⋆。 𝟐𝟏𝐬𝐭 ˚

444 32 6
                                    























صعد الدرج إلى غرفته ، وحالما دخل هو رمى بطانية سان -الغير موجود- برفقة الوشاح على سريره.

مدّ يده إلى جيبه ليسحب هاتفه ، وأتصل على إحدى جهات إتصاله ، رفع الهاتف إلى أذنه وانتظر إجابة الطرف الآخر.

وما أن أجاب حتى تم الترحيب بـ وويونق بـ: "مرحبًا؟".

تردد وويونق.. ابتلع بثُقل ونظر نحو النافذة: "مرحبًا ، سونقهوا؟ انا وويونق ، هل انت متفرغ؟..".

كان صوت سونقهوا متحفظًا وبه بعض التردد: "أجل ، انا كذلك".

"إن لم يكن هناك الكثير من الإزعاج ، هل يمكنني القدوم؟..".

سونقهوا كان هادئًا على الجانب الآخر ، كان يعلم بالفعل.. تنفس بصوتٍ مسموع ، وبعد لحظة تحدث أخيرًا بصوتٍ ثابت: "بالتأكيد".

...

جلس وويونق على حافة سرير سونقهوا ، وأخذ يحدق خارج النافذة بلا تركيز.

تحدث سونقهوا إليه ، وأستمع إليه وويونق ورد على الكثير من حديثه ، لكنه أغلب الوقت جلس هادئًا فقط وحدق في اللاشيء.

كان سونقهوا سيقلق بسبب وضعه هذا لولا معرفة ما حدث في وقتٍ سابق من هذا اليوم..

ولكنهُ بدا فقط كوويونق ، جلس على نفس الجانب من السرير مع المحافظة على مسافة جيدة بينهما لإعطاء ضيفهُ المساحة.

عيناهُ الداكنة كانت ستنظر إلى الأرض ، ثُم نحو السقف ، وحول الغرفة وتعود مجددًا إلى الأرض ، لكنهُ لم ينظر إلى وويونق أبدًا..

كان يخشى أنه إذا فعل فلن يكون قادرًا على كبت مشاعره..

"كيف كان يبدو؟.." سأل سونقهوا بنبرةٍ هادئة.

أستغرق الامر من وويونق بعض الوقت ليرد: "حينما استيقظت؟".

"نعم..." أنزل سونقهوا نظره.

تنهد وويونق وأستمر في التحديق نحو الأمام.

"شاحب. مريض. ميِّت.".

"كيف علمت أنهُ لم يكن.... هنا بعد الآن؟".

"كان كامل جسده مسترخيًا ، ورأسهُ مستلقيًا على رأسي بثقل شخصٍ فاقدٍ للوعي..".

هذهِ المرة سونقهوا هو من تنهد ، وصدر الصوت من أعماق صدره.. تردد من طرح هذا السؤال ، لكنهُ فعل في النهاية: "هل ستذهب إلى جنازته؟".

"لا".

الإجابة أتت أسرع بكثير مما توقع سونقهوا ، كان مصدومًا..

تابع وويونق حديثه: "انا أرفض الذهاب.. لن تكون آخر ذكرى لي مع سان وهو مرتديًا ملابس رسمية ، شاحب ، جثة ، ومحشوًا في تابوت ، محاطًا بعدد لا يحصى من الناس اللذين لم يهتموا له على الإطلاق حتى اليوم الذي سمعوا به عن وفاته.. آخر ذكرى لي مع ساني موجودة معي بالفعل ، وسوف تموت معي..".

نبرة وويونق كانت رتيبة ، لكن سونقهوا لم يفشل بالتقاط السّخط الذي غلّف كل كلمة قبل جملته الأخيرة ، كان يعرف ما قصده وويونق بالفعل ولم يفكر حتى بلومه على نبرته الجليدية تلك.

كان سونقهوا فقط يشعر بذات الشعور المرير ، وهو أيضًا لم يكن ينوي حضور أي جنازة ، سيكون مغتاظًا من الجميع هناك ، وكان يعلم أن وويونق سيشعر بذات الشيء.

انحنى سونقهوا نحو الأمام على ركبتيه وضمّ كفيه معًا ، هو حدق في الجدار وارتدت إحدى ساقيه صعودًا وهبوطًا وهو يشعر بنفسه يستسلم لعواطفه شيئًا فشيء..

"تعلم... أممم..." نظر إلى الأسفل ومسح على عنقه بخشونة ، تاركًا وراءهُ آثار حمراء داكنة: "سان ، هو... هو حقًا أحبَّ- آه- كان يهتم لك... كان يتحدث عنك طوال الوقت عندما التقاك للمرة الأو-".

"لا تفعل".

تجمّد سونقهوا.. وتسمرت يده على عنقه ، رفع نظره ببطء ليجد وويونق يحدق به بدوره وبعيونٍ فارغة ، خالية من كل المشاعر المعروفة..

"لا تفعل ، سونقهوا... فقط.. لا تفعل".

ابتلع بثقل ، وادار رأسهُ ليحدق خارج النافذة مُجددًا.

شابك وويونق أصابعهُ معًا وغرز أظافرهُ في ظاهِر كفيه ، هو كان يوجه الألم نحو مكانٍ آخر.. لعل الألم الذي سينتج من غرز أظافره في ظاهِر كفيه سيجعله ينسى ألم روحه..

"أعتذر.." كانت هذهِ الكلمة الأخيرة التي تمتم بها سونقهوا قبل أن يعاود التحديق نحو الجدار هو الآخر ، ليس لديه ما يقوله..

جلس كلاهما برفقة بعضهما البعض بهدوء لمدة بدت وكأنها خمس دقائق ، وخلال تلك الدقائق لم يلقي وويونق ولا نظرةً واحدة نحو سونقهوا.

وأستمر ذلك حتى شعر بجسد سونقهوا يميل نحو الأمام مُجددًا ، ألتفت وويونق ليلقي نظرةً إتجاهه أخيرًا ، وعندما فعل هو شاهد سونقهوا يبكي بهدوء بينما يدفن وجهه في كفيه....

على الرغم من تأخر ردة فعله.. لكن دفعته غريزته للتحرك والجلوس أقرب إليه ، وضع يده على ظهره العريض ومسح عليه بهدوء على آمل أن يريحه وأن يكون الأقوى بين كلاهما..

ولكن مع كل ثانية تمر.. كان وويونق يشعر بألمه يتراكم أكثر فأكثر في دواخله.. تمنى لو بأستطاعته محاربته.. لكنه كان يعلم بأنه لن يستطيع فعل ذلك ، ولا توجد حتى طريقة ممكنة له للقيام بذلك..

وبعد لحظاتٍ قليلة وضع وويونق رأسه على كتف سونقهوا ، حيث وقع هو الآخر ضحيةً للحزن الذي أكله ببطء على قيد الحياة . . .








































-

𝐈𝐧 𝐀𝐧𝐨𝐭𝐡𝐞𝐫 𝐋𝐢𝐟𝐞 - ☂︎ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن