الفصل السابع

28 7 14
                                    

-1-
٢٧ أيار ٢٠٢٣ .

هرعت داي هيون الى المستشفى متجهة الى قسم الطوارئ بينما سا را تحاول الالحاق بها، بالرّغم من أنّها لم تكن يوماً مقرّبة من والدتها ولم تشعر يوماً بشيءٍ من الحنّية بين الأمّ وابنتها، لكنّ نبضات قلبها كانت تتسارع بشكلٍ مرعب حتى كاد قلبها يخرج من صدرها، فإنّ والدتها لم تكن مصابة بأيّ نوع من الأمراض على حدّ معرفتها، في ظلِّ ذلك الموقف لم تستطيع داي هيون سماع صوت المحقّق الّذي ينادي باسمها، فأمسكت سا را بها واحتضنت كفّ يدها برفق محاولةً طمأنتها وتهدئتها، فتقدم المحقق قائلاً بنبرة ساكنة: داي هيون، سأحرص على معرفة كيف حدث ذلك، بالرّغم من أنّه كانَ طبيعيّاً حسب كلام طبيبها.
ردّت بنبرة تحدٍّ غاضبة: لو أنّك كنتَ بتلك الكفاءة، لوجدت جثّة تشا هيون على أقلّ تقدير.
كان ذلك أوّل ما خطر في ذهن داي هيون، لكنّ وبعد فترةِ صمت دامت لبضع ثوانٍ، استجمعت ما قيل للتّو وأردفت بتأتأة: ماذا تقصد بما قلته الآن؟

ردّ المحقق: حدثت لوالدتك صدمة ما أدّت لتوقّف عضلة القلب المصابة بالضعف، هذا ما قاله الأطبّاء... وربّما كان مجرد تعب جسدي فوق طاقة قلبها.

وقفت ساكنة بضع دقائق تحاول الاستيعاب، فإنها لا تقوى على الفراق مرّة أخرى، كانت هي ذلك الفرد من الأسرة الَّذي عايشَ فقْد جميع أفرادها، خسِرت شقيقتها، والدها، والآن تخسر والدتها، لكنَّها ليست قادرة على تكرار عَيْش ذلك الشعور، لم تحتَضِن أمَّها بقدرِ ما يجب، لم تقبِّلها بقدرِ ما ينبغي، كانَ بينهما جفاء كبير لكنّ هناك حبٌّ أكبر... ستبقى نادمة على كلِّ لحظةِ حنانٍ أضاعتها، على كلِّ مرّةٍ خرجت فيها من المنزل ولم تقَبِّل رأسها، على كلِّ فنجانِ قهوةٍ لمْ تحتسيها مع والدتها، على كلِّ ليلةٍ لم تذهب فيها لتحتضن والدتها قبل أن تخلد إلى النَّوم، اليوم... وللمرّة الأولى تستطيع أن تشعر بما يشعر به كيم جونغ هي!

-2-
٢٨ أيار ٢٠٢٣ .

انتهت الشرطة من التحقيق باحتماليّة وجود شبهة جنائية ، أُكمِلت شهادة الوفاة على أنها "توفيت بسبب توقف عضلة القلب" وحان الوقت لدفن جثمانها، كان الشخص الوحيد القادر على الذّهاب لاستلام الجثّة هي داي هيون.

رأت والدتها تُلَفُّ بالرداء الأبيض، توجّهت إليها دون أن تشعر بخطواتها الثقيلة، بل قدميها هما من حرَّكاها إلى هناك، عانقتها للمرّة الأخيرة وربّما كانت الأولى، احتضنتها طويلاً وكأنّها تحاول تعويض عشرونَ عاماً من الجفاء، وبينما كانت تضمّ جسد والدتها بكلّ ما أوتيت من قوة... اقتربت من جبينها وقبّلتها بينما كانت عينيها تفيض... سالت جميع قطرات الدّموع الّتي حبستها لمدّة ثلاث سنوات في ذلك اليوم... لقد غسلت جثّة والدتها بدمعها.

-3-
جثت داي هيون على ركبتيها بينما تكتسي باللون الأسود من رأسها حتى أسفل قدميها في بيت العزاء الّذي يحضره جميع زملاء والدتها في الشرطة، بمن فيهم المحقق (كو تاي جو) والشرطي المستجد (نو موجين) .. حضر طبيبها النّفسيّ (بارك سارام) وصديقتها (سا را) كذلك، والى تلك اللحظة لم ترَ (لي جونغ هون) أبداً، في ظلّ كلّ ذلك كان الجميع غارقاً في صمته يدور في رأسه الكثير من الأفكار بينما كل ما يمكن سماعه هو نحيب ابنة المتوفّية.

SEDATIVE حيث تعيش القصص. اكتشف الآن