وقف المحقق اندرو في الصباح الباكر أمام المختبر الزاخر بالأدلة والذي يوشك على الإنفجار منها حتى.. متأملاً في الشارع المقابل ذلك الأب الذي يحاول مداراة ابنه الطفل لموضوعٍ ما ..لم يُفهم
وبالتأكيد هو واقفاً متأملاً ولكنه لا يُفكر في وضع ذلك الأب، بل أن خياله يزور المستشفى وحديقة عائلة ساديفون وبيت ذلك النجار
' ساعتان وستكون تحاليل المختبر في متناولي، ولكنِ لا أعلم هل قطع الورق التي في الداخل ستخمد هذه الحِمم العقلية.. أرجو ذلك. 'خرج عامل مستجد من المختبر ونظر إلى المحقق اندرو بصدمة قاطعة، لأنه يعلم انه لا يزال الوقت سابِق لآوانه على خروج التحاليل
" محقق اندرو صحيح؟ تفضل بالدخول.. سنقدم لك القهوة الدافئة، لا زال الوقت مبكراً على خروج تحاليل الأدلة "نظر المحقق اندرو الى موظف المختبر بتعبٍ شديد؛ لإنه وللأسف لم ينم بالأمس ورفض طلبه بإشارة بيده.. يمّلؤها الإنهاك
الامس في الساعة العاشرة مساءً
" أعتذر لاتصالي في هذا الوقت يا محقق اندرو ولكن عرفت لتوي انك استلمت قضايا قرية كورليس من المدير بلايك.. لذلك أود إبلاغك بإن التحاليل ستكون جاهزة غداً في الساعة التاسعة صباحاً، لذلك ارجو أن تزورنا لاستلامها؛ فنحن لم نلتقي منذ قضية الطفل توماسو"وكأن الوقت ساكن لا يسّير وكل شيء متوقف في حلقة الزمن.. هذا ما كان يشعر به اندرو، لإنه وببساطة تتملكهُ الرغبة في أن يكتشف، هل ما توصل إليه عقله من تحليل.. صحيح؟ أم أنها مُجرد احتمالات ذاتَ صحةٍ واهنة؟
'إنها الثامنة.. تبقّت ستون دقيقة، لا بأس ستمُر'
نعم إنه اندرو.. لن يقول ' تبقّت ساعة ' ففي هذا الوضع المضطرب.. سيحاول بشتى الطرق أن يفكك الأمور ويجعلها أبسط وأقلُ تعقيداً"اندرو توقعت وجودك هنا! أعتقد أنَّك هنا منذ الليل صحيح؟ "
ضحك ألكوت ضحكة ساخرة ومنديله في أنفه"اوه فاجأتني.. منذ متى أنت هُنا؟ ولماذا يبدو أنفك مُحمراً؟ "
"لقد جئتُ لتوي، بسبب إتصال بلايك بي الساعة السابعة صباحاً، ولحسن الحظ انه أخبرني؛ فهُناك شخصاً ما عَلِمَ بخبر النتائج بالامس ولم يعطني حتى فتات الخُبز عن الخَبر "
"اوه أعتذِر.. تفاجأتُ امس بالإتصال من المخّتبر وكما تعلَم، أنت تعرفني جيداً.. لم أنم "
"لا بأس فقد أعتدت عليك "
جلس ألكوت بجانب اندرو ووضع يداه على ركبتاه"استيقظت الصباح بسبب مكالمة بلايك.. وبعد ما أغلقت الإتصال، أكتشفتُ إني مصاباً بالزكام وأشعر بآلم في حلقي.. على ما يبدو إنه التهاب، ولكن بالرغم من ذلك ارتديت هذه البدلة ونسقتها مع هذا المعطف سماوي اللون، الذي يبدو انه متطابق جيداً مع المختبر "
ابتسم ألكوت ونظر إلى اندرو بثقةنظر اندرو إلى ألكوت لثوانيٍ معدودة ومن ثم غطى وجهه بيداه
' إلهي أرجوك اجعله يصمت، فلا أحد يشتهي التحدث في الصباح وخصوصاً في وقتٍ عصيب كهذا.. '
أنت تقرأ
كورليس
Fanfictionفي تلك البلدة الواقعة بين الجبال، يقضي شاب إجازته، إلا انَّه صار يتجول بين مسالكها ليروي فضوله تحت مسمّاه الوظيفي.