[PART 1]

1K 53 14
                                    


وهل تتغير المشاعر بعد سنوات؟، بعد الفراق؟، بعد الحزن؟، بعد المعاناة؟، أم أنها ستبقى كما كانت ولكن مع تلك الجروح!، هل ستشفى هذه الجروح رغم كل شيء؟، هل يمكن تجاوز الماضي المليء بالألم؟، هل يمكن عند ألتقاء الأعين المليئة بالحب تعود الجروح إلى النزيف مجدداً؟، لقد شفيت الجروح الخارجية لكن هل يمكن شفاء الداخلية؟، يبدو أن تلك المشاعر لن تتغير حتى لو بعد ألف عام ورغم كل الجروح، لكن عند النظر إلى وجه ذلك الشخص الذي سبب هذه الجروح العميقة داخلك لايمكن سوى الشعور بنزيفها مجدداً وأنت غير قادر على وصف الشعور داخلك.......

........

...إيطاليا...
...الساعة الثامنة مساءاً...

في شوارع إيطاليا الساحرة التي تغطيها الثلوج وزادتها جمالاً، دخلت إلى إحدى المكاتب الخاصة بالكتب فتاة جميلة ذات شعر أسود طويل وملامحها هادئة وعيناها زرقاء صافية بلون السماء ترتدي بنطال بلون الأسود وتلك الكنزة البيضاء مع الكعب المتوسط ذو اللون الأسود وذلك الجاكيت الطويل من الجوخ باللون الأسود حيث ذلك الوشاح ذو اللون الابيض والاسود والفضي المتداخل يحيط برقبتها ، بدأت تمشي بين تلك الممرات تبحث عن كتاب يناسب خيالها ، وهل من الممكن أن تجد كتاباً كهذا؟، استمرت بالبحث حتى وجدت إحدى تلك الكتب دفعت ثمنه وخرجت بأتجاه إحدى المقاهي، فأحتساء كوب من القهوة ومع إحدى الكتب التي تحوي ذوقها وتساقط الثلوج فهذه أجمل اللحظات التي تعيشها وتفضلها فهي عاشقة للشتاء بكل أشكاله....، بينما كانت تمشي بخطوات هادئة تستمتع بتساقط الثلوج لم تكن تتوقع أن تراه أمامها أبداً بعد كل هذه السنوات...، وكيف تكون لديه تلك الجرأة حتى يظهر أمامها بعد الذي فعله؟....، ناظرته بهدوء بينما اردفت داخلها تناظر عيناه

_في تلك الليلة الباردة من ديسمبر كان لقائنا بعد هذه السنوات،لقد شهدت حبات الثلج التي تتساقط على لقائنا وعلى تلك المشاعر التي كانت داخلنا عندما ألتقت أعيننا....
هل مازلت تحبني مثل السابق؟؟..._

تلك الكلمات كانت تدور داخلها ،داخل عقلها وقلبها فقط وهي تناظره بصمت وهدوء....، أكملت سيرها بخطوات هادئة حتى مرت بقربه وكأنه ليس له وجود لكنه أوقفها بأمساك يدها ، حاولت تحرير يدها من قبضته لكنه كان يمسكها بشدة ليتكلم بهدوء

"اتمنى أن تحبيني مجدداً يا لورين"

ناظرته ببرود بينما هي كانت تتمزق من الداخل تتذكر كل تلك الجروح والندوب التي سببها لها، كل ماكانت تشعر به هو ازدياد نزيف  هذه الجروح داخلها وذلك الألم في قلبها الذي لا يطاق منذ التقاء أعينهم في هذه اللحظة وهي تناظر عيناه الخضراء وشعره البني يتطاير بفعل نسمات الهواء الباردة، لتتكلم بصوت هادئ

ليالي ديسمبر الباردةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن