أكير

المرتزقة

تتواجد قصور العائلات الكبرى في مناطق متفرقة في الامبراطورية ،
بهدف حماية الحدود ،وأيضا تقليل الإحتكاك بينهم  .

يقع قصر عائلة باردو عند الساحل البحري في الشرق الذي يفصل عن الامبراطورية المجاورة .

و قصر عائلة إيولوس يتواجد في الجنوب  الذي يتميز بالرياح العاتية والجسور المعلقة  .

  أما قصر عائلة هيرودوت فيتواجد في الغرب في  منطقة شبه جبلية مليئة بالغابات حيث تكثر الوحوش.

يتم كل ربيع إرسال بعثات من الفرسان لتمشيط الغابات غير المستكشفة وايضا لمحاربة الوحوش حيث يكثر نشاطها في هذا الفصل.

وهذه وسيلة هروبي التي اقترحها السير إيفون.

الآن أنا مختبىء داخل عربة المؤونة ، تسللت من الغابة الجانبية حتى دخلت إلى العربة بمساعدته .

إني أنتظر انطلاقهم ، لحسن الحظ لن يشك أحد بإختفائي حاليا ، لأني معتاد على الاختباء لفترات طويلة ، في الوقت الذي يكتشفون فيه غيابي سأكون قد ابتعدت كثيرا.

أستطيع سماع صوت السير وهو ينظم فرسان البعثة ،إستمرت التجهيزات مدة ، حتى بدأت العربة بالتحرك .

لقد انطلقنا.

الطريق وعرة ، العربة تهتز بشدة ، كنت اختلس النظر من ثقب صغير .

هذه المرة الثانية التي أخرج فيها من القصر.

  لتمرير الوقت جربت إستخدام حاستي أثناء الحركة ، واجهت صعوبة شديدة في تحديد الأشياء ، هذا أمر آخر يجب أن اتقنه فيما بعد.

استغرقت الرحلة مدة يومين ، حتى أخيرا استقرت العربات ، الظلام حالك، حان وقت التخييم .

دق دق دق دق .

سمعت أربع دقات متواصلة ، تلك اشارة من السير تعني الأمان وإمكانية الخروج .

بعد أن نزلت من العربة أعطاني حقيبة فيها أدوية وطعام وهمس لي:

-"خذ هذه ، إنها مؤونة لمدة قصيرة اتجه شرقا ستجد مجموعة من المرتزقة أخبرهم أن إيفون من ارسلك ، لقد اخبرت زعيمهم بحالتك ".

أخذتها من يده وابتسمت:

-" شكرا لك أيها السير ايفون لن أنسى ما فعلته أبدا".

علا وجهه تعابير حزن

-"بعد كل هذه المدة لا تزال تناديني بالسير ، أرجوك نادني بإسمي".

  رغم بنيته الضخمة وشخصية الصلبة إلا أنه حساس جدا، إنه يذكرني بأخي آدم كثيرا.

اقتربت منه وقمت بمعانقته

-"شكرا إيفون ، شكرا على كل شيء ".

-"سيدي الصغير"

-"بعد كل ما جرى لا زلت تناديني سيدي الصغير".