⋆。 𝟐𝟎𝐭𝐡 ˚

432 34 23
                                    


























أستيقظ وويونق على أشعة الشمس التي ضربت وجهه ، وكان الشعور بها دافئًا ، بالتأكيد كان هذا الشعور شيئًا سيجده المرء مريحًا.. ولكن عندما تحرّك وويونق على السرير قليلاً شعر بأن هُناك خطأٌ ما بالموضوع...

أبقى عينيه نصف مغلقة وحافظ على هدوء تحركاته ، متشبثًا بالأمل الكاذب بإن سان لم يكن يتحرك لأنه لا يرغب في إيقاظه..

لكن وويونق يعلم أن الآمر ليس كذلك... هو فقط لا يريد تقبُّل الآمر...

مدّ وويونق ذراعهُ المرتجفة وأمسك بيد سان ، هو أغمض عينيه وضغط على كفه ، كان باردًا...

إزداد ارتجاف يده مع كل ثانية تمر ، وكما لو أن تحركاته ستؤدي إلى إيقاظ سان...

دفن وويونق وجهه في جوف عنق سان وحرّك أنفه ضده ، تلامست شفتيه برفقٍ مع ترقوته وبحث بيأسٍ عن ذلك الدفء المألوف..

بكِلا يديه تشبث بيدي سان وارتعش بلا توقف ، لم يستطع الشعور بنبضه...

حطّ الدمار على وويونق في تلك اللحظة.. كان شعورًا سرياليًا ، فوق الواقعية ولن يتمكن من وصفه ولو حتى في مليون عام...

شعورًا أعتصره.. وهدد في سحقه من الداخل وحتى الخارج..

أحرق الألم روحه ، وأعاقه ، وجعلهُ عاجزًا عن الكلام لدرجة أنهُ لم يعد يعرف ما هي الكلمات..

شهقةٌ حادّة شقت حلق وويونق ، حاول يائسًا كبحها ، وحاول جاهدًا الحفاظ على رباطة جأشه ، لكنهُ يعلم بأنه أضعف من أن يُظهر مثل هذا الثبات...

بمجرد ما غادرته الشهقة الثانية ، شعر بنفسه ينهار..

لم يستطع إخفاءها هذهِ المرة ، لقد كان هالكًا..

أهتز جسده مع كل شهقة مزقت حنجرته ، وتكوّر ليقرب نفسه أكثر.. دفن وجهه أكثر في عنق تلك الجثة ، واستنشق كل ما تبقى من سان...

لقد خطط لفعل الكثير من الاشياء معه.. وكان لديه الكثير ليخبره به.. ولكن يبدو أن كل تلك الأشياء قد تلاشت ما أن أتت هذهِ اللحظة..

وويونق أراد الصراخ ، لكنهُ لم يجد صوته..

أبقى نفسهُ قرب سان ، وتمسك به بالقوة القليلة المتبقية لديه..

هو لم ينهض ليبلغ الممرضين ، ولا الأطباء ، ولا أي شخص آخر من المستشفى ، كان يعلم بأنهم مجرد ما يكتشفون الأمر سيأخذون سان بعيدًا عنه..

لذلك هو بقي في مكانه ، متمسكًا في سان ، يحضى برفقته للمرة الأخيرة قبل أن لا يراه مُجددًا..

...

بمجرد مغادرته لتلك المستشفى ، وويونق لم ينظر للوراء أبدًا..

سار إلى المنزل ذلك اليوم ببطانية زرقاء اللون بين ذراعيه ، ووشاح خَمريّ حول عنقه ، ولا شيء آخر سوى ذلك من المستشفى..

هو عانقهم ضدّ جسده ومشى في هذا الطقس ذو العشرون درجة ، وعلى الرغم من أن بعض الناس قد ألقوا نظرات غريبة نحوه الا أنهُ لم يهتم لذلك.

لم يعد البرد يؤثر في وويونق ، لم يستطع الشعور به وعقلهُ لم يسمح له بذلك..

وصل إلى المنزل ودخل دون إلقاء التحية على والديه اللذين كانوا يجلسون في غرفة المعيشة ، سألوه بعض الاسئلة واجاب هو بأختصار.

سألوا عن البطانية والوشاح ، لكنهم لم يسألوا أبدًا عن سان..

كان وويونق ممتنًا.. كانت فكرة عدم إخبارهم عن سان ربما فكرة جيدة في النهاية..



































-

-

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
𝐈𝐧 𝐀𝐧𝐨𝐭𝐡𝐞𝐫 𝐋𝐢𝐟𝐞 - ☂︎ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن