"الفصل الأول"

1.3K 25 1
                                    

نبدأ دائمًا صباحنا بهذه الشمس التي تنير الوجود، تُفتح أعيننا علىٰ حقائق نعرفها مع طلعتها كل يوم.

كَعادة بطلنا الوسيم، لحظة لأخبركم صفات هذا الوسيم، صاحب العينين الخضراويتين الَّتَين تشبهان الطبيعة في جمالهما، والبشرة البيضاء التي لا يوجد في نقائها، والطول المناسب له، والعضلات الجذابة للغاية!
استيقظ بطلنا علىٰ صوت المنبه من أول مرة ليس مثل معظم الشباب اللذين يستقيظون بعد رنات عديدة، ثم قام ليأخد حمامه اليومي الدافئ، وبعدها ارتدى بدلته ذات اللون الأسود، ونزل لتناول الإفطار مع أخيه ووالدته.

مارتن: صباح الخير يا ماما.
سمية (والدته): صباح الخير يا قلب ماما.
-معلومه صغيرة... فَمارتن يحب والدته وأخيه جدًا-
مارتن: صباح الخير يا دوك.
إسلام (أخو مارتن): صباحو فل يا قلب الدوك.
مارتن: علىٰ الله تنفع بس.
إسلام: الله يخليك لمصر بلاش إحباط ع الصبح.
مارتن: طيب افطر وانت ساكت.
مارتن لوالدته: ماما، إنتِ خارجة النادي النهاردة؟
سمية: آه يا حبيبي.
مارتن: تمام، خلي بالك من نفسك، هقوم أروح الشغل، وانتَ خلص وعلى جامعتك بسرعة.
إسلام: عيوني يا عيوني.
سمية: مع السلامة يبني.
مارتن: سلام.

خرج مارتن بهيبته التي تجعل الجميع يخافون منه، ثم ركب سيارته الخاصة، والتي تتغير كل أسبوع تقريبًا إن لم تكن المدة أقل، تكاد تجزم بأنه مهووسٌ بالسيارات، ثم أخذ يشق طريقه إلى الشركة.

"في مكان آخر"

استيقظت بطلتنا المجنونة، ذات الشعر البني الرائع، والعينين البنيتين الجذابتين جدًا، والبشرة الخمريه المبهرة، استيقظت وأخذت الحمام الدافئ الخاص بها، ولبست ملابسها المكونة من فستان باللون الأحمر، وخمار باللون البيج، ثم أخذت حقيبتها حتىٰ تذهب إلى جامعتها، ثم خرجت للإفطار مع عائلتها، والتي تعد من عائلة متوسطةِ الحال وبسيطة.

آلاء: صباح الخير يا ماما.
سهيلة (والدتها): صباح الخير يا حبيبتي.
آلاء: صباح الخير يا بابتي.
رأفت (والدها): صباح الخير يا قلبه.
آلاء: مورنينج يا دكتور.
محمد (أخوها): مورنينج يا قردة.
آلاء بغضب: بابا، شفت بيقولي إيه؟
رأفت: يعني هو جاب حاجة من عنده.
آلاء بانفعال لوالدتها: ماما، شايفة؟
سهيلة وهي تصتنع اللامبالاة: شايفة إيه يا حبيبتي!
آلاء: عاااا طب والله ما قعدالكم فيها هه.
ثم رحلت نحو وجهتها.
رأفت بضحك: البت دي مش هتعقل خالص.
سهيلة: هتفضل طفلة.
محمد: ربنا يحفظها، هقوم أنا بقا أروح الجامعة، باي.
سهيلة ورأفت: لا إله الا الله.
محمد: محمد رسول الله.

عند آلاء نزلت واستقلَّت سيارة أجرة، وما إن وصلت للجامعة حتى توجهت لمجموعة صديقاتها.

آلاء: هاي شلة.
حنين: هاي يا لولو.
سارة: هاي يا قلب الشلة.
دعاء: أهلا بالأوزعة.
آلاء: تاني أوزعة! يعني أسيبلهم البيت آجي هنا على نفس الكلمة يا ربي!
دعاء: طيب ما انتِ اللي أوزعة احنا مالنا!
لتمشي آلاء: طيب أنا سيباهالكوا ورايحة القاعة.
سارة بمزاح: خدي يبت هنا.
حنين: يلا وراها يا بنات لترمي نفسها من فوق الكرسي وتنتحر.
سارة ودعاء بضحك: يلا دي مجنونه وتعملها.
ثم لحقوا بآلاء إلى القاعة.

"عند مارتن"

"دخل الشركة بهالته التي تخيف الجميع، وبالقدر نفسه تجذب الأنظار نحوه، يتهامسون فيما بينهم عن جاذبيته التي يزينها جموده، ذاك الجمود الذي لا يليق إلَّا به، يسير رافعًا أنفه، يكاد يتساقط منه الغرور والكبرياء أثناء سيره، دلف المصعد الذي أخذه نحو مكتبه الذي يشغل طابقًا كاملًا، وبعد دلوفه للمكتب تبعته مساعدته بالقهوة والملفات الخاصة بالعمل.
ولاء (مساعدته): القهوة والملفات يا أفندم.
مارتن بجدية شديدة، تمام، اتفضلي إنتِ.
ولاء: تمام يا فندم.
ولاء وهي خارجة في نفسها: يا ساتر عليك! متكبر بس قمر قمر.
ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها.
فيما ارتشف مارتن بضع رشفات من قهوته، ثم أخذ يتفحَّص الأوراق بعناية، ويمارس عمله بدقة بالغة.
وبعد نصف ساعة هاتف مساعدته قائلًا بصرامة: ابعتيلي محمود بسرعة.
ولاء: تمـ... وقبل أن تكمل الكلمة سمعت الهاتف يبلغها بإغلاق الخط.
ولاء بنفاد صبر: دا قفل!
يا رب صبرني يا رب!
ثم هاتفت محمود، دعوني أعرفكم عليه أولًا...
هو في نفس عمر مارتن، لا يقل عنه في الوسامه والجمال باختلاف أن لون عينه أسود قاتم.

ولاء: أستاذ محمود، أستاذ مارتن طالب حضرتك في مكتبه.
محمود باستعجال: تمام، مسافة السكة...
ثم أغلق الخط.

"وبعد دقيقتين بالتحديد كان محمود أمام باب مكتب صديقه مارتن يطرقه"

مارتن بجدية: ادخل.
محمود: وحشتك صح؟
مارتن بهدوء مرعب: أكيد يا حبيبي.
محمود بخوف: احم احم، حضرتك يا أفندم طلبتني.
مارتن بجدية: هتسافر بكرة الساعه 5 الفجر لندن تحضر الاجتماع تبع فرع الشركة هناك وترجع في نفس اليوم.
ثم عاود النظر للملفات، لكنه رفع نظره لمحمود فجأةً وقال: آه ومسمعش نقاش.
محمود في نفسه: ربنا على الظالم.
محمود لمارتن: تمام يا أفندم، تؤمرني بحاجة تانية؟
مارتن: لا، اتفضل إنتَ.

خرج محمود وهو ينفث دخان الغضب من صديقه، والذي يعد مدير عمله، لكنه الوحيد الذي يعرف أن مارتن بداخله شخصٌ يختلف عن ذلك الذي يبديه أمام الآخرين، لولا ما حدث منذ عامين ما كان ليصبح هذا الشخص البارد، القاسي، والذي تفلت أعصابه بشدة!
ثم عاود التركيز في عمله، وفي تجهيز أوراق سفره كذلك.

"وفي مكان آخر تحديدًا في لندن  كانت هناك فتاة جميلة لا تبدو عليها الملامح الغربية، إنما جمالها شرقي بسيط، فقد كانت صاحبة بشرة خمرية جذابة، وعينين سوداويتين جميلتين، وكانت ترتدي ملابس محتشمة، وتعمل في فرع شركة المهدي في لندن كمساعدة رسمية للشركة لتفوقها الدائم ومهارتها، وهي في مكانة مدير تنفيذي للشركة، تدعى هند، وهي في الثانية والعشرين من عمرها، وكانت في مقر الشركة ترتب لإجتماع الغد".

فيا ترى... ماذا يحمل الغد للجميع بين طياته؟

أسيرة القاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن