part 7

187 3 0
                                    

لينا تلتفت وتنظر إليه وهو يركض قادماً نحونا.

يقف قيس ويلهث: أنا باخذها.

لينا: ليش؟ وراك منطقة تسعة تفتشها.

قيس: خلاص هي مسؤوليتي.

لينا: من متى؟

قيس: لينا انتي مو دوم تقولي انهم ما يعطونك مجال تفتشين وكذا...ٍسيري مكاني يلا.

يبدو أن عرض قيس مغري ولم تستطع لينا الرفض فنظرت إلي ثم إلى قيس.

لينا: قيس دخيلك لا تسوي شي تندم عليه.

قيس: شو بسوي؟

لينا تغلق الباب ثم تحدثه فلم أستطع سماعهما ولكن لاحظت توتر قيس.

يركب قيس السيارة ثم ينطلق مسرعاً. لم أعلم لماذا هذا الحارس الشاب يبدي هذا الاهتمام، حرس الأمن يعطفون في العادة على الجميع ولكن لا يصل عطفهم إلى درجة الاهتمام الخاص الذي يبديه قيس لي.

أنا: شو موضوعك؟

قيس ينظر إلي ولا يجيب.

أنا: ليش جالس تتصرف كأنك أخوي ولا ماعرف شو؟

قيس: شو تقولين بس بوصلك البيت.

يوقف قيس السيارة أمام منزل ذو طابقين أبيض اللون، المنطقة مليئة بحرس الأمن ولم أكن معتادة على رؤية هذا الكم من حرس الأمن، عالمي هو عالم تحكمه الألوان فلكل حزب لون وضمن الحزب الواحد عدة عوائل وكل حزب يختص بمجال عمل معين، أنا من الحزب الذي يرمز له باللون الأزرق واختصاصنا المجالات المتعلقة بالصخور كالمجوهرات والماس والبناء أيضاً، لكل حزب قوانين خاصة وعرف خاصة وحدود لا يتعداها أي حزب آخر، يمنع منعاً باتاً أن يدخل فرد من حزب إلى منطقة حزب معين دون إذن خاص ويمنع منعاً باتاً لفرد من حزب أن يتخصص في عمل يخص حزباً آخر، عالمنا يؤمن بالانتاج والانتاج فقط والتخصص هو أفضل وسيلة للانتاج، مع تقسيم الأحزاب وحقن التحكم بالمشاعر لم نشهد حرباً أو معركة ولم نشهد قتالاً بين حزبين، نعيش بشكل هندسي وبانتظام وحرس الأمن هم فقط من يستطيعون التجول بين مناطق الأحزاب المختلفة وفي ساعات معينة يقومون بحملات تفتيشية في المناطق للكشف عن الضوئيين وهم من يرفضون هذا العالم الهندسي الممل ويؤمنون بأن هذا العالم لم يتكون كما نظن نحن بل تكون من أساس صنع من دم الأبرياء، مخلفات الضوئيين وهم أخوة أو أبناء شخص انضم للضوئيين وتم كشفه وقتله، إن لم يقبل الحزب بعودتهم يظل وضعهم في هذه المنطقة من البيوت البيضاء الغير ملونة والمراقبة من حرس الأمن.

خرجت من السيارة وأنا أشعر بالغثيان، فهذا التغيير المفاجئ في حياتي مباغت ولم أستطع ولن أستطيع تقبله..ربما حان موعد حقنة أخرى لتبلد مشاعري.

عندما شهدتُ مقتل ابيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن