.
.
بدأت الإمتحانات والمذاكرة وسهر الليالي طمعاً في التفوق ،
كان حُلم ياسمين مختلفاً تماماً عن أحلام من يريد التفوق ، كانت تريدأن تكون قدوة حسنة للنقــاب ، ان تثبت أنها منتقبة ومتفوقة أيضاً ، ومشهورة بذلك في كليتها ويشيد الدكاترة والطلبة بتفوقها وأخلاقها واحترامها .. كانت تريد أن تغرس صورة حسنة للمنتقبات في نفوس من يعرفونها ،
نعم هي منتقبة ومتفوقة وليست متخلفة فاشلة ليس لديها هدف !
وكان لها ما أرادت فإنك ان تصدق الله يصدقك .. فقد كانت سببا في تغيير فكرة فتيات كُثر عن النقابوأيضاً عدد من الفتيات ارتدين النقاب بسببها .. لأنهم احبوه لحبهم لــ ياسمين : )
انتهت ياسمين من امتحانها وودعت صديقتها أسماء وانطلقت عائدة الى المنزل ،
في الطريق قريباً من الجامعة ..وجدت طفلاً صغيراً ذو ملابس رثة يقف أمام واجهة أحد المطاعم ويتأمل الصور المعروضة لأشهى أنواع الأكلات ، وتتخلل أنفه أجمل الروآئح لأشهى الطعام .. وقف يتأمل الصور بحسرة والدموع تتساقط
من عينيه .. يمر عليه الناس ولا يبالون به فكلٌ يشمئز ويتكبر أن يتكلم مع طفل بهذه الهيئة .. !
رأته ياسمين .. لمحت نظرات الالم في عينيه ، مزيج من الحزن والبؤس والشقاء والحرمان اجتمعوا في تلك العيون البريئة ..
شعرت ياسمين بالدموع تتلألأ في عينيها لمنظره .. ونظرت الى ما كان ينظر اليه .. وتألمت بشدة ..واقتربت منه قائلة : ازيك يا عسل
رفع الطفل عينيه وبها بقايا دموعه وشعر بالخوف لمرآها فهو كما يسمع ان المنتقبات ارهابيات يردن الدمار والفساد انكمش في مكانه وابتعد عنهانظرت له ياسمين بألم وحاولت التبسم وملاطفته : ايه يا حبيبى بتعيط ليه ؟ رد عليا يا حبيبي ؟ متخافش مني يا حبيبي
أخيراً تحدث الطفل بعد ان طال صمته فقد شعر بقلبه الشغوف المحروم بصدق حنانها
وقال بتردد : أنا .. انا جـ .. جــعااان اوووي مش اكلت خالص من يومين وبطني بتوجعني اوي ثم انفجر في البكاء
احتضنته ياسمين بحنان وبكت معه على حاله ثم قالت وهى تحاول التماسك : بس كده .. خلاص يا سيدى انا عازماك ع اكلة حلوة اوي وهتعجبك ايه رأيك ؟
نظر لها الفتى بفرح شديد وعدم تصديق : بجد يا ابلة ..
ثم ما لبث ان عبس مجددا ونظر لها بريبة وشعر بالخوف وجعل يتلفت حوله في كل النواحي !ياسمين : مالك يا حبيبي .. انت زعلت تاني ليه !
قال الطفل بعفوية : انا خايف منهم
ياسمين بتعجب : هما مين دول ؟!
الطفل ببكاء : الاطفال اللي معايا لو شافوني باكل هيقولوا لمعلمي وهيضربني ويحرقني بالنار