أنا أحب فطائر التفاح الشهية

35 1 2
                                    

تركض طفله ذات شعر اشقر و عينان بلون السماء و صدى صوتها يتردد في دهاليز قصر وستاريا العتيق

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


تركض طفله ذات شعر اشقر و عينان بلون السماء و صدى صوتها يتردد في دهاليز قصر وستاريا العتيق

يثير وقع خطواتها جنونه فيزمجر غاضبا :
ويلا.. ويلا أيتها البلهاء تعالي الي هنا.. ألا تعرفين كيف تقومين بتربية طفله صغيره.. لماذا كل هذه الجلبة .. أليس من حقي للاستمتاع بارتشاف شاي الصباح في هدوء في آخر عمري

تأتي ويلا مسرعه و تتحدث بارتباك :" عذرا سيد جيرارد أنا لم..
قاطعها بذات الغضب "
أغربي عن وجهي..انصرفي لأعمالك.. لا اريد سماع اية ضوضاء"
تجر ويلا قدميها من الغرفة في إحباط بالغ محدثه نفسها :
حقا يالي من بلهاء! كيف لم أفكر في أن تربيتي لهذه المسكينة سوف يتسبب في ازدياد نوبات غضب السيد.. نعم.. مذ جئت الي هذا القصر التعيس و أنا أشعر بوحدة خانقة.. منذ أن غادر و تركنا صرنا كـ رماد تعبث به الرياح..

تزيل غمامة أفكارها يدان صغيرتان تغمرانها فتنظر لترى ابتسامه بريئة فتبادلها ذات الابتسامة لتقول في حماس مصطنع
هيا عزيزتي صوفيا لنصنع بعض الفطائر اللذيذة
تقفز صوفيا في فرح :هيا هيا أنا أحب فطائر التفاح الشهية هيا ماما ويلا هيا لنصنعها و نضعها لجدي مع الشاي فهو يحبها كما أخبرني أبي!!

خيم المساء بظلاله على جدران القصر التي شهدت مئات السنين و الوجوه..
وفي إحدى الغرف المترفة ، جلست مقابل الشرفة آنسة يظهر على هيئتها الرقة و اللطف،جلست ترقب القمر الذي يضاهيها في البهاء
كانت عيناها الواسعتان تلمعان بشغف و كأنها بانتظار قدوم شئ ما أو ربما... شخص ما
كانت تلك الآنسة آنا جيرارد،،
كانت لا تهتم كثيرا المناصب و حياة القصر، هي فقط تحب الكل و تبغض الحرب.. الحرب التي فرقت و دمرت كل شئ.. الحرب التي حرمتها من رؤية والدها العزيز.. كل ما تذكره انه كان يأتي محملا بالهدايا و الألعاب لها و لأختها  الكبرى هيلين

صوت طرق خفيف على الباب يتبعه صوت هادئ:
آنسة آنا، العشاء جاهز..
آنا : كلا أنا لا..
قاطعها صوته: عذرا آنستي لقد أمر السيد جيرارد بحضور الكل.
لتجيب آنا حينها باستسلام : حسنا سوف آتي.

لينصرف بيتر باطمئان، إذ ان الآنسة آنا لم تكن تحضر وجبة العشاء مع الأسرة الحاكمة مؤخرا.. هو فقط يساوره بعض القلق من ان شيئا ما لم يعجبها منذ أن استلم  مكان رئيس الطهارة، بعدما طرده السيد جيرارد لـ مجرد انه وضع بعض الازهار للزينه في الطعام.
بالرغم من ان بيتر ما يزال شابا في مقتبل العمر الا ان مهاراته لا تقل عن رئيس الطهاة السابق.
..
وقت العشاء

كان العشاء هادئا كالعادة، ف حتى الصغيرة صوفيا لم تكن تتحدث لأن السيد لا يسمح بأي كلام ان لم يكن مهما حسب ما يرى هو..
الجميع يتناول طعامه في صمت تام و ترقب لما يريد أن يخبرهم به جدهم الأكبر..
بعدما فرغ الكل من العشاء و بدأ الخدم برفع الأطباق
أمر السيد جيرارد بتأجيل الحلوى ريثما يفرغ هو مما يريد قوله
    
بدأ واضعا يديه مشتبكة اصابعه ببعضها وبصوت واضح و ثابت :
ما أردت اخباركم به هو أن حاكم بلاد الشرق ارسل لي رسالة مفادها ان لم تذعن بلادنا لسيطرته فسوف ينسفها عن بكرة ابيها.. انتم تعلمون جيدا ان بلادنا الان على شفا حفرة من الهلاك.. لقد تم اغتيال وزيري و ساعدي الأيمن جاستن هولي.. و كذلك ولي العهد و قرة عيني.. والدكما.. هيلين و آنا.. انتما فقط كل ما تبقى لي منه.. لذلك قررت إيقاف هذه الحرب الخاسرة و حفظ ما تبقى من سلالة دمنا الملكي و.. وذلك بتزويج احداكما لأمير الشرق و اندماج البلدين لنكون إمبراطورية واحده تحفظ حقنا و حق رعايانا في الحياة بسلام و احترام.
ما إن أنهى الملك كلامه حتى وقفت هيلين معترضة بقوة :

ما هذا الهراء الذي تتفوه به، هل هذا ما ضحى والدي لأجله؟؟ بعد كل تلك السنين و كل الجنود الذين قدمناهم وكل ما مر من بلادنا بكوارث.. إمبراطورية واحدة؟! اندماج!

لم تكن هيلين تهاب أحدا حتى جدها الملك..تقول ما تعتقد به و تؤمن به وحسب.. كان جمالها قويا و جذابا في آن واحد..

.. لم يجرؤ احد على أن ينبس ببنت شفة.. كان الكل مصدوما و مذهولا.. كانت آنا تفكر بشئ ما و ما لبثت ان نطقت بدون أن تشعر :

أنا سأفعلها يا جدي.. أنا من ستتزوج الأمير الشرقي..
لذا..
وقبل ان تكمل كلامها إذ بصفعة قوية تلطمها على خدها.. و ممن؟.. من شقيقتها الكبرى..
و مجددا قبل أن يتحدث  أحد..

قالت السيدة ويلا بصوت خافت و مرتجف: هيا يا صوفيا لقد حان موعد نومك الان..

لم يمنعها الجد إذ انه كان وما زال يحتقر ويلا لأنها امرأة فلاحة تعيسة لا تفقه شيئا عن الحكم و السياسة تزوجها ابنه النبيل و الوريث مايكل.. الذي رحل مبكراً تاركا َورائه ابنتيه الجميليتن هيلين و آنا

خرجت هيلين غاضبة من الباب الخلفي للقصر وهي تدري تماما الي أين عليها ان تذهب في هذه الليلة المقمرة .. كان عقلها يعمل بسرعة شديدة.. يجب أن تجد حلا و بسرعة قبل أن تتصرف اختها الطائشة و تمحي آثار مملكتهم و تطمس هويتهم كـ بلاد الشمال.. بالكامل و الي الأبد.. امتطت صهوة جوادها و اختفت بين أشجار غابة الصنوبر الكثيفة..

The Palace Of Westaria قصر ويستاريا  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن