(6)

3 1 0
                                    

تهبط ندفات الثلج الصغيرة واحدةً تلو الاخرى على الأرض، إنه الشتاء.. فصل النهاية وفصل البداية في الوقتِ ذاته.. حافة عامٍ ومطلعُ عامٍ آخر..
في نُزل هامرسون في أحدى الغرف، جلس المحقق اندرو والطبيب ألكوت يتناولان قدحاً من الشاي الدافئ تحت النافذة المُبجلة.. في إنتظار نتائج تحاليل جريمة الدُب المقنطرة جيداً بعقدةٍ لابد من فضها.

" ما يقلقني يا اندرو هو إحتمالية وجود أكثر من مُفتعل لجريمة الدب.. وإذا كان هذا القلق صحيحاً؛ فهذه المنطقة في خطرٍ عارِم. "

أكمل ألكوت حديثه بتعابير القلق والتساؤل
" بالنظر إلى طريقة قطع الجذع الأشبه بالمثالية، هذا ما يجعل فكرة وجود أكثر من جانيٍ لهذه الجريمة..ولكننا نعلم جيداً أنه من الممكن لشخصٍ واحد ترتيب كُل هذا، كما حدث في جريمة شارع الذبابة قبل أربع سنوات. "

٢٨ تموز ١٩٨٦ العاشرة مساءً زقاق ضيق في شارع الذبابة (آونا موسكا)
" كما ترون هنا بالتحديد بقعة الدم هي ما كانت الخيط الرفيع الذي قاد المحققين لبكرة الخيط كله، بسبب شكلها البيضاوي الذي يوحي بأن المجني عليه تم قتله في أحد السطوح فوق هذا الزقاق، لذلك نزل الدم بشكلٍ عمودي وأصبح شكله قريب للبيضاوي ولو نقل مثلاً أنه تم قتله هُنا في الزقاق، سيكون شكل البُقعة دائري، علينا أن نشكر جهود محققينا المحترفين. "

أكمل ألكوت حديثهُ متأملاً زجاج النافذة المُتجمد
" جريمة شارع الذبابة تلك تذكرني بجريمة الدب إلى حدٍ ما، فأولاً مكان قتل الجثة لم يكن ذات المكان التي تم إيجادها فيها، أتذكُر كم أُستنزفت جهودنا في مسح ذلك الزقاق ذهاباً وإياباً؟ والجريمة بالأساس حدثت في السطح الذي يعلو الزقاق ولكن الجاني قام برمي الجثة إلى الأسفل. "

نظر اندرو إلى ألكوت ماسحاً عينيه بيديه
" هل يمكنك الرجوع إلى الحاضر قليلاً؟ لماذا دائماً تقوم بربط أحداث تلك الجرائم بما نواجههُ حالياً؟ وهذا ليس موضوعنا على أية حال، هل هناك أي أجوبة من المختبر؟ "

" هون عليك، قمنا بجمع الأدلة قبل ثلا.."

قرع هاتف ألكوت قاطعاً حديثهما
" الطبيب ألكوت في الخدمة ما الأمر؟"

" طبيب ألكوت! يجب أن تكون هُنا الآن مع المحقق اندرو، حدثت جريمتين قتل قبل ساعة، طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يبلغ من العمر ثمان سنوات وأخاه الأكبر البالغ من العمر خمسة عشر عاماً، وكذلك أختهما تعرضت لطعن ولكن لم تمت "

"حسناً حسناً الآن سنأتي ولكن أين أنت؟ يجب أن يأتي أحداً ليقِلنا، نحن في الفندق. "

تحركت السيارة من النُزل حاويةً داخلها المحقق اندرو والطبيب ألكوت.. وتُكابد عجلاتها الأربع النهوض من تحت الكثبان الثلجية التي تكسو أرض قرية كورليس

وصلت السيارة المُناضلة نازلاً من جوفها المحقق اندرو والطبيب ألكوت، وها هي تبدأ ضوضاء سيارات الشرطة التي يكرهها اندرو وأصوات الناس وتطلُّعهم إلى رؤية الجثث بفضولٍ مقرف

كورليسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن