9 | هامستر؟!

491 67 196
                                    

9 |

_ فيلا عائلة أبو طالب.

يجلِس ياسر في غرفتِه أمام التلفاز الحديث الموضوع علىٰ طاولةٍ قريبةٍ من الحائط في إحدى زوايا الغرفة ويُمسك بِذراع التحكم الخاص بِإحدى الألعاب الإلكترونية، كان مندمجًا بِشدة غير عابئ بِرناتِ هاتفه، ثُم نظر إلىٰ الهاتف بعدما إنتهىٰ من الجولةِ الأولى في تلك اللعبة فَوجد مكالمتان فائتتان من نَاي الّذي كان أخر لقاء لهُما منذُ يومين حينما عاد من السفر.

إتصل بِها ثُم ردد سريعًا بِنبرةٍ خائفةٍ من غضبها  " قبل ما تتعصبي مكنتش واخد بالي إن في حد بيتصل أصلًا "

فَردتهُ بِهدوء متجاهلةً دفاعهُ الشديد عن ذاته " بقولك صحيح يا ياسر هو إنت فاضي النهاردة ؟"

إرتفع حاجبيهِ بِتعجب من عدم غضبها لعدمِ رده في البداية علىٰ مكالماتها فَدائمًا ما كانت الطرف الأكثر حماس وسريعة الغضب إذا تجاهل مكالماتها ورسائلها لكن يبدو أنها تغيرت كثيرًا، إستراح في جلستِه وهو يتمتِم بِهدوء " فاضي أه، بس بتسألي ليه ؟! "

فَأومأت الآخرى كما لو أنهُ أمامُها وقالت بِنبرةٍ بها بعضُ الحماس " عايزة أخرج وأعرفك على حد فكنت بسأل. "

إعتدل في جلسته من جديد بعدَما كان قد جلس بِإسترخاء، ثُم ردد بِنبرةٍ مرتفعة " إوعي تقولي إنك عملتي مصيبة أو إرتبطتي، وأنا برشح الإختيار الأول الحقيقة! "

وضعت يدها على جبهتها، ثُمَ تمتَمت بِصوتٍ أشبه بِالهمس " اسمه أسير!!.. أو بص هو معرفش؛ مش عارفه كده إحنا مع بعض ولا إيه، بس الحمد لله شكله قمور!! "

ضرب ياسر وجنتهُ بِكفٍ واحد بِشكلٍ سوقيّ نظرًا لِإمساكه للهاتف بِاليدِ الآخرى، ثُم قال بسخريةٍ يُجاريها حديثها الساذج كما إعتاد في مراهقتهم " لا بجد كَتَّر خيرك إنه شكله قمور!.. وإيه أسير ده هو أسير حرب ؟! "

ضحكت نَاي بِشدة علىٰ مُزاحِه السخيف علىٰ اسم 'أسير' ثُم أعادت خُصلةٌ من شعرها خلف أُذُنها، وقالت بِتحذير مليء بِالجديةِ الغريبة " مسمحلكش تتريق على اسمه على فكرة! "

فَإنكمشت ملامح الآخر بِإشمئزاز وهو يحرك كفهُ بِعشوائيةٍ ساخرة، وقال بِنبرةٍ مزعجة محاولًا أن يُقلد صوتها " معرفش إحنا مع بعض ولا لأ.. مسمحلكش تتريق على اسمه!! "

ثُمَ أكمل بسخرية " ده كده وإنتِ مش متأكدة إنكوا سوا لما تعرفي هتعملي فينا إيه طيب!"

نبسَت الآخرى بِسماجةٍ لكي تُثير حنقهُ " هموتكوا عشان جمال عيونه. "

ثُمَ أكملت وهي تتحدث بِسرعة " هقفل دلوقتي بقى عشان مش فاضية وهظبط وأكلمك. "

ما إن أغلق المكالمة رمى هاتفهُ بِإهمال على الأريكةِ وشرد لِثواني، ثُم أكمل اللعب من جديد وهو يقوم بفتحِ إحدى عبوات الحلوى وهو يتناولها بِلا مُبالاه ويصُب تركيزهُ على شاشةِ التلفازِ أمامهُ.

Love time || وقت الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن