فراقُ إيطاليا الصعب

207 19 13
                                    

...
مُفارقةٌ لكِ أم لحبٍ لا أعلمُ
أن القلب مسكنُ الألم، أن الروح
فِي البُعد مهجورةٌ، إيطاليا
فُراقكِ مُميتًا.

.....

بعد ذلك الإتصال ليلى لم تعد كما هيَّ باسمةً فعلًا، شجارٌ أحتد بينها وبين والديها، كُشف سرها وكيف حدث لا تعلم بل كُشف مع تلطيخ فِي قصتها
فلا شيء كان حقيقي ولم يصدقها أحدهما.

عاضةً شفتها السفلية واقفةً أمام تلك الطبخة بشرودٍ فِي مطبخ شقتهما.

أنكمشت حينما تم منحها عناق مُفاجئ مِن كارين الدافئة

"يعزُ علَّي رؤيتكِ ياليلى بهذا الحُزن والهم، أخبريني ما أفعلهُ مِن أجلكِ وأنا حاضرة"

تبسمت ليلى وتنهدت بعد ذلك بثانية، نبست بينما ترفعُ عينيها للأعلى توقف الدموع التي كادت تتساقط

"لا شيء ياكارين لا شيء، فقط وقوفكِ بجانبي هو كل شيء ياكارين"

شدة العناق ونبست

" أنا معكِ دومًا ياليلى"

أغمضت عينيها ولم تستطع كبح دموعها.

....

فِي غرفةِ الجلوس على الأريكة الرمادية جالسًا مغمض عينيه، بينما ذلك يتحدث مُنفعل مِن تصرفاته

"أن بقيت هكذا مُتهربًا منكَ هيَّ سوف تذهب "

"هيَّ لن تذهب"

" ولن تبقى طويلًا في إيطاليا"

"أنسى ذلك وتوقف عن الحديث"

شد على شعرهُ مِن الخلف بينما يدهُ الأخرى على خاصرته

"ماثيو أنت سوف تفقدُ ليلى، حاولتُ مساعدتك أكثرِ مِن مرة وهأنذا أستسلمُ الآن معك، فلا شيء ينفع"

رمقهُ بحدة وخرج مِن الشقة، زفر ماثيو مُغمض العينين مُفكرًا بحديثِ صديقه

"ليلى سامحيني على تخفيي عنكِ"

....

مرت أيامٌ وحالةُ ليلى أنقلبت فجأة، لا تعلم هيَّ ماخطبُها أشتد بها المرض فجأة، وعلى حين غرة طُرق بابُ المنزلِ فجأة، جُعدت حاجبي التي تجلسُ على الأريكة مُتغطية

"كارين لديها مُفتاح ولا أحد يأتي لنا البتة!"

بجهدٍ مِن على الأريكة نهضت وإلى الباب أتجهت، فتحته لتتسع عينيها لرؤية مَن كان ينتظرُهَا طويلًا ولم تُنفذ طلبُ العودة للوطن

"أمي أبي!"

"لنذهب الطائرة ستقلع بعد ساعتين"

صدمةٌ حُلت على ملامحِهَا المريضة، مِن ذراعيها سُحبت وإلى الخارج دُفعت، لا تستطيع النظر خلفها ولا جملةً مِنهَا يسمعون

"أبي لا تدعني أعود مُجبرة فأنا هُنَا ليس لي فقط بل لأجل شقيقاي"

"أتيت للحبِ لا للبلد وتريدي أن أسمح لكِ بالبقاء في هذا الحي والمكان؟"
بحدةٍ كلمةٍ بكلمة قالها.

عينيها دُمعت ولحولها نظرت، لعل مَن تحبهُ يأتي يسأعدها.

جسدهُ ضعيفًا يرتجف، حرارةً مُرتفعةً لا تنخفض، عينانٌ ذابلةً وملامحٌ مُنهكةً

....

*ليلى*

راحلةً عنكِ إيطاليا، أتيتُ منذُ عام بروحٍ هاويةٍ لكلِ مافي المكان هواءًا ومناطقٍ وسحُبًا فِي السماء الصافية

فراقكِ صعبًا كـ فراقِ حُبي بضعفِ الضعفين أكثر
روحي تهوايكِ وأن كان منكِ العذاب

فمنكِ أُهديت حُبًا سعادةً صداقةً ودفئًا

أزهارُكِ وريحقُها، جمالكِ ووصفهُ إيطاليا أنا لكِ عاشقةً مهووسةٍ كـ قبلًا واشدُ.

إليكِ هل سأعود؟ ومَن هو فيكِ مسكونٌ هل سيكون لقلبي ملكًا أم هو لي حُلمًا ولغيري واقعًا ملموس؟

آهٍ يا إيطاليا كم فراقُكِ على قلبي صعبٌ ومميت.

....

خطوةٌ بخطوة إلى شقتها صعد، على بابها رُفعت كفهُ تطرق، مرة ومرتين حتى فُتح الباب لوجهٍ باكيًا مُحمر، بلهعٍ على الملامحِ أتضح وعلى النبرةِ ظهر

"هل ليلى بخير؟ لماذا تبكين ياكارين؟"

مسحةً لـوجنة ثم أخرى، بنبرةٍ مُنكسرةً حزينة مِن لسانها نُطقت الأحرف

"ليلى عادت لموطنها في الصباح، رحلت يا ماثيو وأنت وانا بقينا وحيدان وللأبدِ رُبما"

على مسمعيهِ وقعت كلماتٍ مِن عمقِ النار

وخسارةُ ليلى لا عوضًا بعدها.

....
إند👀

الحُب وداعًا أحيانًا
وأحيانًا إلى اللقاء
جُملً بسيطةً مِن أحرفٍ
تُنسج، هو الفراقُ بلاءًا
واللقاءُ قدر.

✔️Italian kiss حيث تعيش القصص. اكتشف الآن