أغلقت عيناها بقوة خائفة لا بل مرعوبة من نوبة جنونه القائمة عليها، ثانية و الأخري و كما توقعت بالفعل رأت باب الغرفة أصبح على الأرض..
بخفة جسد أصبحت فوق الفراش تأخذه سد منيع يمنعه يقترب منها، وقف على الباب صارخاً بها:
_ انزلي يا بت معاكي ثانية تكوني ق...
اليوم يوم عيد كما يقولون هي الآن انتهت من المرحلة الثانوية وستلتحق بالجامعة. أصبحت ناضجة وحانت اللحظة المنتظرة سيقول لها عن ذلك العشق المكتوم داخل صدره منذ سنوات ذلك العشق الذي يعيش فقط من أجله. منذ أن رآها تفتح عينيها الزرقاء وتبتسم لها ببراءة طفلة أتت للحياة من ساعات. و هو يتنفس ويفتح عينيه للحياة فقط من أجلها يراها في كل أحلامه. حبه لها تخطى الحب والعشق وأصبح هوس الحب متيم بها ولها . ظلت تكبر أمام عينيه وابتسامتها تزيد روعة و جمال. يفتخر بها وبنجاحها كأنه هو من فعله ولما لا وهي قطعة من قلبه ابنة روحه وفتاة أحلامه. دق علي باب منزلها والتوتر حليفه أخيرًا ستكون له. فتحت خالته الباب بابتسامة سعيدة وفخورة بابنتها قائلةً : ادخل يا طارق بارك لسمر جابت مجموع طب اللي كلنا بنحلم بيه.
الابتسامة لم تفارق وجهه فحبيبته حققت حلمها وحلمه أيضًا. قال لخالته : داخل اهو بس دكتورتنا الحلوة فين؟ أشارت على غرفة ابنتها قائلةً : في الأوضة ادخل.
قلبه يدق مثل الطبول كأنه طالب داخل لجنة الاختبار. دلف لغرفتها بعدما سمحت له بالدلوف وجدها تنظر لنفسها بالمرآة كأنها نجمة سينمائية.
نظرت إليه بعيونها التي تقتله قتلًا ودارت حول نفسها قائلةً بسعادة : أخيرًا هدخل كلية الطب يا طارق وهيكون اسمي الدكتورة سمر.
لم تعلم أنه سعيد من أجلها مثل المجنون لن تصدق. أخذ نفس عميق لابد من الإفصاح الآن يكفي بعد وصمت عن مشاعر تفصح عنها العيون والقلوب قبل اللسان. هو يعلم أنها تحبه مثلما يحبها يرى ذلك بكل تصرفاتها معه. ابتسامتها وهي تتحدث إليه تقول ذلك عيونها ،و لمعتها تقول ذلك حتى لسانها يريد قولها. اقترب منها ووضع يده على يديها الناعمة وهو يقول : سمر عايز أقولك حاجة في قلبي من سنين. رسم على وجهها ملامحها الدهشة وهي تقول له : قول. منذ أمس ، وهو يحفظ ألف طريقة وطريقة يقولها بها والآن نسي كل شيء. سيقولها كما يود قلبه أخرجها : بحبك من أول يوم جيتي فيه الدنيا. طول السنين اللي فاتت مستني اللحظة دي عشان أقولك بحبك أو تخطيت المرحلة دي بكتير. بقيت مهووس بيكي عاشق لدقات قلبك.
اتسعت عيناه بذهول وعدم تصديق ، وهو يسمع حديثها ، شعر كأن أحدهم يطعنه بخنجر مسموم الموت ، فبرأيه هذا أفضل بكثير من تلك المواجهة. عشقها لسنوات طوال بصمت . فهل أتت النهاية حقا؟ لكم تمنى في قرارة نفسه أنه لم يتحدث . لم يعبر . ياليته ظل صامتا لما تبقى من عمره . هذا اهون ألف مرة من لحظة استماعه لتلك الكلمات القاتلة لقلبه.
تحدثت وهي تتخشي النظر داخل عينيه. فهي الأخرى بداخل ألف صرخة ألم : اسمعني يا طارق أنا مش عايزة أجرحك بس أحنا مستحيل نكون لبعض. في فرق كبير بيني وبينك بص على نفسك كده في المرايا ايه ده؟ في شاب في سنك يكون عنده الكرش ده.بلاش شكلك تعليمك أنت معاك دبلوم تجارة وأنا كام سنه وأكون دكتورة . ازاي ممكن نكون لبعض؟ مستحيل طبعا. هي رفضته وقللت من شانه. لطالما كان صديقها وسندها والآن تحتقره وتقلل من شأنه.؟ ذهب تجاه المرآة ونظر لنفسه كما قالت.، ليبتسم بسخرية فهو لم يجد بانعكاس صورته غير عاشق لها. عاد ينظر إليها مرة أخرى.
و أخيرًا تحدث بنبرة مؤلمة : كل ما ابص لنفسي أشوفك أنتي وأشوف حبي ليكي. يمكن عشان كده حياتي ادمرت عشان شايفك أنتي وبس.
أنا آسف يا دكتورة عشان رفعت عيني لفوق.
اقتباس 🔥
سنوات مرت وأصبحت هي مثل الوردة الذابلة تتحرك وتعيش بجسد بلا روح.
منذ غيابه عنها وهي تشعر بعدم الأمان بفقدان السند.
الجميع يحملها ذنب هجرانه خالتها أصبحت تكرها والدتها دائمًا بعينيه الاتهام والعتاب.
كان عمودهم الرجل الوحيد بالعائلة تحملت كل ذلك إلا نيران الاشتياق.
تتحمل عتابهم ، ولكن كيف تتحمل عتاب قلبها وندم عقلها؟!.
وقفت في شرفتها مثل كل ليلة تعد النجوم لعل الليل يمر.
و تمر معه الأيام ويعود إليها. خمس سنوات ، وهو بعيد.
تتصل به يوميًا ويرفض الرد لن تمل ستظل على حالها حتى يرق قلبه لها.
حملت هاتفها وضغطت على اسمه بداخلها أمل كبير لتسمع صوته.
شعرت برجفة تسير بكامل جسدها عندما فتح الخط أخيرًا ستشبع قلبها بصوته أو على الأقل صوت أنفاسه.
أصابها التوتر وارتجفت شفتيها تعجز عن إخراج الكلمات منها.
و بعد عدة محاولات أردفت بهمس مشتاق : طارق.
اتسعت عيناها بذهول وهي تسمع رد الطرف الآخر بصوت أنثوي رقيق : أنا مش طارق أنا ماريا مراته.
بعدت الهاتف عن أذنها تنظر إليه بضياع هل هذا رقمه بالفعل؟!. أما هي أخطأت؟!.
يجب أن يكون هذا خطأ منها طارق يعشقها ومن المستحيل يأخذ غيرها.
خاب أملها عندما سمعت صوته الذي تحفظه عن ظهر قلب يقول بتساؤل : بتكلمي مين يا روحي.
ماريا : واحدة عايزاك أنا معرفش هي مين بس اسمها مكتوب سمر.
كان بيده كوب من القهوة بمجرد سمعه لاسمها وقع من يده متهشم.
صغيرته على الهاتف سنوات ، وهو يرفض الحديث معها حتى لا ينتصر ذلك القلب اللعين التي مازالت هي الوحيدة المالكة له ويعود إليها بأقرب طائرة.
كسرته وهانت رجولته كيف لها أن تكون بذلك الجبروت؟. كيف فعلت به ذلك؟.
لطلب الرواية واتساب أول ما تدفع هتكون معاك الجزئبن 70 جنية 👇 +201097485463
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
