ثوانِ ونظر لي بقلق من هيئتي المرهقة.

"انت بخير؟"
سألني بهدوء فأومئت له بنعم.

فتحت هاتفي وكتبت عليه ووجهته اليه لكي يقرأ.

"انت جائع؟ ابي لن يعود قريبًا، ما رأيك بأن نعد الغداء ونفاجئه؟"
سألني بحماس.

(انا وانت؟)

صمت | silenceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن