"الفصل التاسع"

210 6 0
                                    

لا زال الوضع كما هو، آلاء تبكي، تنتظر ما سيمليه عليها مارتن، وهو ينظر بتعالٍ نحوها.

آلاء ببكاء: اتفضل.
مارتن وهو يلقي قنبلته: تتجوزيني؟
آلاء وقد شعرت بأن دلوًا من الماء البارد قد سكب عليها: انتَ بتقول إيه؟
مارتن ببرود: تتجوزيني؟
آلاء برفض: لا لا لا بالله سيبني في حالي وأنا مش هقرب لأي حاجة تخصك تاني مش هتشوف وشي بس ارحمني كفاية!
مارتن وهو يمسك يديها: شششش اهدي خالص.
ولكن من أين لها بالهدوء وهي تستمع لذلك الحديث الذي يخلو من المنطقية؟
مارتن وهو ينظر لعينها ولونها البني الجميل: تتجوزيني؟
آلاء ببكاء: مش عايزة أتجوزك ارحمني!
مارتن: وانتِ تطولي يا معفنة! دا انتِ المفروض ما تصدقي تلاقي واحد غني يتجوزك!
آلاء برفض لكلامه: أنا مش عايزة واحد غني أنا عايزة واحد يتقي ربنا فيَّا ويعاملني بما يرضي الله، بالله عليك سيبني.
مارتن بهدوء: هسيبك تفكري، معاكِ يومين ولو موافقتيش اعتبري أهلك انتهوا.
استمرت آلاء في بكائها الحاد وهي تقول: حرام عليك، حرااام!
مارتن ببرود كالجليد: أنا قلت اللي عندي وراجعي نفسك.

وخرج كأنه لم يقل أي شيء لتلك المسكينة الملقاة على السرير!

وفي نفس الوقت دخل أهل آلاء إلى الغرفة حيث تتواجد ابنتهم.
سهيلة ببكاء: بنتي، مالك يا نور عين أمك، مالك يا حبيبتي؟
آلاء ببكاء حاد وهي ترتمي في أحضانها: تعبانة خالص يا أمي تعبانة.
رأفت وقد أوشك على البكاء على حال ابنته: سلامتك يا نور عين أبوكِ إيه اللي تاعبك يا بنتي؟
آلاء بصراخ: آآآه يا بابا، تعبت يا بابا تعبت، في يومين بس اتغيرت كل حياتي للأسوأ، بعد ما كنت بضحك على طول بقيت مش ببطل عيااط يا بابا، قلبي واجعني أوي!
سهيلة ببكاء وإشفاق على ابنتها: سلامة قلبك يا حتة من روحي، إيه اللي حصل يا ماما مالك يا آلاء يا بنتي؟
آلاء وقد حاولت الهدوء واستجماع نفسها: متقلقيش يا ماما هكون كويسة.
رأفت بمواساة لابنته: متقلقيش يا قلب أبوكي هدور على شغل كويس واشتري بيت او حتى شقه وكل حاجه هتبقى تمام.
آلاء بدعاء: يا رب يا بابا يا رب.
محمد وهو يحتضنها: آه انتِ الكبيرة بس أنا بعتبرك بنتي يا آلاء، مش عايز أشوف بنتي تعبانة كدا تاني.
آلاء ببكاء في حضن أخيها: حاضر.
محمد وهو يمسح دموعها: شششش خلاص يا حبيبتي كفاية عياط.
آلاء ببعض الهدوء: حاضر، متقلقش أنا تمام.
محمد وهو يساعدها على الوقوف: طيب يلا علشان ترتاحي في البيت.
آلاء وقد أوشكت على البكاء مرةً أخرى: وهو فين البيت دا يا محمد؟
محمد بدموع: فترة وهتعدي يا آلاء خليكِ واثقة في ربنا.
آلاء ببكاء: ونعم بالله.
محمد وهو يمسح دموعها مرى أخرى: يلا يا حبيبتي قومي.

وقام محمد بإسناد آلاء ثم أخذها ورحل هو وعائلته إلى ذلك الملحق.

"عند إسلام"

كانت سمية توقظه من نومه...

سمية بنداء: إسلام إسلام قوم.
إسلام بنوم: نعم يا ماما.
سمية: قوم يا ابني شوف اللي بيحصل هنا.
إسلام وهو يجلس بسرعة: في إيه يا ماما؟
سمية وهي تحكي له ما حدث باختصار: أخت محمد صاحبك نسيت اسمها إيه أنا...
إسلام بإكمال: آلاء يا ماما.
سمية بسرعة: آه أيوة آلاء أغمي عليها ومارتن دخلها الڤيلا واتصل بالدكتور وكشف عليها وقال إنها اتعرضت لصدمة عصبية.
إسلام باستغراب: مارتن أخويا أنا عمل كدا؟
سمية: آه والله يا ابني.
إسلام بتعجب أكبر: يعني هو اللي شالها ودخلها وكلم دكتور عشانها!
أومأت له سمية بإيجاب تصديقًا لما قال.
إسلام: دا مارتن بيكره كل صنف الإناث، إزاي يساعدها ويعمل كدا! أنا مندهش جدًّا!
سمية: وأنا والله يا ابني، ممكن ربنا يهديه وتكون سبب لرجوع مارتن بتاع زمان.
ثم أضافت ببكاء: من وقت موت يوسف باباه وهو اتغير، حتى البنت اللي بيحبها بعدت عنه وهو اتدمر من وقتها.
إسلام وهو يحتضنها: متقلقيش يا ماما خير إن شاء الله، وأنا واثق إن مارتن لسة مارتن بس محتاج حد يفوقه، يمكن آلاء تكون الحد دا!
سمية بدعاء: يا رب يا ابني يا رب يا رب.
إسلام: يا رب يا ماما، هقوم أغسل وشي وأروح أطمن على آلاء.
سمية: تمام يا حبيبي.

ورحلت سمية من غرفة ابنها لتتركه يقوم بغسل وجهه ثم يذهب هو أيضًا ليطمئن على حال آلاء.

"عند مارتن"

كان مارتن يمارس رياضته بعنف شديد وهو يتذكر حبيبته السابقة...

فلاش باك
"منذ سنتين"

مارتن بحب: بحبك يا ندى.
ندى بتمثيل: وأنا بحبك يا قلب ندر.
ندى بتمثيل متقن: مارتن حبيبي كنت عايزة خمس آلاف جنيه علشان أشتري فساتين؛ لأن الفساتين القديمة بقت وحشة
مارتن بحب: عيون مارتن، خدي يا ستي عشرة أهو مش خمسة، انتي تؤمري.
ندى بفرحة وانتصار: شكرًا يا حبيبي ربنا يخليك ليا.
مارتن وهو يحتضنها: ويخليكي ليا يا عيوني.

(باااك)

مارتن بدموع وعصبية: كلهم كدابين، كلهم كدابين وبيرسموا وش الملايكة كلهم، وعد لنفسي إني عمري ما هحب تاني ومش هثق في بنت من بنات حواء تاني.
مارتن: وهتجوز آلاء وهدمرها وهندمها على إنها قربت وغلطت فيّا، هندمها وأخليها تكره اليوم اللي قابلتني فيه.
مارتن: وأي واحدة تقرب مني هنسفها هنسفها، وعد قدام نفسي هلاقي ندى وهقتلها بإيدي.

واستمر مارتن في ممارسة الرياضة حتى أنهى وقته المحدد، ثم اغتسل وذهب إلى سريره، وعندما وضع رأسه على الوسادة شعر برائحة آلاء لا تزال عالقةً بالفراش، مما أيقظ بداخله الصراع مجددًا.
قلب مارتن: هي طفلة وملهاش ذنب ليه يا مارتن تعمل كدا؟
عقل مارتن: هتحن؟
هتحن للصنف اللي كسرك؟
هتكسرك زيها وتسيبك لوحدك في الآخر.
مارتن وقد ضاق ذرعًا بذاك الصراع: بس بس! خلاص كفاية!
أنا بكره صنف حواء، ومش هحن ولا هحب تاني، كفاية!

ونام مارتن وهو في صراع بين قلبه وعقله.

فمن سينتصر في تلك المعركة؟

أسيرة القاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن