"الفصل الثامن"

227 8 0
                                    

محمد بصدمة من سقوط أخته: آلاء!

وقبل أن يصل لها محمد كان مارتن قد اقترب منها محاولًا إفاقتها، ومع عدم استجابتها قام بحملها دون أن يهتم لوجود أحد ودلف بها إلى الداخل، كل هذا ومحمد يجهل حقيقة هذا الشخص؛ هو يعرف أن إسلام لديه أخ، لكن لا يعرف اسمه، ما جعله يستنتج هويته هو الشبه بين مارتن وإسلام.
رأت سمية ابنها يحمل فتاة غريبة، فقالت بتساؤل: مين دي يا مارتن؟
محمد بسرعة: دي أختي يا طنط، آلاء!
سمية بفزع: مالها يا ابني؟
محمد: معرفش يا طنط هي أول ما شافت الأستاذ أغمي عليها.
ثم أردف بحرج لأنه لا يعرف شقيق إسلام: هو مين دا يا طنط؟
سمية: دا مارتن أخو إسلام الكبير.
محمد بسرعة: تمام يا طنط، هروح أشوف آلاء.
سمية: تعالى نروح يا ابني.

وتبع محمد والسيدة سمية مارتن الذي أخذ آلاء نحو الغرفة... نحو غرفة مارتن الوكيل.
مارتن على الهاتف: خمس دقايق وتكون هنا، دقيقة تأخير هقتلك.
الدكتور بخوف: حاضر... حاضر يا أفندم.
سمية: مالها يا ابني؟
مارتن بهدوء: الدكتور جاي وهيطمننا عليها.
محمد وهو يجلس جانبها: آلاء حبيبتي، قومي.
مارتن بضيق مبهم: قوم من جنبها.
محمد باستغراب: دي أختي!
مارتن بهدوء حاد: قولتلك قوم من جنبها، سمعتني؟
محمد بخوف من نظراته: حاضر.

وقام محمد من جانب آلاء كي لا تحتدم الأجواء أكثر.

وبعد خمس دقائق جاء الطبيب وقام بفحصها.
مارتن بهدوء: مالها؟
الدكتور بخوف وعملية: عندها انهيار عصبي محتاجة راحة وشوية وهتفوق.
مارتن بهدوء: اتفضل إنتَ.
الدكتور بخوف: حاضر.

ورحل الطبيب ثم دخل محمد والسيدة سمية عند آلاء.

محمد وهو يجلس جانبها: آلاء حبيبتي...
مارتن بنفاد صبر: قوووم.
محمد: هروح أنادي ماما وبابا.
مارتن: اتفضل.
وخرج محمد ليحضر أهله.
سمية: هروح أصحي إسلام.
مارتن بهدوء: تمام يا ماما.
وخرجت سمية فيما جلس مارتن بجانب آلاء.

مارتن وهو ينظر لها: تعرفي أنا معرفش لي بأذيكِ وبعمل فيكِ كدا، أنا بنتقم منها فيكِ معرفش ليه، إنتِ... أنا... أنا عارف أنتِ وصلتِ الحالة دي بسببي، بس أنا مش هرجع مارتن الغبي اللي كان بينضحك عليه، أنا هوريكِ العذاب ألوان علشان تحرمي تشتميني تاني.

"عند محمود"

كان منسدحًا على فراشه يفكر في تلك الفاتنة التي لفتت أنظار قلبه نحوها من أول مقابلة.

محمود: هو أنا فعلًا حبيتك؟
دي وحشتني أوي، معقول أكون حبيتها! معقول!
ثم انتفض: هروح أكلمها أطمن على الشغل.

"وعلى الجانب الآخر عند هند"

كانت هند جالسةً على كرسي في غرفتها، تفكر في لقائها مع محمود، وتحدث نفسها: طيب أنا كنت قافلة قلبي ومش عايزة أحب، إيه المشاعر الغريبة دي؟

وفجأة وصلها اتصال، رأت اسمه يلمع على الشاشة وابتسمت؛ منذ يومين وهو يهاتفها بحجة العمل، ثم يتحدث في أي كلام سوى العمل، والعجيب أنها تستمتع بذلك.

هند بهدوء: ألوو.
محمود بهيام: وحشتيني.
هند بحرج: نعم!
محمود: احم عاملة إيه؟
هند: بخير، وحضرتك؟
محمود: ممكن بلاش حضرتك، قوليلي يا حودة.
هند وقد خرجت منها ضحكة خافتة: والله!
محمود بحب: إيه الضحكة القمر دي؟
هند بإحراج: أنا آسفه يا أستاذ محمود، حضرتك محتاج حاجة؟
محمود بتوهان: ها... لا أبدًا، تصبحي على جنة.

ثم أغلقا الخط في آنٍ واحد.
لتضحك هند بشدة بعد أن أغلق الخط: مجنون بجد!

"عند محمود"

محمود: معقول في كدا يولاد!
ونام كل منهما بتفكيره.

"وعند محمد وأهله"

محمد: ماما، آلاء في الڤيلا.
سهيلة باستغراب: بتعمل إيه هناك؟
مجتش هنا ليه؟
محمد: تعبانة شوية وأغمي عليها، والأستاذ مارتن جاب الدكتور كشف عليها.
رأفت بفزع وهو يحدث محمد بعنف: مالها أختك يا محمد فيها إيه بنتي؟!
محمد بهدوء: متقلقش يا بابا، الدكتور قال إنها اتعرضت لصدمة وشويه وهتفوق، قوموا نروحلها.
سهيلة ببكاء: بنتي، وديني لبنتي يا محمد...
محمد: قومي يا ماما.

وذهب ثلاثتهم إلى غرفة مارتن حيث تقبع آلاء.

"عند آلاء ومارتن"

استفاقت آلاء لتجد مارتن فقط بجانبها، وقبل أن تبدأ في الصراخ وجدت مارتن يكمم فمها بيديه قائلًا: شششش.
لتحاول آلاء التخلص من يديه ولكن دون جدوى، ليعيد مارتن حديثه قائلًا: قلت مسمعش صوت!
لتهدأ حركة آلاء تمامًا.
مارتن: تسمعي الكلام اللي هقوله وتنفذيه.
آلاء وهي تومئ بالإيجاب: امم اممم.
مارتن: مش سامع.
آلاء وهي تضع يدها على يده في إشارة منها لكي يدعها وشأنها: اممممم.
مارتن وهو يبعد يدَيه عن فمها: خلاص.
آلاء: إنتَ عايز مني إيه؟
سيبني في حالي، أنا آسفة والله ما هغلط فيك تاني.
مارتن بهدوء: كنتِ ممكن متغلطيش في الأول.
آلاء ببكاء وهي تنظر له بقلة حيلة: والله انتَ اللي غلطت فيَّا ومسكت إيدي ووجعتني.
مارتن وهو يقف من مكانه حتى لا يرجع عن قراره بالنظر إلى عينيها الباكيتين: اللي حصل حصل، دلوقتِ تسمعي الكلام وتنفذيه.
آلاء ببكاء حاد: أبوس إيدك ارحمني وأنا هبعد عنك خالص، بس سيبني وعيلتي في حالنا بالله عليك.
مارتن بهدوء: شششش اسمعي الكلام، هتنفذي اللي هقولك عليه هتطلعي انتِ وأهلك كويسين، مش هتنفذي هندمك على اليوم اللي شفتيني فيه.
آلاء ولا زالت تبكي بقلة حيلة: اتفضل.
مارتن: ...

فما الذي سيتفوّه به ذاك القاسي؟

أسيرة القاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن