بداية كل شيء

235 124 15
                                    

༺ لعنـــــــــــة تبستــــــــي  ༻

بقلمي:  إيناس

**************************************

 على بعد آلاف الكيلومترات من المناطق الأهلة بالسكان في ذلك المكان النائي يمتد جدار ضخم من الشرق إلى الغرب، حول سلسلة من الكليات الجامعية المختلفة، ويتوسط ذلك الجدار بوابة عملاقة يحرسها شخصان ضخما البنية. من يرى المكان لأول مرة قد يعتقد أنه سجن تابع لإحدى الدول، ولكن بالحقيقة إنها "جامعة ماسلينا".

تلك الجامعة التي لا يعلم أحد موقعها، لكن الجميع يدرك أنها من أفضل الجامعات حول العالم، حيث يتخرج في العام الواحد آلاف الطلاب من تخصصات مختلفة. وعلى الرغم من ذلك، عندما يتم سؤال أحدهم عن مكان هذه الجامعة، يكون جميع الأشخاص يجيبون بـ"لا أعلم".

هل من الغريب أن يكون الطلاب قد تخرجوا من هذه الجامعة، ماسالينا، دون أن يعرفوا موقعها؟ دعوني أكشف لكم السر وراء ذلك: تعتبر هذه الجامعة من الأوائل على مستوى الجامعات، حيث لا تقبل سوى الطلاب الذين حصلوا على نسبة 99% أو 100% في الثانوية العامة. كما أنها تنتقي طلابها بعناية، إذ لا يُعتبر كل من يتقدم إليها مؤهلاً للدراسة فيها.

تقدم الجامعة منحًا شاملة تغطي جميع احتياجات الطلاب المقبولين، بما في ذلك الطعام، والملابس، والسكن، والرسوم الدراسية. وعندما تطأ أقدام الطلاب أرض الجامعة، يُمنع عليهم التواصل مع أي شخص خارج أسوارها. كما تقوم الجامعة بنقل الطلاب من بلدانهم إلى حرمها الجامعي وهم معصوبي الأعين، مما يمنعهم من رؤية طريق الذهاب وأيضًا طريق العودة!

ومن جهة أخرى، ساهم تصميم المباني الداخلية للكليات في إخفاء موقع الجامعة بشكل كبير، حيث أن كل كلية تتمتع بعالمها الخاص ومفصولة تمامًا عن الكليات الأخرى. تُحيط بكل كلية جدران تعزلها عن بقية الكليات، وتوجد ساحة كبيرة بُنيت الكليات حولها، مما يجعلها نقطة التقاء مشتركة بين جميع الكليات.
في ساحة الجامعة التي تجمع بين كلياتها، يُقام احتفال كبير يشارك فيه جميع المعيدين والأساتذة والطلاب. تُعد هذه المناسبة تقليدًا شهريًا تلتزم به الجامعة منذ انطلاقتها. يتيح هذا الاحتفال للطلاب تبادل تجاربهم ومعارفهم، حيث تفخر كل كلية بما تمتلكه من معلومات قيمة أمام الأخرى.

وفي زاوية من تلك الساحة، كان هناك نقاش محتدم بين ستة أفراد من كليات مختلفة، حيث حاول كل منهم فرض رأيه على الآخرين. وفي خضم هذا الحوار العقيم، قاطع أحدهم الحديث بصوت حاد نسبيًا قائلاً: 
"فليصمت الجميع."

توجهت الأنظار نحوه، وعكست الوجوه حالة من الدهشة والإنكار. ومتابعًا حديثه ببرود، أضاف: 
"لا تفهموني بشكل خاطئ، لكن من الواضح أن طريقتنا هذه لن تؤدي إلى أي نتيجة إذا استمررنا في فرض آرائنا على بعضنا البعض. أقترح أن يشارك كل واحد منا بما يعرفه عن هضبة تبستي."

لعنة تبستي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن