12 | جنيةُ الأحلَامِ السحرِية!

490 53 50
                                    

12 |

_ مطعم آل رفاعي.

في تمامِ الثامنةِ صباحًا دخلت مريم مطبخ المطعم بِسرعة بسببِ تأخُرِها بعض الشي،ء ثُم إرتدت ثياب العمل وغسلت يديها جيدًا وبدأت تعملُ بِتركيز، بعد دقائق معدودة وجدت آسر يقف بِجانبها يستند بِيدِه على الطاولةِ الّتي أمامُها ويُحمحم، إلتفتت تنظُر لهُ وما إن رأتهُ شهقت بِخوف وهي تقول بِقلق أثناء إشارتها لِوجهه :

" سلامتك، إيه إلّي عمل فيك كده ؟"

وضع يدهُ علىٰ جرح شفتيهِ بِخفة، ثُم إبتسم بسمةً جانبية وتمتم بِبرود " ده حاجة بسيطة متقلقيش. "

ثُمَ أشار بِعينِه للسكين، ونبس بإهتمام " بتستخدميها غلط بردو!.. كده هتتعوري يا بنتي! "

ثُم أمسك السكين بِيدِه اليُمنى وبِالآخرى ثبت التُفاحة الّتي أمامهُ وقطعها بِطريقةٍ معينة، ثُم تمتم بِهدوء " إستخدميها كده عشان متتعوريش، إنتِ بتخلي صباعك إلّي في الإيد إلّي مبتقطعيش بيها في وش السكينة وده غلط.. ممكن فيما بعد تبقي بتقطعي بسرعة وبعيد الشر تقطعي صباعك بالغلط! "

أخذ يشرح لها بِإهتمام وهو تومئ مُدعيةً التركيز، كانت تنظُر لِخصلاتهِ الشقراء نوعًا ما بِإنبهارٍ غريب، كانت خصلاتهِ مرتبه عدا خُصلةٌ أمامية متمردةٌ تنزلُ على جبينِه قريبةٌ من عينيه بدىٰ كالرجالِ الإيطاليين بِشدة بِتِلكَ الخُصلات المنمقة بِطريقةٍ معينة، وبإسلوب ملابسهِ المنمق المتناسق دائمًا.

أفاقت من تفكيرها على صوتِه، وهو يقول بِفضول " صحيح هتعملي إيه بالتفاح الساعة تمانية الصبح يعني ؟! "

قلبت عينيها بِضجرٍ منهُ فَمن نظرها إن كان يوجد أي عيبٌ في آسر فهو كثيرُ الأسئلةِ، بارد، ونرجسي _ من وجهةِ نظرها فحسب _ ردتهُ بِهدوء مُرضيةً فضولهُ " فطيرة تُفاح بِالقرفة. "

إبتسم وهو يتمتم بِأريحية " بحس إن المخبوزات والحلويات بشكل عام محتاجة شخص متخصص، ودقة... من وجهة نظري مش أي حد بيعرف يطبخ هيعرف يعمل حلويات أو كده! "

عقدت حاجبيها وهي تُناظرهُ بِإهتمام لكي يبرر لها حديثهُ العشوائي نوعًا، فَأردف بِلُطف " قصدي إني بَقدَّر إختيارك للحلويات؛ وإنك شاطرة وكده عشان مش أي حد يقدر يظبطها! "

إبتسمت بِلُطف وهي تنظُر لِعيناه مباشرةً، وتردهُ بِهدوء " تسلم بجد شكرًا. "

إبتسم لها بِدوره، وهو يقول بِبعض المشاكسة " على إيه يا آنستي ؟! "

ثُمَ إبتعد عنها بِخُطىٰ واثقة لكيّ يُكمل عملهُ، كانت تنظُر لهُ من حينٍ للآخر أثناء عملِها محاولةً عدم لفت نظره لِلنظرات الّتي ترميها إليهِ، كان يُلاحظ هذا لكن يدَّعي الإنشغال لكي لا يُحرجها فحسب! .. كان يعلمُ في داخِله أنهُ لفت نظرها فَإبتسم من جديد وهو يشعُر بِإنجذابِه لِلُطفها، طاقتها، وشغفها، يعترفُ أنهُ بدأ يُعجب بِها وبِشخصيتها اللطيفةِ المميزة.

Love time || وقت الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن