عند التحدث عن التنمية البشرية، يستلزم أن نعود للوراء، ما يقارب آلاف السنين.
في الحضارات القديمة ومنذ ظهور الإنسان، أي منذ لحظة نزول آدم والوحي والنُّبُوَّات...إلخ.الناس الذين لا يؤمنون بهذا؛ أو على الأقل يؤمنون أن أبناء آدم يتعرضون لأمور وحوادث كثيرة، انطلقت منهم فلسفات مثل الهندوسية وما تبعها، فلسفات كانت تحوم حول مركزية الإنسان والتعظيم من شأنه، كالقول: «لو تأملت وركزت قليلًا، فبإمكانك أن ترتقي وتتوحد بالطاقة الكلية المسيطرة على الكون».
ومن هذا خرج لنا الجذب وقانون الجذب والسر، وأنه بإمكانك أن تأمر الكون ويستجيب لك.
ومروره بالفلسفات والمعتقدات الأخرى، كالتصوُّف المغالي، والمسيحية المحرفة، ووحدة الوجود، وأنَّ: «جزءًا من الرب موجود بنا...إلخ».ما علاقة هذا بالتنمية البشرية؟
مشكلتها أنها جمعت عدة أفكار قد تصل إلى درجة التناقض، فيجمع بين القليل من القرآن والمسيحية والهندوسية ووحدة الوجود...إلخ، ويقدمهما في قالب واحد.لمَ عُدَّت شعوذة؟
لأنها تجمع الحق والباطل وتعرضهما على أنهما حقٌ خالص -لُغَوِيًا-.ومرورًا بمختلف الحركات التاريخية، ووصولًا لحركة التنمية البشرية، اعتبرت التنمية امتدادًا لكل ما سبق، بوعي أو من غير وعي، فبعض روادها يعيدون الكلام فقط، واتَّبعوا هذا المسار دون معرفة قائده، أو إلى أين يتجه، كالحث على تكرار: «أنا أستطيع، أنا أثق بنفسي» التي تركز على مركزية الإنسان.
إذًا ما هي التنمية البشرية؟
هي محاولة إضفاء صفة مركزية خارقة على الإنسان، وأنه قادر على عمل كل شيء بنفسه، فأخذت قليلًا من علم النفس، والرياضيات، واللغة، وعلم الاجتماع...إلخ، وجمعتهم وأعطت للناس ما كانوا يبحثون عنه.ورغم إيجابياتها التي تمثلت في أنها:
1- سدَّت ثغورًا كان من المفترض أن تسدها المدرسة والجامعة والبيت، كاختيار شريك الحياة ومهارات مقابلة التوظيف...وغيره، فالتنمية سدت ثغورًا لأن غيرها لم يعمل عليها.
2- كسرت كِبَر النفوس بأن جعلتها تدرس، بعد أن ظنت أنها اكتفت بالعلم الجامعي فقط.
3- أنها ومن غير قصد أوصلت البعض للدين.وهناك سلبياتها، فمقابل أنها سدت ثغورًا، لم تُعطِ عِلمًا.
وثانيًا: مقابل الكِبَر الذي كُسر للتعليم، يخرج مغرورًا يرى الآخرين لا يفهمون شيئًا، ولا يعجبه أي شيء.
وثالثًا: ضياع الدين.لكن هل هذا بسبب ما في التنمية البشرية من بقايا الفلسفات والديانات الأخرى؟
ليس بالضرورة، فيكفي أنها تخلو من منهج علمي، وشرعي، مع وجود مداخل ومصادر أخرى.ما الهدف من هذا الكلام؟
اعرفوا مع من تتعاملون، ودائمًا احكم على الرسالة وصاحبها، فهل الشخص الذي أمامك صادق وموثوق به؟ أو أن شهادته مزورة وجامعته غير معترف بها؟مما يُخرِج لنا منتجات محبَطة، لأنهم يريدون أن يفعلوا ويفعلوا، لكن لم يستطيعوا، فما النتيجة؟
أصبحوا أكثر عرضةً للإحباط والاكتئاب، لرفعهم سقف التوقعات والطموحات، والتغاضي عن المعقولات.ختامًا، خذوا حذركم ممن يتصدرون لكم، واعرفوا من أين أتى المتصدر، ومن أين شهادته الأكاديمية، وهل عنده خبرة فيما يقول؟
فإذا تكلم عن السعادة الزوجية، ما أخبار زواجه؟ وإذا تكلم عن مقابلات التوظيف، هل اشتغل في شركة من قبل؟ هل يقدم منهجًا علميًا؟ هل يتكلم في الشرع؟ هل يتكلم بعلم؟انتهت الجلسة.
_____________________________أنصح بمشاهدة الحلقة، بها توضيح أفضل لبعض النقاط، ولا تنسوا كتابة ملخصاتكم. (^^)
ما رأيكم بالجلسة؟ أي شيء أثار انتباهكم؟
@أصدقاءك.
أنت تقرأ
جلساتٌ مع نفسي
Spiritualité«جلسات مع نفسي»، هو برنامج أقامه الاستشاري النفسي عبد الرحمن ذاكر الهاشمي، يوضح به كيف للعالم، الموسيقى، الإعلانات، وكل ما يعتبر من مدخلات أن يؤثر في النفس دون إدراكها، كل ذلك في مادة «فقه النفس»، وهذه المادة عبارة عن المنظور الإسلامي للنفس الإنساني...