"الفصل الرابع"

266 9 0
                                    

عادت آلاء إلى المنزل بعدما أوصلتها سارة، صعدت نحو شقتهم، ثم دخلت وعلى ملامحها يبدو الإرهاق والتعب، ولا زالت آثار بكائها ظاهرةً على وجهها بوضوح.
انتبهت لها سهيلة بذعر قائلة: مالك يا آلاء؟
آلاء بتعب: مفيش يا ماما.
سهيلة: مالك يا آلاء يا بنتي حد ضايقك؟
آلاء ببكاء: لا يا ماما، بس وقعت علىٰ إيدي ووجعاني.
توجعت سهيلة لأجل ابنتها، ثم قالت لها: سلامتك يا حبيبتي، ادخلي ارتاحي طيب.
آلاء: طيب داخلة.
ثم دخلت غرفتها دون إضافة كلمةٍ واحدة.
ثم أتى محمد ليحادث والدته بتساؤل: أنا كنت سامع صوت الأوزعة، هي فين؟
سهيلة بتنهيدة: دخلت أوضتها ترتاح؛ تعبانة شوية.
محمد بقلق علىٰ أخته: طيب أنا هشوفها.
سهيلة: طيب يا حبيبي.

قام محمد بالذهاب ناحية غرفة آلاء، وقام بطرق الباب قائلًا: أدخل؟
آلاء وهي تمسح دموعها بسرعة: ادخل يا محمد.
محمد وهو يدخل إلى الغرفة: مالك يا حبيبتي؟
آلاء: كويسة يا حبيبي متقلقش.
لينظر محمد لها نظرة شك: آلاء، إنتِ معيطة؟
آلاء بكذب: وأعيط ليه ياض!
محمد بعطف: آلاء، إنتِ آه أختي الكبيرة بس أنا بعتبرك بنتي وأختي وصاحبتي وحبيبتي كمان، وبحس بيكِ كإننا توأم، انتِ روحي يا آلاء، بالله قوليلي مالك!
هنا استسلمت آلاء لإصرار أخيها، وشرعت في البكاء وهي تسرد لمحمد تفاصيل حادثها مع مارتن، وكيف أنه هددها ثم رحل!
قال محمد بهدوء عكس ما بداخله: متقلقيش يا حبيبتي أنا معاكِ، طيب إنتِ تعرفي اسمه أو شكله؟
آلاء بتعب: لأ أنا معرفهوش، بس هو شكله حلو وغني وقمر كدا.
محمد بضحك وهو يغمز لها حتى يخرجها من حزنها: قمر أوي كدا عشان الأوزعة تقول فيه شعر؟
آلاء بضحك: آه يا ابني عسول خالص وجنتل كدا، هييييح، بس لو مكنش بارد كنت زماني بكراش عليه.
محمد وهو يحتضنها: أيوا كدا اضحكي يا أوزعتي مش عايز أشوفك زعلانة تاني.
لتهمس آلاء بحب لأخيها: ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
محمد: ويخليكِ ليا، نامي وارتاحي يلا.
آلاء: حاضر.

ثم تركها محمد وخرج من غرفتها تاركًا إياها تنعم بقسط من الراحة.

"عند مارتن"

عاد إلى المنزل وهو يدكُّ الأرض من غضبه، كيف لفتاةٍ أن تحادثه بهذه الطريقة وتستفزه؟
ألا تعرف من يكون!

قابلته أمه سمية: الحمد لله على سلامتك يا ابني.
مارتن:...
سمية: يا ابني رد عليا.
مارتن بانتباه: نعم يا ماما معاكِ.
سمية باستغراب: معايا إيه دا انت مش هنا خالص.
مارتن وهو بيقوم في طريقه لغرفة مكتبه: أنا تمام يا ماما، بعد إذنك.
سمية: إيه اللي غيرك يا ابني بس!
ربنا يهديك يا رب.

وبداخل مكتبه كان يجري اتصالًا هاتفيًّا مع أحدهم ليأمره: عايزك تجيبلي كل حاجة عنها.
الشخص: طيب يا أفندم أنا معرفش اسمها أو شكلها.
مارتن بتفكير: طيب ابعتلي رسَّام حالًا على الڤيلا.
الشخص: تمام يا أفندم.
ثم أغلق الخط.
ليتمتم مارتن: أما نشوف مين الحيوان، إن ما خليتك تندمي مبقاش أنا مارتن الوكيل.

"عند سارة"
كانت سارة تهاتف رفيقة دربها آلاء؛ لتطمئن عليها.
سارة: انتِ كويسة دلوقتي طيب؟
آلاء: آه بقيت تمام، عملتِ إيه؟
سارة: لسة مجاش من برا.
آلاء: طيب أهم حاجة تعملي اللي قولتلك عليه.
سارة: تمام، استني أنا هقفل شكله جه.
آلاء باستعجال: تمام تمام.

وأغلقت الفتاتان الخط، ثم خرجت سارة للصالة حيث يجعلس ابن عمها عمار وأخوها عليّ.
سارة: علي، أنا هروح أجيب حاجة من الصيدلية.
علي: طيب، روحي ومتتأخريش.
سارة: طيب.
عمار: ازيك يا سارة!
لكنّ سارة تجاهلته تمامًا وخرجت، ولم يكن علي منتبهًا لما يحدث.
عمار في نفسه: مالها دي!
علي: طيب كدا تمام يا عمار.
عمار: آه خلاص أنا هطلع بقا.
علي: تمام، سلام.
عمار: سلام.

وعند خروج عمار من المنزل اصطدمت به سارة أثناء دخولها، هي كانت تعرف أنه سيخرج في ذلك الوقت بالتحديد.
عمار: أنا آسف.
قامت سارة برفع عينها في وجهه ولم تتحدث، ثم تركته مجددًا ودخلت شقتها.
ليحدث عمار نفسه باستغراب: هيَّ مالها البت دي!

وفور دلوف سارة إلى المنزل دخلت إلى غرفتها مسرعةً، واتصلت بآلاء.
آلاء بتشوق: عملتِ إيه؟
سارة بزعل: شكله زعل مني.
آلاء بسخرية من رفيقتها: روحي نامي يا سارة يا حبيبتي روحي.
سارة: هوف عملت اللي قلتِ عليه ومعرفش نفع ولا لأ.
آلاء: إن شاء الله ينفع، نامي انتِ دلوقتي ونتقابل بكرا في الجامعة.
سارة باستسلام: تمام، تصبحي على جنة.
آلاء: وانتِ من أهلها.
ثم أغلقتا الخط مجددًا، ونامت كل منهما وهما لا تعرفان ما الذي يختبئ لهما في الأقدار!

"عند مارتن"

وصل الرسام البيت ودخل غرفة مكتب مارتن، رحَّب به مارتن ثم أجلسه في مكان مريح، وأخذ يصف له ملامح آلاء والرَّسام يرسم ما يمليه عليه مارتن.

مارتن: عينيها ضيقة، ولونها بني، وأنفها متوسط، وشفايفها متوسطة، وبيضة، ولابسة خمار على راسها...
وبعد فترة من ذكر بعض التفاصيل الأخرى أنهى الرسام لوحته لآلاء.
الرسام: اتفضل يا أفندم.
نظر مارتن بصدمة للوحة؛ لأنها نفس الملامح، ولم يكن يتخيل أن تكون مطابقة للواقع هكذا: تمام اتفضل إنت.
الرسام: تمام يا أفندم.

وفي نفس الوقت دخل إسلام: مين اللي خرج ده يا مارتن؟
مارتن: دا رسام.
إسلام: رسم إيه؟
وريني كدا.
وقبل أن يطَّلع إسلام على صورة آلاء قامت والدته بالمناداة عليه بصوت عالٍ: إسلام، تعال هنا.
إسلام وهو يستدير كي يذهب لوالدته: جاي يا ماما.

بينما قام مارتن بالتقاط بعض الصور لتلك اللوحة المطابقة لآلاء، وأرسلها لشخصٍ ما، طالبًا منه أن تكون كل معلومات هذه الفتاة على مكتبه في صباح الغد.
ونام جميع أبطالنا بانتظار يوم جديد وهم لا يعرفون ما يختبئ فيه من أحداث!

أسيرة القاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن