(8)-كل هذا مجرد فخ وضع لنا

83 69 5
                                    

لعنة تبستي

بقلم:  إيناس

****

وجه بريء ومخ إجرامي

****

لقد مرت ثلاثة أيام لهم في هذه الغابة منذ حادث ميناموت أو ما يعرف بوحش سازاك وهم مستمرين في التوغل داخل الغابة
ولكن مازالت مرتفعات تبستي تبعد عنهم بحوالى عشر كيلومتر، بالبداية كانت طاقتهم عالية للوصول ولكنها بدأت تتضائل شيئا فشيئا؛ وكل ما تخدموا إلى الأمام تزداد مخاوفهم  ما أن تكون تلك الشائعات التي تدور حول تلك المرتفعات حقيقية خاصة بعد ظهور وحش سازاك هذا فوجود كائن كهذا والذي لا يعلمون حتى الأن لأي فصيلة ينتمي قد يكون قول أهالي قرية تبستي عن تلك العمالقة حقيقيا، ومازاد الأمر سوءا أن هناك أصوات غريبة تصدح في تلك الغابة وبأوقات محددة وترتفع وتيرة هذه الأصوات بعد الساعة العاشرة مساء والتي لم يستطيعوا تحديد ماهيتها إلى الأن

كان المكان محاطا بأشجار زهرية  طويلة وكثيفة منتشرة بطريقة جميلة مشكلة منظر رائع يجذب الأنظار  وهناك البعض منها على بعد نصف متر من مكانهم الذين يقفون فيه ويتأملون هذا المنظر الجميل ، تشدقت مليسا قائلة:
ـ يااا ما هذا الجمال

ـ لم اكن اعتقد ان في هذه الغابة قد يوجد شيء رائع الجمال كهذا، أحسست وكأنني إنتقلت إلى عالم آخر أو مكان آخر خارج هذه المنطقة الملعونة والتي تود قتلنا بكافة السبل هههه
أجابتها سيا ضاحكة

- لا أستطيع تصديق ما أراه فقد ظننت أننا سوف نجد أشياء أسوأ بكثير
أضافت دارين قائلة بهدوء

أمال زين رأسه يمينا وشمالا ببطيء وقال:
ـ هناك مقولة عسكرية  "إذا كان الطريق آمن فاعلم أن هنالك كمين"

ـ أممم أتقصد أن كل هذا مجرد فخ وضع لنا أم ماذا لم أفهم؟
تشدق زياد قائلا بعدم فهم

ـ شيء من هذا ولكن لا أظن أن أحد له يد بهذه الأشجار ولا أزهارها ولكن إنظر إلى ذلك الطريق الذي كونته هذه الأشجار المتراصة هناك أظن أننا إذا سلكنا هذا الطريق سوف نصل إلى شيء ما
أجاب زين قائلا ببرود وهو يتأمل ذلك الطريق الذي  هو عبارة عن ممر تراصت على جانبيه تلك الأشجار الزهرية معطية له منظرا مميزا

ـ ما سبب ظنك هذا فهناك إحتمال أن لا نجد شيئا وعندها سنخسر يوما كاملا كان علينا فيه أن نقطع شوطا كبيرا
تحدث هاري متسائلا

نظرت لهم مليسا بملل شديد واستدارت نحو ذلك الطريق وأردفت قائلة بسخط:
ـ أياً يكن فأنا لن أضيع متعه معرفة ما يوجد حيث ينتهي هذا الطريق، بربكم يا رفاق هيا بنا لنستكشف هذا المكان فربما نجد عملاقا كما أدعى أصحاب قرية تبستي

أنهت حديثها وتقدمت نحو الأمام بحماس شديد فتبعها الباقين بحماس لا يقل عنها فبحق السماء فأشخاص إنتحاريين كهؤلاء لن يضيعوا فرصة إستكشاف شيء

****

عندما وصلوا إلى نهاية الطريق شاهدوا مبنا قديما قد بني على الطراز القديم وهناك بعض الشجيرات الجارية سارية على جدرانه المتهالكة وكان باب ذلك المبني كبيرا نوعا ما ومرسوم عليه رمز قريب كان عبارة عن تلال صغيرة بمنتصفها صورة فتاة كان الأمر قريبا تشدقت دارين قائلة:
ـ ما هذا المكان ومن الذي قام ببنائه

أجاب زياد قائلا:
ـ هذا البناء من منظره المتهالك أظن أنه قد تم بنائه منذ عقود ولكن ماذا يوجد بالداخل

ـ دعونا نرجع حيث كنا ونتابع السعي نحو المرتفعات يساورني شعور سيء حيال هذا المكان
تحدثت سيا قائلة بخوف

أجابتها مليسا قائله باستهزاء:
ـ أتريدين مني أن أصدقك الأن وأغض النظر عن تمثيلك اللعين هذا أوو سيا رجاء كفي عن الدراما وهيا لنداهم المنزل
ثم قالت برجاء:
ـ يا إلهي فقط لو يكون هذا المبنى مسكون أو سكن أحد العمالقة ويقع في حبي ومن ثم يتخلص حجمه بعد أن يحبني وتنحل اللعنه عنه كما يحدث في الروايات

ـ ما هذا الهراء الذي تتحدثين به كفى عن قول التراهات التي أغرستها تلك الروايات في عقلك وأفيقي وانظري حولك لا شيء مما قلتي يمكن أن يحدث
قال هاري بسخرية ثم أضاف قائلا:
ـ لا أعلم مالذي أصاب عقلك التافه هذا وجعلك تميلين نحو تلك الروايات وتنغمسي بها عليكي العودة إلى الواقع حيث لا وجود  ل اللعنات هنا

نظرت له مليسا بسخط ولو كانت النظرات تقتل لكان هاري قد ودع العالم قاطع تلك النظرات قول زين قائلا بحماس:
ـ لن نقضي اليوم كله نسمع لكما هيا علينا الدخول

****

دفع الباب ودخل هو والباقين يتفحصون المكان والذي كان نظيفا ومرتب وأثاثه كان من الطراز القديم أظن أنه يعود إلى الثمانينات نظروا إلى بعضهم بريبة وبعض الخوف من ثم نظروا مرة أخرى إلى المنزل بصمت، جاءهم صوت عميق قادم من الأعلى حيث الأدراج قائلا:
ـ من أنتم؟؟  وماذا تفعلون في منزلي؟؟  وكيف إجتزتم ذلك الوحش؟؟

رفعوا أنظارهم نحو ذلك الرجل الذي كان وسيما جدا بعضلات مفتولة وكأنه كان يقضي معظم وقته لتنميتها والذي لم يكلف نفسه عناء تخطيتها حيث كان لابس بنطلون فقط تاركا جزئه العلوي مكشوفا عيناه كانت خضراء وحواجبه معقودة تبين مدى سخطه من إختهامهم لمنزله تقدم نحوهم بهدوء وهو يضع يديه اليمنى  بجيب بنطاله ومن ثم توقف على بعد خطوات منهم وأعاد أسئلته عليهم ولكن بشيء من البرود

تخدمت مليسا نحوه ودارت حوله وهي تنظر له بفضول وإعجاب توقفت أخيرا أمامه وقالت بينما كانت قد مدت يدها لتسلم عليه قائلة وعيونها مليئة بالإعجاب:
ـ مرحبا أيها الوسيم أنا مليسا

لم يعرها ولا ليدها الممتدة نحوه أي إهتمام  وقال بهدوء:
ـ أعتقد أنكم لم تأتوا إلى هنا لكي تتعرفوا علي والأن من أنتم وكيف إجتزتم ذلك الوحش وأهالي القرية؟؟

وللحكاية بقية....

لا تنسوا التصويت ⭐
والتعليق 💌

©️ جميع الحقوق محفوظة

لعنة تبستي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن