في فجرِ يوم جديد تعلن عن يومٍ مليء بالألم للبعض، ومليء بالتفاؤل للبعض الآخر..."عند آلاء"
استيقظت آلاء فجرًا وأخذت حمامًا دافئًا، ثم توضأت، وأدت فرضها ثم جلست تقرأ وِردها اليومي في القرآن الكريم، وبعد ذلك جلست تذاكر محاضراتها.
بعد قليل أشرقت الشمس، لتذهب آلاء لتبدل ملابسها، ثم ذهبت لتناول طعامها بسرعة حتى تذهب لجامعتها.
قالت آلاء لوالدتها: صباح الخير يا ست الكل.
سهيلة وهي تشعر ببعض الراحة لأن ابنتها تحسنت عن الأمس: صباح الفل يا حبيبتي، اقعدي افطري.
آلاء بتساؤل: أمال فين بابا ومحمد؟
سهيلة: بابا بيصلي وخارج، ومحمد في الحمام بيجهز نفسه.
آلاء: تمام يا حبيبتي.
وفي هذا الوقت خرج كلٌّ من محمد ورأفت واتجها نحو مائدة الإفطار.
رأفت: صباح الخير يا لؤلؤة.
محمد: صباح العسل يا عيوني.
آلاء بابتسامة: يسعد صباحكم يا رب.
ثم قالت: هقوم أروح الجامعة بقى، سلام عليكم.
الجميع: وعليكم السلام.وخرجت آلاء من بيتها نحو الجامعة دون معرفة المصير المجهول الذي ينتظرها.
"عند مارتن"
استيقظ مبكرًا كالعادة، ونزل ليمارس التمارين الرياضية حتى أشرقت الشمس؛ فذهب لغرفته، ثم شرع في الاستحمام وارتداء ملابسه ونزل للإفطار.
مارتن بهدوء لوالدته وأخيه: صباح الخير.
سمية: صباح الخير يا حبيبي.
إسلام: صباح الخير يا مارتن.
ثم بعد ثوانٍ.
إسلام بتساؤل: مارتن، هو الرسام كان بيرسم مين؟
ليجيبه مارتن بغموض: دي واحدة.
سمية باستغراب يغلفه القلق: واحدة إيه دي يا مارتن؟
مارتن بهدوء لا يتناسب مع الذي سيقوله: واحدة خبطت فيَّا على البحر وشتمتني وأنا ناوي أعلم أهلها الأدب.
سمية بيأس من تحوّل ابنها: ليه كده يا حبيبي؟
حرام عليك يا مارتن اللي بتعمله ده!
مارتن: متقلقيش، دي قرصة ودن علشان تحرم تغلط في أسيادها.
سمية بدعاء وهي تدرك أنَّ نقاشها مع ابنها لن يفيد: ربنا يهديك يا ابني.
إسلام في نفسه وقد انتابه القلق: ربنا يستر.كلّ هذا ومارتن يتناول طعامه في هدوء وغموض مريبين، ثم أنهى طعامه واتجه إلى شركته.
وعندما وصل إلى شركته دخل مارتن بكل هيبة وصعد إلىٰ مكتبه، أو لنقل طابقه الخاص به.
دخلت خلفه المساعدة ولاء بخوف منه: القهوة يا أفندم والملفات، وعند حضرتك اجتماع كمان ساعتين.
مارتن بجدية: اتفضلي.وخرجت ولاء من غرفة المكتب وهي تتنفس الصعداء كأن روحها رُدَّت إليها.
-معلومة: ولاء فتاة متزوجة من شاب يحبها جدًا، تعمل في شركات المهدي لتساعد زوجها؛ فهو من عائلةٍ بسيطة الحال.
أما داخل المكتب فقد رفع مارتن سماعة الهاتف موجزًا ببضع كلماتٍ قائلًا: عشر دقايق والمعلومات تكون عندي.
الشخص الآخر: حاضر يا أفندم.وبعد مرور عشر دقائق بالتمام والكمال، دلف الشخص للمكتب: اتفضل كل حاجة عن صاحبة الصورة يا أفندم.
مارتن بجدية: اتفضل إنت يا سيد.
سيد: تحت أمرك يا أفندم.-سيد هو الذراع الأيمن لمارتن، يعمل معه منذ ثلاث سنوات، ويعمل على إيجاد المعلومات التي يحتاجها مارتن مهما كانت-
جلس مارتن يقرأ في الملف الخاص بـآلاء.
ثم أخذ يتكلم مع نفسه: اممم آلاء رأفت، عشرين سنة، كلية آداب إنجلش، عندها أخ و...
ثم أكمل قراءة كل المعلومات عنها، وعرف أنها من عائلةٍ تعتبر تحت المتوسطة، وقرر أنَّه سيستغل هذا الجزء لكي يحطمها.مارتن وهو يجري اتصالًا هاتفيًّا: تنفذ اللي هقولك عليه بالحرف وفورًا.
على الطرف الآخر: تمام يا أفندم.
مارتن بخبث: ..."عند آلاء في الجامعة"
سارة بفرحة: أنا حاسة إنه بيحبني يا بت يا لولو.
آلاء بضحك: ربنا يسعدك يا قلبي.
سارة بحب: أنا مش عارفة إزاي بحبه بالشكل دا من وأنا صغيرة بجد!
آلاء بضحك: هييييح هسيح يا بت، المهم تمشي على اللي قولتلك عليه وإن شاء الله خير يا عيوني.
سارة: إن شاء الله يا رب يا رب.
دعاء وحنين من خلفهم: خيانة في وسط الجامعة خيانة!
آلاء وسارة بضحك: وحشتونا.
دعاء: هيييح كنتوا بتتكلموا في إيه بقاا؟
حنين بفضول: كنتوا بتتكلموا في إيه بقا اعترفوا يا خونة!
سارة بضحك: افصلوا مكناش بنتكلم في حاجة مهمة أكيد كنا بنرغي عادي.
دعاء: هعديهالك بمزاجي يا ست سارة.
آلاء: يوغتي عسل يا ناس.
دعاء بضحك: بس يا أوزعة.
آلاء بزعل طفولي: ليه كده طيب ما كنا حلوين!
حنين بضحك: أهي اتقمصت.
سارة: بس يا رخمة انتِ وهيّ...
آلاء وهي تضم سارة بين أحضانها مقاطعة لكلامها: اللي بحبها.
سارة وهي تستكمل: محدش ليه دعوة بالأوزعة بتاعتي.
آلاء بصراخ وهي تنفض سارة من بين يديها: عااااا والله سيابهالكم هه!
وغادرت آلاء تاركةً إياهنّ خلفها، لتركض الفتيات خلفها متجهاتٍ نحو قاعة المحاضرات."وبعد ثلاث ساعات"
سارة: أخيرًا خلصنا!
آلاء بضحك: بس يا فاشلة.
سارة وهي تجري خلفها: ماشي يا أوزعة مش هسيبك.
دعاء وحنين: معاك يعبصمد متقلقش، احنا في ضهرك يا سارة.
آلاء وهي تجري: يا واطيين.وفجأة رن هاتف آلاء برقم جارتها أم إبتسام، ورغم تعجبها من اتصال جارتهم بها في هذا الوقت، لكنها ردت بمرح: ألو يا خالتو.
أم إبتسام: الحقي يا آلاء...
آلاء بصدمة: إيييه!
البنات: آلااااء.فما الذي قالته أم إبتسام لآلاء وأفزعها بهذا الشكل؟
وما الذي نوى علبه مارتن تحديدًا؟