#الفصل_السادس_والعشرون
#معشوقة_النَّجم
#سلسلة_للحُبَّ_شعائر_خاصةوكأنها بعد أن تم تكوينُها أرسلت الملائكةُ في دمها نقطة عطر فهي تَنْفُحُ على القلوب برائحة الجنة.
-الرافعي
الألم المُتجسد في عيناه، والعجز في الجواب لم يليقان بمن رباه، لطالما عهده جسورًا، دأوب لا يردعه رادع ولا يستوقفه حدود، فلم
يجرؤ على اتهامـه بما قد يستنكره قلبه ولا يتقبله عقله، ابتلع الصدمـة واستقبل قدر يؤمن بما سيحدث حتى لو ضد رغبته، ليتقدم وهو يقول:-يعني هما بقـوا مع إبراهيم خلاص؟!
ليقول الآخر بما تمقته نفسه وهو يرى عيناه المتموجتان ببحر العذاب:
-وأنا فشلـت أأمنهم، أنتَ معاك حق أنا اللي سيبت إبراهيم ياخدهم.
تحرك يامن ليوضح ما حدث، فلا يحدث شرخ في علاقتهما لا يداويه الزمن مهما توالى:
-الموضوع مش كده، إبراهيم بعت رجالته عشان ياخدو رُوبين وهي طلعت معاهم وقت ما سـلا
-وأنا مش عايز اسمع حاجة.
هدر بصوت قوي يقطع استرسال أخيه، الفكرة مُلهبة لروحه وهو يتوقع بما قد يفعله إبراهيم بزوجته فهو لن يهتم بروابط ذبلت زهورها منذ زمن مضى، ولا هي الخنوعة التي ستقبل بالإهانة بل ستقف بجسارة تناطحه بالند ولو كانت نهايتها، ورغم أنه رغب بالهربدة، البوح عن رعب تملكه فقلب كيانه بلحظةٍ، تقدم بلحظة غير متوقعة يضمه بقوةٍ، سيستند على سند لا ينكسر حتى يهرما، ولو فعلا سيظل البحـر مكانًا للسكينة يلجأ لها حتى يلفظ آخر الأنفاس، ضغط يـمَّ على جفناه يردع دموعه وللحظة شعر بنفس يخرج منه دون جُهد، يُقسم لو كان الخذلان أتى منه هو بالتحديد لسقط منهرًا معلنًا عن كفايته من الوجع.
لكنه لم يخذله، ربيبه لم يفعل !
وحينما أبتعد عنه رفع عيناه يرى خضروتيه اللامعتان ببريق ثقة رغم وجعهما، ليدرك أنه يشاركه جزءً من الحمل:
-مش محتاج حد يوضحلي حاجة، عشان اللي أنا واثق فيه إني مستحيل اسيبلك أمانة وتخزلني أبدًا، عمرك ما خونت ثقتي فيك.
لم يُجيبه حينما أستطرد بصدق تبرق في لازوردتيه:
-أنا مش غبي ولا ساذج عشان أتوقع إن ديه حاجة مش هتحصل، إبراهيم أكيد مكانش نازل لسبب غير ده ورُوبين نفسها عارفة كده.
وأشتـدّ من قبضته على كتفه:
-عشان كده أحنا لازم نتحرك بسرعة، الوقت في ايدينا مش كبير.
أومأ يـم بغصة توجعه فضمه نَّجم الدين بعدما قبل رأسه:
-هتعدي يا طُوفان، كل حاجة هتعدي وأحنا سوى.
اتسعت ابتسامة يامن واستدار لفهد الذي حفزهم بقوله:
-حيث كده، لازم نبدأ من دلوقتي.
أنت تقرأ
معشوقة النجم - الجُزء الرابع
Romanceعندما سألوه لِمَ هي من وسط نساء حواء، قال والعشق يفيض من مقلتيه "جذبني حُزنها؛ فشعرت أنه لا يوجد ملجأ غيري لها" أوجعوه بقولهم"هي لا تُلائمك، من تغنى بالمرح ليلًا ونهارًا، عاش حياته بألوان قوس قزح، لا وجود للون الأسود أو الرمادي عنده، لا تُناسبه "مل...