13 | تمامًا كإيكاروس.

402 63 95
                                    

13 |

" أنا أسف، وحشتيني!.. عارف إن مهما أقول أي حاجة إنتِ مش هتسامحيني بس كان غصب عني والله. "

وضعت يدها على رأسها وهي تنفي بِرأسها عدة مرات، وتقول بِصوتٍ خافت " لأ لأ أنتَ كنت إختفيت من حياتي خلاص، رجعت ليه ها ليه ؟! "

أنهت حديثها بِصراخٍ وهي تنهار وتهذي " إنت السبب عمري ما هسامحك، إنت السبب! "

إجتمعت العبرات في مقلتيهِ وهو يُكور وجهها بين يديهِ محاولًا تهدئتها، لكنها أزاحت يديهُ عنها بِعنف وهي تُشير تجاه الباب، وتصرخ بصرامة " إنت هتمشي من هنا حالًا وتنسى إن عندك بنت زي ما أنا شايفه إن أبويا ميت!.. فاهم ولا لأ؟ "

كانت تُجاهد لكي لا تبكي وتتذكر كُل ما حدث بسببه من قبل، لكنه نفى برأسه وهو ينبُس بِضعفٍ ساحق ونبرةٌ يُغلفُها الألم " نَاي إديني فرصة أشرحلك، أنا عارف إني غلطان بس أرجوكِ سامحيني يا بنتي. "

صاحت بِغضبٍ عارم وهي تفقد كل ذرة هدوء كانت متمسكةً بها " متقولش يا بنتي دي تاني!.. غير كده أسامحك على إيه ولا إيه معلش ؟.. هو إنت عملت حاجة بسيطة يتسامح عليها!.. إنت كبرتني بعُقد نفسية هتفضل جوايا دايمًا وهتكبر معايا! "

أغمض الآخر عينيهُ بيأس وهو يومئ بِصمت، وإقترب خطوتان منها ونبس بِهدوء " أنا آسف؛ هديكي وقت عشان تستوعبي وجودي تاني في حياتك يا نَاي، وقريب إن شاء الله هنتقابل. "

كان على وشك الرحيل لكنها تمتمت بِغضب لكن بِنبرةٍ هادئة عكس إنفعالاتها منذُ قليل " وجودك في حياتي؟.. إنت ملكش وجود في حياتي من الأول عشان تبقى موجود تاني أصلًا!.. ومفيش ما بينا مقابلات أتمنى لما تمشي من هنا تنسى وجودي. "

ثُمَ إتجهت إلىٰ كلبها الّذي جاء من الغرفة وكان ينبح على والدها بِشدة لشعوره بالخطر تجاه نَاي، لكنها ربتت عليه وهي تنظُر لوالدها بِجمود، فَسار بِهدوء تجاه الباب وما إن خرج أغلقت الباب بِشدة، ثُم جلست بجانبه أرضًا وهي تضع يدها على قلبها وتبكي بِشدة، كانت تشعُر بوجود جرحٍ عميق في فؤادها وكان على وشك أن يلتئم لكن جاء مَن أذاها مِن جديد فنزف جرحُها.

إعتدلت فجأةً فاردةً ظهرها وهي تحاول أن تتنفس بِإنتظام، كانت تشعر بأن روحها معلقةٌ بخيوط ويتم سحبها من جسدها ببطء، وتشعُر بِإنسحاب أنفاسها وتسارع ضربات قلبها تارة وتارة آخرى بالكاد تشعُر بِدقاتِه... أيقنت بأنها نوبةُ هلعٍ كما إعتادت قديمًا فحاولت أن تُركز على أي شيءٍ حولها لكي تُشتت ذاتها عن هذا الشعور.

شعرت بأن محاولاتها تفشل فحسب، أفكارُها السوداوية وذكرياتها تسحبُها لكي تسقُط في بئرِ خيبةِ الأمل تمامًا كإيكاروس!

نهضت وهي تسير بِخطى غير متزنة بعض الشيء متجهةً لغرفتها، ثُم إرتمت على الفراش محتضنةً ذاتها وتبكي بإنهيارٍ فحسب، أفاقت على صوت رنين هاتفها فَنظرت لهُ وتجاهلتهُ تمامًا لكن ما إن توقف عن الرنين أستمعت إلى رنينه من جديد فَأجابت بِنبرةٍ مُرهقة يملؤها الحُزن فتسلل لِمسامعها صوت ياسر القَلِق يقول :

Love time || وقت الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن