حل المساء ولكن لم تكن النجوم ظاهرة فلقد حجبتها تلك الغيوم السوداء والهواء كان بارد يلسع البشرة وكانت مدينة لوس أنجلوس في حالة هدوء تام وسكون ، الساعة تعدت منتصف الليل ولكن لورين مازلت مستيقظة تجلس على الاريكة في الشرفة وتضم قدميها ناحية صدرها ، هي تشعر بالبرد ولكن لم تكن لديها القدرة على الاستقامة من مكانها وأحضار المعطف ، دموعها كانت تنهمر بهدوء على وجنتيها وعيناها كانت تناظر صورة واحدة...صورة تبدو عادية للجميع ولكن ليس لها...في هذه الصورة كانت هي رفقة إيما في عيد ميلادها الثامن عشر...هل تظن أن النظر إلى هذه الصورة لايؤلم؟..على العكس هو يؤلم فتلك الذكريات السعيدة رفقة شخص تعلم أنه ذهب للابد ولن يعود ولم يعد بأمكانك مشاركته تلك اللحظات السعيدة ولا الضحك ولا حتى البكاء هذا لايؤلم فقط بل يمزق القلب بشدة ، وفجأة مر أمامها ذكرياتها منذ خمسة أعوام....قبل خمسة أعوام...
..إيطاليا..تجلس بمفردها في غرفة مظلمة ، باردة ، موحشة ، تجلس على الأرض الباردة بصمت...صمت مخيف...لم تتحدث مع أحد منذ شهر...لم تتناول أي طعام منذ يومان...لم تنم منذ ثلاثة أيام...ولم تنهمر أي دموع من عيناها المنهكة منذ خمسة أيام...كانت فقط تجلس في هذه الغرفة وتصارع آلامها بمفردها دون وجود أي أحد بجانبها...تحاول تضميد جراحها بمفردها لكنها عاجزة...عاجزة عن الكلام حتى...تناظر الفراغ فقط وكل ثانية يتكرر الصوت ذاته داخل عقلها ، صوت الطلق الناري...صوت تلك الرصاصة التي خرجت من السلاح وأخترقت قلب إيما دون رحمة...مر شهر على موتها وهي لم تتقبل هذا بعد...أنها لاتستطيع نسيان منظر الدماء ، عندما تناظر يديها ترى دماء إيما عليها تحاول إزالتها عدة مرات ولكن بلا جدوى....
خرجت من غرفتها بعد يوم كامل فقط من أجل الذهاب إلى الطبيب النفسي الذي يحاول إخراجها من هذه الحالة وكان رفقتها أيان ، شقيقها الذي كان كل ليلة يبكي على حالة شقيقته الصغرى...أنها تنهار أمامه وهو ليس بيده حيلة وغير قادر على مساعدتها ، وصلت إلى الطبيب النفسي ودخلت إلى الغرفة بينما أيان بقي ينتظرها في الخارج ، جلست على الأريكة بصمت ، تبدو هادئة وشاحبة للغاية والتعب ظاهر عليها...عيناها منهكة...رغم هدوئها الظاهر بداخلها كانت تصرخ...تصرخ بأعلى صوتها طلباً للنجاة...فهي غارقة في الظلام...تطلب من النور أن ينجدها لكن لاأحد يسمعها...تصرخ بأعلى صوتها عله أحد يأتي ويضمد جروحها النازفة هذه لكن لا أحد يسمعها...
جلس الطبيب قبالتها يمسك بدفتر رفقة قلم يرتدي نظارته الطبية ويناظرها بهدوء ثم تكلم بصوت هادئ ومريح
-"لورين...لورين..."
لم يجد أي أستجابة مازالت صامتة وتناظر الفراغ فقط
-" لنتكلم كأصدقاء ، حسناً لورين؟..."
حتى الآن لم يتلقى إجابة ، تنهد بقوة ثم تكلم

أنت تقرأ
ليالي ديسمبر الباردة
Romanceفي تلك الليلة الباردة من ديسمبر كان لقائنا بعد هذه السنوات،لقد شهدت حبات الثلج التي تتساقط على لقائنا وعلى تلك المشاعر التي كانت داخلنا عندما التقت أعيننا.... هل مازلت تحبني مثل السابق؟؟... {لورين باركر} {أليكس فيرجسون} {ستيفان كارلو}