ʚ 3 ɞ

2K 152 107
                                    

|ࢪﻏ۾ البـُـﻋد الذي بـﯾﻧﻧا لا ﯾوﺟد أقࢪب مِـﻧكَ لـ‌قلبـ‌ي|

ْ
ْ
ْ
ْ
ْ
ْ
ْ

ـ استيقظتُ صباحاً وكُلّي نشاطٌ وحيوية على غير العادة حسناً أنهُ يومٌ مُمَيز بل وأكثر بِالنسبةِ لي ، اليوم عيد مولدي الثامن عشر .. وأخيراً سأ‌ُكمِلُ سِنَ الرُشد ولن يقولوا عني قاصر بعد اليوم ، الليلة سَأطفأ الشموع أمام الجميع مُعلنةً أتمامي سبعَ عشرة عاماً ومِن تلك اللحظة سَأكون أنجل الفتاة ذات الثامنة عشر ربيعاً الفتاة البالغة ..

ـ صوت سُعال أ‌ُمي اخترق جدران الغرفة مُتخللاً لِمسامعي .. مُعيداً بِشريطِ ذاكرتي لِـليلة أمس حينما استيقظتُ مَفزوعةً مِن ذلك المنام كان أشبه بِالكابوس فقد حَلِمتُ أن أسناني تساقطت جميعها عدا سناً واحداً

.. إلهي اتمنى ألا يتحقق ذلك الحلم .. فَتساقط الأسنان في المنام تؤول لتفسيراتٍ كثيرة اكثرها شيوعاً وتحققاً هي موت شخص قريب منكَ .. ومَن بقي لي سوى أمي المريضة ! لا اريد فقدانها هي الأخرى ..

ـ نعم فقد فقدتُ والدي وعمي والجميع عدا امي نظراً لِمغادرتنا القرية ذاك اليوم مُنذُ ثلاثة أعوام ... فَفي ذاتِ الليلةٍ التي غادرنا فيها وصلنا نبأ وفات والدي وفي صباح اليوم الموالي توفى عمي وعندئذٍ مَنعوا التنقل بين المدينة والقرية لِكون تلك الوحوش تستمر بِالهجوم كُلَّ ليلة وتُمزيق أجساد مَن تبقى مِن سُكان القرية حتى باتت تلك القرية مكاناً مهجوراً خالياً مِن الاُناس

ـ وبعد مرور فترة جاءنا أتصال مجهول ... كانت تلك عمتي نتالي (والدة دِلير) تلك المرأة الطيبة صاحبة القلب الحنون أتصلت تسأل عن أحوالنا وتطمئِن على معيشتنا، شعرتُ بِالحرجِ ڪوننا لم نتصل بِهم ولو لِمرةٍ كُنا نعتقد أنهُم ماتوا أجمعين حَسب ما نُشرَ في الصحفِ والجرائدِ والأعلام كافة

.. إلا أنّ اتضح هُنالك ناجين مِن الإفتراسِ ومِن ضمنهم عمتي نتالي ودِلير

... آه يا دِلير ارهقتَني طوال تلك الأعوام الثلاث ياتُرى هل تَتذكرُني؟ أ أخطرُ على بَالِكَ صُدفةً .؟ أم أني الوحيدة التي لا تستطيع أخراجُك مِن عقلها .!

.

.

.

.

ـ هبطتُ السلالم قفزاً وجرياً لِشدةِ حماسي لـليلية عيد ميلادي ..

" صباحُ الخيرِ أ‌ُمي "

ـ نبستُ بِنبرةٍ تفضحُ فرحتي وحماسي فيما أعبثُ بِأنظاري تفحصاً لِمحتويات الثلاجة لِتقابلني أ‌ُمي باِبتسامةٍ رَدةً التحية بِصوتِها الهزيل والمِتعب والذي اَعتادت عليه مسامعي

ﻋَشِـﯾقَـ‌ةُ الألـ‌فَا łłحيث تعيش القصص. اكتشف الآن