الفصل الثالث .

54 14 25
                                    

-1-

٣ نيسان ٢٠٢٠ .

خرجت تشا هيون من الحمّام بشرها المبتلّ الذي غطّته بمنشفة ، بينما تجلس داي هيون على سريرها تقرأ رواية كعادتها ، وضعت شقيقتها الهاتف أمامها على طاولة المرآة مستمعة لأغنيتها المفضلة بينما تمشط شعرها بعد أن أزالت المنشفة ، ثم بدأت تردّد مع الأغنية وتتراقص عليها .

فقاطعتها داي هيون متأففة : صوتكِ مزعج ... وذوقكِ كذلك .
فردّت شقيقتها لا مبالية : غير مهم .
وأكملت غناء وكأنها لم تقل شيء.

فقاطع صوت الأغنية رنّة هاتفها ، مدّت داي هيون نظرها الى هاتف شقيقتها لترى جهة اتصال باسم "jung oppa" ، فتغيّرت ملامحها .

بعد نصف ساعة تقريبا وفي وقت ما قبل مغيب الشمس ، أخبرت تشا هيون أختها أنها ستخرج من المنزل ، طالبةً منها أن تخبر والدتها بحجّة ما ان سألت عنها ، لكنّ داي هيون كانت تفكر عكس ذلك تماماً ، ستلحق بشقيقتها فور خروجها من المنزل ...

-2-
٢٩ أيار ٢٠٢٣ .

بينما كانت سكّينة متجهة الى ذراع داي هيون وهي متسمّرة في مكانها لا تستطيع التقاط أنفاسها يذرف العرق على جبينها ، كانت تنظر الى الأسفل حيث تصطفّ تلك السّيارة الحمراء من المبنى قيد الانشاء ، وما هي الّا ثوانٍ معدودة حتى اغتزّت تلك السّكينة في أعلى ذراعها ممزّقةً جلدها ، لم تكن الضربة مؤلمة الى ذلك الحدّ ، يبدو أن الخوف أحيانا يكون متعبٌ أكثر من الطعنةِ ذاتها.

استيقظت من ذلك الكابوس تذرف عرقاً قد غرقت فيه ، لكن لم يبدُ على ملامحها شيءٌ من الذّعر فقد اعتادت على تلك الكوابيس المتكرّرة ، وما هي تسعى اليه هو التّخلص من كل تلك الهواجيس ، ولا تستطيع فعلها الا بطريقة واحدة ...

-3-
ملاحظات دفتر جونغ هي "٢٩ أيار ٢٠٢٣"

قيل أن المخلصون في الحبّ لا يبالون للمظهر ، لم أفهم ذلك ولم أُرِد أن أفهمه فإنني كنت متأكد تماماً من حقيقة أنني لن أعجَب بشخص يوماً ، لكنّني كنتُ مخطئ وكانوا مخطئين ، فعجيبٌ كيف تتغيّر نظرتي لمن أعجبت بعقليته وروحه أولاً ، ليصبح مظهره جميل تماماً كداخله .

-4-
٩ أيار ٢٠٢٣ .

"ليس بقاتلٍ عاديّ ، انه قاتل متسلسل ، بل ومختل عقلي أيضاً ، هذا ما توصّلت اليه ... استمرّي ، انّك تقتربين من الهدف ، وما هي تلك الرّسالة سوى مساعدة لك للوصول"
كانت تلكَ هي الرّسالة المطبوعة الّتي وجدتها داي هيون في كتاب الاسعافات الأولية الصفحة الثامنة والعشرون .

-5-
٣٠ أيار ٢٠٢٣ .

" المختلّون لا يتعاطفون كالبشر " تلك العبارة المعلّقة فوق ذلك اللوح قد كُتِبت بخط اليد ، كانت داي هيون تترّبع أمام تلك العبارة فوق الطّاولة وتتأمّلها طويلاً محاولةً فهم ما يدور ، قاطع تفكيرها صوت الهاتف يرنّ "jung sa ra" وضعت المكالمة على وضع المكبّر وبدأت تستمع لها : مرحبا ، داي هيون ... هل تريدين استنشاق هواء نظيف في الخارج ؟

SEDATIVE حيث تعيش القصص. اكتشف الآن