اعتراف

650 37 22
                                    

تجاهلوا الأخطاء

تنهد الشاب قائلًا: "حسنًا سأبدأ من البداية، لقد ولدت في فرنسا ، امي وأبي فرنسيان، كانت أمي على علاقة مع أبي الذي يكون من أهم الشخصيات في فرنسا، ونتج عن علاقتهما حمل أمي بي، عندما اكتشفت ذلك أخبرت أبي والذي لم يعجبه هذا الخبر، فقد كان يخشى من الفضيحة، فهو رجل متزوج وسمعته مهمة له، فأخبر أمي بأن تجهض الطفل ، ولاكنها لم تقبل بذلك وأصرت أن تبقي الطفل، وبعد نقاشات طويلة، اقترح أبي أن أذهب للعيش مع جدي وجدتي في ألمانيا ، وافقت أمي على مضض ."

"وبالفعل سافرت إليهما ، وقد عشت هنا حياتي كلها ، أكملت تعليمي وتخرجت من جامعة ميونخ التقنية من تخصص الفيزياء لأبدأ حياتي كمدرس للفيزياء في المرحلة الثانوية، حياتي كانت مملة و رتيبة، ولم أكن أجني الكثير من المال ، ولكن قبل سنتين قررت أن أبدأ حياة جديدة بعد أن أمضيت ٤ سنوات وأنا أدرس الفيزياء ."

"لقد توجهت إلى حياة العصابات ، فقد كنت أطمح لجني المال بطريقة أسرع، وبالفعل انضممت لعصابة مكونة من خمس أفراد، وقد بدأنا بعمليات التهريب والسرقة ، إلا أن جاء يوم تغير فيه كل شيء، لقد نشب بيني وبين القائد شجار بسبب تقسيم الأموال، فلم يتردد بسحب مسدسه والإطلاق على ، ولحسن الحظ لم تكن الرصاصة خطيرة، لم أعلم ماذا أفعل وإلا أين أتجه."

"ساقتني قدماي إلى منزلك ،حاولت طرق الباب ثم سقط مغمىً علي امام عتبة منزلك، وقد ظهرت كالملاك وأنقذتِ حياتي من موت محتوم."

"والآن يا هانجي ، أعتقد أنني سببت لكِ مشاكل كثيرة ، فأريد أن أعتذر منكِ وأن أخبرك أنا موعد رحيلي قد حان!"

كانت هانجي في حالة صدمة ، والدموع بدأت تملأ عينيها ، هي لم تكن تستطيع ان تعرف إن كانت تبكي على كذبه عليها ، أو أنها فقط لا تريده أن يذهب .

كفكفت دموعها ثم قالت بصوت مكسور : "أتفهم ذلك ، فليس لي الحق في أن امنعك من الرحيل وإكمال حياتك، ولكن أريد أن أشكرك على تلك الأيام الجميلة التي منحتني إياها ."

وفعلًا ،فجأة وجدت نفسها تودعه وتغلق الباب لتعود إلى حياتها السابقة، بل أسوأ ، فقد دخلت في حالة اكتئاب شديد، كانت قد تعلقت به جدًا ، فهو قام بمنحها سعادة لطالما شعرت أنها لا تستحقها، لكنها قد دعست على مشاعرها ، فهي كانت تعلم ان موعد اختباراتها قد إقترب وإنها يجب عليها أن تدرس لكي تنجح.

وبالفعل تمر الأيام والأسابيع لتجد نفسها قد تخرجت وقد إنتهت رحلة الجامعة الطويلة المرهقة.

وفي يوم تلقت اتصالًا من نانابا
هانجي:"أهلًا نانابا كيف حالك؟"
نانابًا:" أنا بخير هان ، كنت اريد ان أخبرك أنني قادمة لاصطحابك للذهاب للاحتفال بتخرجنا."
هانجي:"لا داعي لذلك نانا فأنا لست بمزاجٍ للإحتفال."
نانابا: "لا أذكر إني قد طلبت رأيك، سآتي بعد ربع ساعة، وأنصحك أن تكوني جاهزة، وداعًا !"
.............
أغلقت نانابا الخط لتنظر إلى ميكي الذي كان يقود السيارة وقالت له: "ياه.. ما بها ؟ إنني أشعر بالحزن عليها، يا ترى ما بالها ؟لقد تخرجت وحققت حلم والديها ولكنني لم أشعر بسعادتها قط، وكأنها تنفذ ما يطلب منها بصمت ،كم أتمنى أن تجد من يسعدها!."
ميكي: "أجل أتمنى ذالك!."

وفي منزل هانجي كانت بالفعل تجهز نفسها بتذمر ، لم تكن تريد الذهاب ولكن نانابا قد أجبرتها.
فتحت خزانتها لترى ما لديها ، أخذت أول ما وقعت عيناها عليه ، وبعد أن ارتدت ملابسها نظرت إلى المرآة لتسرح شعرها وقالت في نفسها:* ياللعجب ، لقد نما شعري بالفعل، قد وصل طوله إلى كتفي .

فجاءة رن جرس المنزل لتفتح فتجد نانابا وميكي ،خرجت من المنزل وتوجهوا على مطعم فاخر في برلين ، وهم مستمتعين بالطعام فجأة وقف ميكي ثم جثى على ركبته وأخرج علبة بلون أحمر مخملي ليقول:
"أعلم أن طلبي غالي وصعب المنال.. لكني جئت لأطلبه منك.. لأنك الأجمل والأرق بين نساء العالم يا حبيبتي .. فهل تقبلين الزواج بي؟"
أجابته نانابا والدموع في عينيها:"بالطبع أقبل!!!."

امتلا المطعم بأصوات التصفيق فرحًا بالعروسين ، وكذالك هانجي كانت في قمة سعادتها ،فقد وجدت صديقة دربها من يسعدها .
.............
تمر الأيام لتبدأ هانجي العمل كطبيبة في المشفى، ترهقها ساعات العمل الطويلة، لكنها كانت تعود للمنزل لتبدأ بالهروب إلى عالمها الخاص، فهي قد بدأت بالعودة إلى الرسم بعد انقطاع دام عدة سنوات ،وهي في يوم من الأيام كانت ترسم كالعادة،ولكن هذة المرة كانت ترسمه، نعم ليفاي الشاب الغريب الذي جاء الى حياتها فجأة واختفى كذلك فجأة ،كانت لسوء الحظ قد نسيت ملامح وجهه، فهانجي لديها ذاكرة سيئة ، لكنها كانت تذكر عينيه التي وقعت في غرامهما ،لاكنها كانت تحاول استجماع ذكرياتها لترسمه، وهي مندمجة في رسم لوحتها، يطرق أحدهم الباب لتقوم هانجي من كرسيها وتتوجه لفتح الباب.
........
وكانت سعادتها لا توصف عندما وجدته واقفًا أمام الباب ينظر لها بعينيه الساحرتين ويبتسم لها ابتسامة لم تشعر بأجمل منها.

وقفت أمام الباب تنظر في عينيه للحظات ،كانت تغشى أن أكون إحدى تلك الأحلام التي تراودها، لكنها استوعبت أنها لا تحلم وإنه هو بشحمه ولحمه، لم تتمالك نفسها فقفزت عليه تحضنه ، وبالرغم أنها أطول منه لكنها شعرت بحضنها له بشعور الأمان والحب ، بقيت ممسكة به وكأنها الطفل الذي يتمسك بأمه خشية فقدانها، لتبتعد عنه بعد ذلك ليقوم بالاقتراب منها و تقبيلها لتبادله ذلك، في تلك اللحظات لم تشعر هانجي بسعادة أكبر من هذه القبلة ممن تحب .

...........
.
.
.
.

تِلكَ اللّيلة || ليفايهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن