مَوعِد

359 19 21
                                    


تَجاهَلوا الأَخطاء

"نَعم ...نَعم أَقبل ...إِن كانَ هذا سَيعني بَقائي بالقربِ مِنكَ فأَنا مُوافِقة !."

-لَم يَتوقّع أَن توافِقَ بِتلكَ السّهولة، فَهُو يَعلَمُ كم تُحب عملها ، وَكم ضحّت مِن أجلِه .

"هَل تعنينَ ذلكَ حقًّا ؟!!"

"بالطّبع !...قُلتُ لكَ ...أَنا مُستَعدّة لفعل إيّ شيء إِن كان يَعني سَلامتك!"

"لَقَد أنقَذتُ حياتَكَ مرّة ...ولا أُمانِعَ فعلَها مجدّدًا ."

-نَظَرَ لَها بعينين مرهَقتين ،وَكأنّ النّدَم بَدَأَ بالتّسلل إلى قَلبِه .

-لاحَظَت عينيهِ وَفهمَت مغزى تِلكَ النّظرات ...قَرّبت رَأسه مِن صَدرِها تَحتَضِنه ، وَكأنّها وَجدت أنّه أَفضل مِن الكَلمات.

-بَقِيا هكذا لِعدّة دقائِق ...ثُمّ أَحسّ بِثقلٍ على كتفِه ...أدارَ وَجَهُ فرآها قد نامَت من شدّة النَعاس... كيفَ لَا ؟!... وَهِي قَد بَقيت مُستَيقظة تَنتظِره .

-قامَ بحملِها بِرفقٍ لكي لا تَستَيقِظ ثُمّ أَخَذَها لِغُرفتِها .

..............................

في صباح اليوم التالي

-فَتَحت عَينيها بانزِعاجٍ مِن ضوءِ الشّمس الّذي كانَ يَختَرِقُ جُفونها ، التَفتت تَبحَثُ عنه فَلَم تَجِده ... افتَرَضت أَنّه قَد سَبَقها لِلمطبخ .

-استَقامت مِن السّرير بِتثاقل ... بَقيت جالَسةً على الّسرير لِبضعِ دَقائِق .... وَفجأَة انكَمَشت مَعدتها عِندَما تَذكرّت ما حَدثَ البارحة.... تَساَرعت نَبَضاتُ قَلبِها وأَنفاسها ، لَقَد شَعرت بالقَلق وَالخَوف مِن تِلكَ الحياة الّتي كُتِبت لَها مُندُ اللّحظة .

-وَ لكن شُعورها بالمَسؤوليّة تِجاهَ ذلِكَ الغَريب الّذي ظَهرَ فَجأَة فِي حياتِها كالملاك الّذي أَنارَ حياتَها البائِسة جَعَلَ ذلك الشّعور بالتّلاشي .

-خَرَجت مِنَ الغُرفة متّجهة إِلى المَطبخ كي تُعد الإِفطار ثُمّ تَتجهّز لِلعمل ، وَكما تَوقّعت ... وَجدتُه فِي المَطبَخ يُعدّ كأسان من الشّاي الأسود ...فذلكَ القصير كانَ يُحب الشّاي جدًّا.

-انتبهَ ليفاي لِوُجودِها على بابِ المَطبَخ ... ابتَسمَ لَها ثُمّ ألقى عَليها التّحية .

"صباحُ الخَير ، أينَ نمتَ لَيلةَ أَمس؟... لَم أشعُر بِوجودِك."

"أوه لَقَد نِمتُ على الأَريكة ."

تِلكَ اللّيلة || ليفايهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن