15 | Mr. Tom.

399 59 66
                                    

فوت قبل القراءة (النجمة 🌟)
________________

15 |

كانت الشمس قد غربت بالفعل عندما وجدوا جميعًا مكانًا جيدًا لمشاهدةِ الغروب، فإتجهوا إلى حديقةٍ قريبة من موقعهم وجلسوا أرضًا على العشب وهم يتحدثون في أشياءٍ عشوائية، ثم بعد دقائق معدودة نهض ياسر وهو يقول بحماس :

" جماعة عايزين نعمل أي حاجة مُسلية؛ نتمشى مثلًا أو نلعب أي حاجة. "

قلب أسير عيناهُ بملل بسبب تفكير ياسر الغريب، ثم نبس بتسَؤل " نلعب إيه يعني ؟"

فجلس ياسر من جديد وهو يلتقط زجاجة ماءٍ بلاستيكية فارغة من جانبه، ثم تمتم بشغف " هنلف الإزازة وإلّي تقف عنده الإزازة إلّي قدامه يسأله سؤال بس بدل ما تبقى جرأة أو صراحة هتبقى صراحة بس. "

ثم أردف من جديد أثناء نظره بحنانٍ وشغف لرحمة ونَاي " فاكرين لما كنا بنتجمع في بيت رحمة دايمًا ونلعبها ؟"

فإبتسمت نَاي وهي تومئ بحماس غافلةً عن أسير الّذي لا يركز مع أحد غيرها في تلك الجلسة والذي إبتسم براحة ما إن رأى إبتسامتها تعلو وجهها من جديد، ثم نظر أمامه من جديد وقال بحماس فقط لرؤيته لحماسِ نَاي :

" خلاص يلا نلعب.. مين هيبدأ ؟ "

فوضع ياسر الزجاجة في المنتصف وقام بِلفها بخفة حتى توقفت أمام أسير فكان يجب على ياسر أن يسأله.

نبس ياسر بفضول " إيه هي أكبر مخاوفك ؟"

فإعتدل أسير وبدأ يفكر بعمق وهو يشعر ببعض الحيرة فَفي النهاية الجميع يملكُ مخاوفًا عدة لكن لا يستطيع تحديد أيهم الأسوء لكن بعد عدة ثواني قال بثقة :

" بخاف من إني أفقد حد أو حاجة غالية عليا بشكل عام، مش عشان فكرة إني كنت حابب إمتلاك الشخص أو الحاجة دي بس بحس بفراغ غريب لما بفتكر إن خلاص معدش فيه وجود للشخص ده في حياتي وهكذا. "

حسنًا كان أسير يمتلك قدرًا هائلًا من الجرأة لكي يُفصِح عن مخاوفه أمامهم بثقةٍ تامة خصوصًا أمام فتاتِه والتي بات مغرمًا بها لكنه قال بكُل وضوح أنه يخاف من ألم الوحدة والخواء بعد مغادرةِ أي شخصٍ يحبهُ، كانت إجابتهُ عاطفيةً نوعًا ما لكن مليئة بالصدق.

إبتسم ياسر بِتفهم وهو يومئ دون قولِ أي شيء، ثم أمسك أسير بالزجاجة وأدارها فتوقفت عند رحمة وأمامهُ فسألها فورًا  " إيه أكتر ذكرى مش قادرة تخرجيها من دماغك أو زي ما تقولي محفورة في قلبك ؟"

إبتسمت وهي تنظر أمامها بشرود وقالت بعد مدةٍ قصيرة " لما كنا بنسافر زمان مع نَاي وياسر وأهلهم.. أو زي ما تقول كده ذكرايات طفولتي ومراهقتي كلها محفورة في قلبي. "

أجابت في البداية بإختصار ثم أكملت حديثها بحنينٍ لطفولتها عندما كانت حياتها وردية، ومراهقتها المليئة بالمغامرات مع أصدقائها، ما إن أجابت على سؤاله أمسكت الزجاجة مديرةً إياها بحماس ووجدتها توقفت عند ياسر والتي عندما نظرت إليه وجدته ناظرًا لها من الأساس ولا ينظر للزجاجة وغير مدرك أنها على وشك أن تسألهُ أي سؤالٍ قد يخطر على بالها، صمتت قليلًا تفكر في أي سؤال ثم صاحت بحماس :

Love time || وقت الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن