Love time || وقت الحب

19 | فتاةُ الروايات.

19 |

_بعد عدةِ أيام.

صَفَّ أسير سيارتهُ أمام بناية نَاي في تمامِ الواحدةِ ظُهرًا، منتظرًا إياها كي تهبط ويُقلّها للزفاف، نظر لمدخل البناية وهو يبتسم بحب ما إن رأها تسير بخطى واثقة وتعدّل خصلاتها بهدوء، فَذهب لها وهو يقول بإنبهار :

" إيه الحلاوة دي بجد! "

نفس الجملة التي قالها في أول لقاءٍ لهم تمامًا، ضحكت الآخرى بخجل وهي تشكره وتمدح هيئتهُ أيضًا، فتح لها باب السيارة ثم صعد جانبها متجهًا لمكانِ الزفاف.

بعد خمسةٍ وأربعين دقيقة  كانت تقف أمام والدتُه بتوتر وهو يقف جانبها ويبتسم لها لكي تهدأ قليلًا، عانقتها والدتهُ بودّ وهي تُحيّها بطريقةٍ لطيفة وتدعوها لكي تجلس جانبها، جلست الآخرى مبتسمة بِحب وهي تستمع لحديث والدة أسير والتي بدأت تثرثر معها بِراحة وتسرد لها بعض المواقف عن طفولة أسير قائلةً :

" أسير دايمًا كان هادي من وهو صغير كده، كان دايمًا أخوه ينزل يلعب مع صحابه ويلعبوا كورة ويروحوا ويجوا وأسير كان يحب يقعد في البيت يرسم ويلوّن، أه كان ساعات بيلعب مع أخوه وصحابهم بس كان هادي كده.. "

أما عن نَاي كانت تُنصت بإهتمام وأعيُنها تلمع بتأثر من لطف أسير عندما كان صغيرًا، تسَألت بِإهتمامٍ وفضول " مكنش بيعمل مشاكل خالص؟.. مش معقول يبقى طفل بالهدوء ده بجد!.. الولاد خاصةً وهما صغيرين بيعملوا مشاكل اكتر وينزلوا كتير وكده. "

ضحكت والدتهُ وهي تجاوبها بحنان " كان بيعمل المصيبة ويسيب أخوه بقى يتصرف. "

ضحكت ناي غير مصدقةً ما تسمعهُ ونظرت لأسير بصدمة، هل كان يفتعل المشاكل في الخفاء ويترك شقيقهُ يتعامل مع المشكلة!

بعد قليلٍ من الوقت كانت تقف جوار أسير بمفردهم مرتديةً فستانًا أسود اللونِ راقٍ للغاية وتتحدث معهُ في أحدِ المواضيع، إستمعت لحمحمةٍ رجولية جانبهم فنظرت لآسر الّذي ظهر من العدم وبجانبه فتاةٌ لطيفة في منتصفِ العشريناتِ تقريبًا.

وقفت نَاي وهي تنظر لهم منتظرةً من آسر أن يعرفها على التي بجانبه، أما عن مريم فقد كانت في عالمٍ آخر تراقب نَاي بإنبهار، نظرت لخصلات نَاي المموجة بمثالية ولونها الأسود الذي يضيفُ سحرًا خاصًا، ثم وجهت أنظارها لزوج الأعين الخضراء الحادة التي تنظُر لها بإستفهام عن سبب تحديقها بهذا الشكل لكنها كانت في عالم آخر، ثم نظرت لفكها الحاد وأحمر الشفاه ذو اللون الأحمر القاني التي استخدمته نَاي، جسدها الطويل بشكلٍ جذاب وقوامها الممشوق وفستانها الأسود المثالي.. بدت كفتاة الروايات ذات الشخصيةِ الباردة، الحادة، القوية تمامًا.

أفاقت مريم من شرودها الذي دام لبضعةِ ثوانٍ  بسبب شعورها بجسدٍ يحتضنها فَنظرت لنَاي التي تعانقها بود فبادلتها العناق سريعًا لكي لا تزيد من غرابة الموقف، فصلت ناي العناق وهي تبتسم بود لمريم التي بادلتها الإبتسامة بآخرى لطيفة أثناء نظرها لوجهِ نَاي التي وضعت به مستحضرات تجميل جعلت إطلالتها أنثويةٌ قوية حادة بطريقة لاقت بها بشدة.