"الفصل السابع"

211 10 0
                                    

"عند آلاء في المشفى"

وصل محمد المشفى وسأل عن غرفة آلاء، وفورما أخبرته مسؤولة الاستقبال عن رقم غرفتها ذهب راكضًا كي يطمئن على شقيقته.

"عند آلاء"

استفاقت آلاء أخيرًا، وعادت لوعيها، لكنها ظلت صامتة، تحدق في اللاشيء، ولا تتحدث ولو بكلمة واحدة.
سارة ببكاء: آلاء ردي عليا بالله، عيطي اصرخي بس متسكتيش.
آلاء: ...
سارة ببكاء أكبر: آلاء ردي...
وفي هذا الوقت دخل محمد إلى الغرفة: آلاء!
سارة بالكاد يخرج صوتها من بين بكائها: تعال يا محمد آلاء مش بتتكلم خالص.
محمد بقلق: آلاء حبيبتي مالك؟
وأيضًا لا حياة لمن تنادي.
فأعاد محمد مناداتها: آلاء ردي عليا بقا يا حبيبتي مالك؟

قام باحتضانها وقد أوشك على البكاء رغم محاولاته المستميتة كي يبقى صامدًا أمامها.
وما لبثت آلاء أن صرخت بقوة، ثم ألقت نفسها أكثر بداخل أحضان شقيقته، تشد على عناقه وتبكي بعنف.

محمد بدموع: بس يا آلاء يا حبيبتي مالك.

آلاء وهي لا زالت مستمر في البكاء: البيت... البيت يا محمد، بيتنا... بيتنا يا محمد، هنروح فيـ... هنروح فين بعد ما البيت اتهد؟ هنروح فين يا محمد؟
محمد بقوة مزيفة كي تتقوّى به صغيرته: متقلقيش يا آلاء هنلاقي حل، وبعدين إسلام صاحبي أخدنا معاه الڤيلا وهنقعد كام يوم لحد ما ألاقي شغل وهنأجر شقة، متقلقيش يا حبيبتي، وخليكِ مؤمنة بربنا إن كل حاجة هتبقى تمام.
آلاء ببعض الهدوء: يا رب.
محمد: يلا قومي نروح علشان ماما متقلقش أكتر من كده.
آلاء: حاضر.
ثم لاحظ محمد صمت سارة وابتعادها عنهما لتعطيهما مساحة للتحدث، فناداها: تعالي يا سارة.
لتحتضن الصديقتان بعضهما وتبكيان مرةً أخرى.

قامت آلاء بمساعدة محمد وسارة ثم خرجوا من الغرفة، قام محمد بدفع التكاليف ثم أوقف سيارة أجرة لسارة، وأخرى له ولأخته.

"عند مارتن"

وصل مارتن الڤيلا ودخل، ولكنه سمع أصواتًا في الملحق، لم يعطِها أي اهتمام وأكمل طريقه للداخل.

سمية: الحمد لله على السلامة يا مارتن.
مارتن بهدوء: الله يسلمك يا ماما، فين إسلام؟
إسلام وهو ينزل الدرج: أنا أهو، مين بيسأل عليا؟
سمية: مارتن يا حبيبي.
إسلام: حبيبي يا مارتن.
إسلام بتذكر: مارتن كنت عايز أقولك حاجة.
مارتن: همممم.
إسلام: في واحد صاحبي أوي يعني النهاردة البيت بتاعهم وقع ومكنش عارف يعمل إيه، فأنا... أنا جبته هنا في الملحق لحد ما يتصرف.
مارتن بهدوء: تمام.
إسلام بفرحة: يعني مش زعلان.
مارتن: البيت بيتك يا إسلام وكل حاجة بتاعتك.
إسلام وهو يحتضن شقيقه: ربنا يخليك ليا يا رب.
مارتن بهدوء: ويخليك ليا، هطلع أرتاح يا ماما.
سمية: ماشي يا حبيبي.

ثم صعد مارتن لغرفته، يفكر فيما قاله إسلام بالأسفل، أيعقل أن يكون الأمر ذاته؟
لكنه نفض تلك الفكرة من مخيلته واستلقى على سريره.

"عند سارة"

دخلت البيت وكان الوقت قد تأخر قليلًا، سمعت سارة صوت عمار من خلفها: الآنسة كانت برا لحد دلوقتِ بتعمل إيه؟
سارة بتعب: كنـ...
وقبل أن تكمل تذكرت كلام آلاء واتفاقهما بأن تتجاهله، فنظرت له من الأسفل للأعلى ثم أدارت ظهرها له لترحل، لكنها وجدت من يمسك ذراعها بقوة، ويتكلم بلهجة غاضبة: على فكرا بسألك وبكلمك!
سارة بألم: وانت مالك بيا؟
عمار: أنا ابن عمك يا هانم، ولا نسيتِ؟
سارة ببكاء: سيب إيدي.
عمار بعد أن ترك يديها: كنتِ فين يا آنسة يا محترمة لحد دلوقتِ؟
شعرت سارة بأنه يجرح كرامتها واحترامها، فقالت: ملكش الحق تكلمني بالطريقة دي؛ أنا محترمة غصب عنك.
ثم أجابته بغصة مريرة تخنقها: وعلى فكرا يا باشمهندس كنت مع صاحبتي في المستشفى، عن إذنك.
ثم دخلت غرفتها وهي تبكي بقوة، لماذا وصل الحال إلى تلك النقطة المظلمة من الحياة؟

أما في الخارج كان عمار لا يزال واقفًا يستوعب الموقف، ولم ينتبه لعليّ الذي أخذ يناديه عدة مرات.
علي بنداء: عمااااار، مالك يا ابني بقالي ساعة بنده عليك!
عمار بانتباه: ها... لا مفيش أنا هطلع ونكمل كلامنا بكرا إن شاء الله.
ثم تركه وصعد دون كلمة أخرى.
علي باستغراب: ماله ده؟ أنا سايبه كويس قبل ما أروح أشرب.
وصعد عمار إلى شقته وهو يفكر في سارة.

"عند محمد وآلاء في السيارة"

وصل اتصال هاتفي لآلاء من رقم مجهول؛ فأجابت بإنهاك واضح: ألو، مين؟
مارتن: أنا نصيبك الوحش اللي وقعك فيا، اللي حصل ده كان قرصة ودن؛ علشان الشتيمة على البحر، وأوعدك هندمك على اليوم اللي عرفتيني وقررتِ تغلطي فيا فيه، وآه لو حد عرف من أهلك وقرر يتذاكى هفرمه، سلام يا... يا لولو.
ترامت إلى مسمعها ضحكة شريرة قبل أن تسمع صوت إغلاق الهاتف.
آلاء بخوف: لا لا لا لا أنا بحلم لا لا أكيد بحلم أكيد.
محمد باستغراب: مالك يا آلاء؟
آلاء بخوف: لا لا أنا بحلم بحلم أكيد.
محمد باستغراب أكثر: آلاء مالك ومين اللي كان بيكلمك؟
وما كان من آلاء أي رد سوى قول كلمة: أنا بحلم.
وها قد وصلا إلى الملحق، ليترجلا من السيارة ويعطي محمد السائق أجرته، بينما آلاء في حالة ضياع قاتل.

"عند مارتن"

أنهى مكالمته ونزل لممارسة التمارين الرياضية والسباحة، فهناك يوجد مسبح، وملعب كرة قدم، وساحة للألعاب الرياضية.
نزل مارتن للأسفل ليقابل والدته التي سألته بود: رايح فين يا حبيبي؟
مارتن بهدوء: هلعب شوية رياضة يا ماما.
سمية بحب لابنها: تمام يا حبيبي.
وخرج مارتن ليمارس الرياضة.
وأثناء لعبه وصله اتصال من الشركة، ولكن لم يكن هناك تغطية شبكة في ذلك المكان الموجود به، فقرر الخروج للخارج.
وفي نفس وقت خروجه كانت آلاء في طريقها للدخول مع أخيها، وللمرة الثانية تصطدم آلاء بمارتن!
آلاء وهي ترفع رأسها: أنا...
وقبل أن تكمل كلامها استطاعت رؤية حقيقة هذا الشخص، لتصرخ قائلة: إنتَ!
ثم يغشى عليها من الصدمة!

فهل سينكشف الأمر باكرًا هكذا؟

أسيرة القاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن