(2)

3 1 0
                                    

" ألكوت مارستو؟ ماذا تفعل هنا؟! "

" مرحباً مجدداً اندرو بيرغهام.. يبدو انك لن تستمتع بإجازتك بعيداً عني "

إحْتشَدت مشاعر الغضب بين ملامح المحقق ذو الحظ العاثر
" حسناً، بجدية هل تلاحقني؟ "

" بينما كنت أتجول هنا وهناك، اوقفتني قبعة بنية في نهاية الطريق، بريق جلدها الزاخر كاد يؤلم عيناي، ويُحلق من أعلاها دخان الغليون.. لذلك قلت في نفسي يا إلهي لا يمكن أن يكون هذا اندرو! أعني أنا أعي أنه أخبر المدير بلايك بمكان إجازته، فلا يُمكن أن يُصدم بمعرفتي بمكانه "
اِحتقنت الضحكة الساخرة على وجه ألكوت مارستو واتبع متحدثاً
" أشعر الآن أنك تواجه موجات من البكاء الداخلي الذي يتردد في صدرك "

تجاهل المحقق زميله وتجاوزه منطلقاً إلى غرفته الكائنة في نهاية رواق النُزل الذي يمكث فيه، فهو يعلم أنَّ زميله المقرب ألكوت لا يهوى العمل وحيداً.. فهو بالتأكيد إستقصى مكانه ليمضى هو الآخر إجازة عمل

" اندرو أرجوك توقف.. إنني أعبث معك فقط، يوجد هنا جريمة قتل حدثت قبل ثلاثة أيام في إحدى غابات هذه القرية، هناك أقاويل أنه دب، ولكن من وجد الجثة قال أنه رأى ظِل غريب  "

رد المحقق بلكنةٍ مُنزعجة
" أشك أنك توقفت عن العبث، لِأن الجريمة التي تتحدث عنها.. نشبت في قرية كورليس! "

" عزيزي اندرو هذا هو الأسم الثاني لهذه المنطقة "
أكمل ألكوت كلامه والثقة لا تكاد تتزعزع عن عينيه
" أسمعني جيداً، إذا كنت تُريد أن تُكمل إجازتك هذه بسلام يمكنك الذهاب إلى منطقة أُخرى وقضاء الوقت هُناك، وسأتصل بالمدير بلايك ليُزودني بالمحقق لوثر ذو البشرة الصهباء، ولكني أشعر أننا ثُنائي في غاية المثالية.. ألا تتفق؟ "

بدأت الأفكار تتعارض في جوف عقل ذلك المحقق، فهو يريد إكمال هذه الإجازة التي بدت كقارب النجاة له من سفينة العمل المُتهالكة، ولكن أيضاً في ذات الوقت.. تلك النشوة التي تباغته في بداية كل قضية لا يستطيع التوقف عن الشعور بها.

فأدار رأسه نحو زميله عند باب غرفته
" حسناً.. أشعر أني متعب الآن، وافيني غداً بالأسفل في الساعة الثامنة صباحاً وسأنزل إليك "

أغلق المحقق اندرو باب المكان الذي أعتقد أنه سيكون ملاذه المؤقت، بينما أبتسم ألكوت إبتسامةً تكاد تتحول إلى ضحكة الإنتصار.. فهو لا يهوى ولا يرغب العمل مع لوثر الأصهب المتعجرف، بالإضافة إلى أن اندرو محقق ذو حدسٍ نادر، ولا يُمكن أن يندم أحد على العمل معه.

وما وراء جدران المحقق البائس، غائصاً في افكاره:
' أما الآن..أشعر أني في مثل تلك الأحلام المُرَوِّعة، التي أكون محاصراً في باطنها ولكن في شللٍ تام ولا أستطيع الحراك خصيصاً فيما يخُص عدم رفضي للتحقيق في القضايا، لن أستطيع الحراك أو أن أقول لا.. لماذا؟ لا اعلم، وأيضاً هذه هي إجابة لِماذا أصبحت محققاً يا اندرو؟ هناك ذلك الشيء الذي يمنعني من معرفة سبب اختياري لهذه الوظيفة بالإضافة إلى عدم وجود ذريعة لرفضي لهذه القضية '

كورليسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن