Siete|7

212 12 1
                                    

الذكريات السيئة لا تنسى.

Flash back

كانت جدتي أكثر من الكلمة الثانية، بل كانت الأم والأخت والداعم الأول.

أستطيع أن أتذكر جملتها التي كانت تقولها لي دائم عندما تراني أبكي.

أريدك أن تبكي، لا تتوقفي.. على الأقل ستخففين معاناتك.
أريدك أن تبكي وبعدها تمسحي دموعك وتجمعي شتان نفسك، يجب عليك أن تكوني إجابية رغم الظروف.

لا زلت أتذكر.
العام الماضي، كان لي صديقتان ليس لهما دين، أما أنا فكنت مسيحية نظرا لوالدي الكاثوليكي.
يوم بعد يوم كنا نتحاور عن ديني فأقنعوني أو أنني وحدي إقتنعت أن ديني دين مُجٓرد من المنطق
هكذا وهكذا حتى في أحد الأيام من شهر أغسطس
إتجهت صوب الكنيسة وبدأت أستوعب أن كل شيئ هراء في هراء.

كنت سعيدة لأنني تحررت من قيود الكنيسة، وبفرحني أخبرت أمي، وسحقا وشت بي لأبي
لم أنسى ذلك اليوم ولن أنساه، دخلت المنزل بسعادة بالغة ليقابلني وجه أبي وأول ما فعله ليس عناقي أو تقبيلي.

كانت صفعة جعلت من دماغي يتوقف. بعدها لا أذكر مالذي حصل.
إستيقظت وصداع رأسي يخرق رأسي، أخدت بتفحص يداي وجسمي ووجهي، كان فمي ينزف وأنفي والكدمات تعتلي جسدي، أرى بوضوح شديد دمي المنكب في الأرض، لكن مالذي سأفعله.

تخيل عزيزي القارئ انني خرجت بتلك الحالة المشفقة لبارد القلب.

<<<♡>>>

بخطوات متعرجة أتجه نحو منزل جدتي حبيبتي.
فَتَحَتْ الباب والصدمة إعتلت بدنها بالكامل
هذا أخر مشهد لذلك اليوم.

فتحت عيناي لأجد نفسي في المستشفى، لم يكن هناك أحد فقط جسدي وأربع جدران.
وقفت على قدماي محاولة التوازن.
نزعت تلك الأسلاك من ذراعي لأمشي بخطى متعثرة حتى خرجت المشفى بلباسي بغيةً في الذهاب إلى جدتي.

فور دخولي كل ما سمعته هو صوت بكاء جماعي
مالذي حصل؟ تسألونني أنا؟ واللعنة لا أعرف.
تقدمت للأمام لأسمع.

ماتت.. أمي ماتت

صوت إبن عمي ماثيو... لحظة من مات؟

جريت حتى وصلت لوسط الصالة لأجد صورة جدتي فوق الطاولة والأزهار محاطة حولها.

سقطت على قدماي أحاول الإستوعاب، كنت الصخرة لازلت متصنمة في مكاني فلقد سعقت لا صدمت.

مرت يومان كأنها قرنين ولا دمعة نزلت ولا صدمة زالت، كنت أسمع كلمات مثل "لماذا لم تبكي" "هل قتلتها هي".
في مساء ذلك اليوم أخيرا رأيت عائلتي، كنت أنتظر أن يعانقوني أو يسألون عن حالي لكن لا..
تقدمت أختي نحوي لتعطيني صفعة جعلت من صدمتي تتلاشى.

Who Cares حيث تعيش القصص. اكتشف الآن