مُهمّة

395 24 37
                                    

تَجاهلوا الأَخطاء

-إِنّها السّاعةُ الثّانية عشر منتَصَفَ اللّيل ، الجَميعُ نائِمٌ في هَذا الوَقت ، عَداهُما ، تَنظُرُ لهُ بِعَيْنَيْها المُشْتعِلتين مِن الغَضب ،وَ كانت تَصُكّ على أَسْنانِها الّتي كادَت أَن تَنكَسِر ، كانَت فِي حالَةِ غَضَبٍ لَمْ يَعهَد مِثلَها ، كانَ يُحَدّقُ بِها بِصَدْمة ، وَعندما اقتَرَبَ لكي يَضع يَده على كَتِفِها كَنوعٍ مَن تخفيفِ الغَضبِ ، ابعَدَت يَدَهُ عَنها وَ كَأنّها تَقولُ لهُ انّه لَن يُجدي هذا ، وَيبدوا أَنّهُ استَنفذَ صَبرهُ أَيْضًا لكي يَقولَ لَها وَأَخيرًا:

"هانجي!!... بِحقّك ماذا حدثَ لِكِ ؟...هَل انتِ على ما يُرام؟!!"

-أشاحت نَظَرها عَنْه وَكأنّها لا تُريدُ أَن يَحدُثَ أي تواصُل بَين عَينَيهِما ،ثُمّ أَطلَقَت تَنهيدةً عَميقَةً ثم بَدَأت بالكلام:

"ما الّذي يَحدُث؟!...اسْئَل نَفسك!... ما الّذي تَعْنيهِ بِأنّك يجبُ عَليكَ العودة للعَمل مَعهُم؟!!!... هل انتَ أَحمَق؟!!! "

-لم يَتحمّل هذا ، فَأمسَكها مِن ياقَة قَميصِها لِيرفَعها رُغم فَرقِ الطّولِ بَينَهما ، ثمّ قالَ بِغضبٍ:

"هَل أنا طفلكِ أمْ ماذا؟؟...أنا لا أَسمَحُ لكِ بِإهانَتي يا هانجي، وَأيضًا لَقد قُلتُ لكِ أنّني مُجبَرٌ ، وَلَستُ ألعبُ مَعهُم ."

-لَيترُك ياقَة قَميصها وَيَدعَها تَسقُطُ أَرضًا ، ثُمّ تَرَكها على حالِها هذا وَخرَجَ مِن المَنزِل.

-كانَت تِلكَ الأَخيرة مَصدومَةً مِمّا فَعَله ، وَإن صَحّ التّعبير ،كانت غاضبةً أشدّ الغَضب مِنه ،حاوَلت الاستِقامةَ ، وَعِندما وَقفَت بَدَأت بِتكسير الأغراض حَولها وَكأنّها جُنّت ،وَكانت تُطلِقُ وَبالاً مِنَ الشتائِم عليه ،كانَت غاضبةً مِنه جدًّا ، وَفجأةً انكَسَرَ طبق بينَ يَديها ، ثُمّ بَدأَت الدّماء تَنْسال مِن يَدَيْها ، وَ عِندَما انتَبَهَت لِما اقْرَفَتهُ قَبلَ قليل ،لَقَد سَمَحَت لِغَضبِها باِلتّمَكّن مِنها ،ذَهَبَت لَغُرفتَها لِتضمّد يَدها ثُمّ أَخَذت عُلبَةَ السّجائِر الّتي كانَت تُخفيها عَنه ،رَمَت جَسدها على الأَريكة وَأَشعلَت سيجارَتَها ، وَلَم تُدرَك حتى أَنهَت العُلبة ، مَرّت السّاعات وَهي جالِسة مَكانَها ، الشّيء الوَحيدُ الّذي تَغيّر هُوَ عَدد فَناجين القَهوة الّتي بَدَأَ عَدَدها بِالازدِياد على الطّاولة ،لم تُرِد النوم ،هِي غاضِبةٌ مِنهُ جدًّا ، لـٰكنّها بَقيَت حَريصة ًعلى عدم النّوم ،مع ذـٰلك كانَ يوجَدُ في قَلبِها شَكّ بِأنهُ لَن يَعود، حاوَلَت أَن تُبقي هذِه الأفكار بَعيدةً عَن رَأسِها .

تِلكَ اللّيلة || ليفايهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن