part 4

289 8 1
                                    

وضع الشاب يده على جبهتي واصبع يده الأخرى على عنقي ليكشف إن كنت أكذب.

قررت الاعتراف فتفادي الحقن جرم اكبر من عدم التأثر بها بفعل طبيعة جسدي.

أنا: لا كنت آخذ وأخذت كل الحقن بس..بس عمرها ما نفعت معي وأبوي قال في ناس ينولدو كذا ولازم ما نخبركم وإلا بتقتلوني.

بقي الشاب يحدق فيني للحظات، ثم هز رأسه بالإيجاب.

الحارس الشاب: قالولي أراقبك وإذا حسيت بشي غريب أبلغهم بس أنا بساعدك لأنك مالك ذنب ويمكن أبوك أثر فيك، خذي حقنة بعد عشان ما يبين عليك شي بعدين بناخذك المركز وبكلم الدكتور انه ما يكشف تعديك على القوانين...بيكشف عليك وبنعرف بعدين اذا هالكلام صح ولا خطأ.

يخرج الحارس من جيبه حقنة، ترددت وأنا أنظر إليه بعيناي اللتان تتآكلهما الخوف والشك، ربما هذا سم لقتلي.

الحارس الشاب يمسك بذراعي ولكن بلطف ثم يبتسم.

الحارس الشاب: أنا حارس يا جوهرة مستحيل أسوي شي يضرك إلا لو انتي سويتي شي يظرنا إذا ما سويتي شي ما تخافي.

وكنوع من تحدي وإثبات براءتي استرخيت ووافقت بأن يحقنني.

يبتسم الحارس الشاب: اسمي قيس...جوهرة اذا احتجتي شي خبريني أنا.

نظرت إليه وبعد أن شعرت بأن الجرعة الأخيرة قد تدفقت إلى دمي، صفعته بقوة بكل ما أملك من مشاعر قد تبقت قبل أن تغادرني. اتسعت عينا قيس وبهذه اللحظة ندمت وصابني الذعر من ردة فعلي هذه، ظننت بأن سيستل من جيبه في هذه اللحظة سلاحاً بسبب هذا الجرم المميت الذي ارتكبته، وضع قيس يده على خده ولم أر الغضب على وجهه بل التعجب والانبهار وكأن ما شعر به أمر غريب، نظر قيس حوله ثم نظر إلي بلا أي تعابير.

قيس: باخذك المستشفى الحين بعدين البيت.

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

شعرت بالحزن وكم أردت لو أن هذا يتحول إلى كابوس فأستيقظ لأجد والدي على قيد الحياة، شعرت بالأسى لأن الحرس لم يسمحوا لي بالبكاء ولم يسمحوا لي بالشعور بحزن الفراق فأصبح بداخلي فراغ لا أستطيع ملأه وأرفض بأن لا ينكسر قلبي بموت أعز ما لدي، أرفض أن لا تتورم عيناي بعد أن فقدت من كان يرعاها، أرفض أن لا أصرخ بأعلى صوتي لأعبر عن ألمي وألم والدتي وألم كل ابنة فقدت والدها، أرفض أن أودع والدي بهذه الطريقة وكأنه حبة رمل لا قيمة لها.
لم تكن تلك الصفعة التي وجهتها لقيس كافية بل أردت صفع كل حارس قام بقتل والدي ولكن الآن لا أريد ذلك بل لا أشعر بأي شيء تجاه الحرس وهذا الأمر حيرني.

ركبت في سيارة قيس وقد أذن له الضابط بأخذي إلى المستشفى من أجل فحوصات لازمة ثم إلى مركز الحرس للتحقيق، يقود قيس ولم ينطق بكلمة ولم ينظر إلي للحظة، الضابط الآخر الذي طعن والدي يجلس في المقعد الخلفي ونظراته تجاهي جعلتني حذرة في تصرفاتي .

عندما شهدتُ مقتل ابيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن