الفصل الثامن :
أجفلت ملامح "غرام" بهلع وهي تحاول استيعاب أن الذي يقف أمامها الآن هو مارد كوابيس واقعها "كامل" !
هزت رأسها عدة مرات محاولة تحرير فمها من قبضته، فزمجر فيها محذرًا بقوة:
-إياكي يطلع صوتك، هتكون أخر مرة يطلع.لا زالت تحاول التملص منه بفزع حقيقي تضاعف بسبب كلماته، فتابـع بنفس النبرة الشرسة:
-اتهدي، أنا چاي أجولك كلمتين وهامشي.أجبرت خلاياها المذعورة على التقوقع في قوقعة السكينة المؤقتة عله ينتهي ويغادر دون اضرار، فهز رأسه بابتسامة خبيثة راضيًا:
-ايوه كدا شاطرة، خليكي عاجلة عشان ماحدش هيندم غيرك.ثم حرر فمها بالفعل، فسألته بصوت محتقن:
-إيه عايز ؟ إيه اللي چابك هنا ؟أردف ساخرًا:
-چاي أسلم على مرت ولدي، مش أنتي مرت ولدي ولا أنا غلطان؟"للأسف".. كلمة كادت تنفذ من أعماقها الماقتة المرتعبة، ولكنها حجبتها مستبدلة إياها بنظرة صامتة ساخطة رشقت به كالسهم.
-اسمعيني كويس لو عايزة الموضوع يتجفل خالص هتعملي اللي هجولك عليه.
سألته بتوجس:
-اللي هو إيه؟واصل ببجاحة لا تُصدق جعلتها تتصنم أمامه وكأنه ذو رأسين:
-عايز خمس آلاف چنية.رمشت عدة مرات بأهدابها الطويلة، تحاول استيعاب طلبه...لا ليس طلب بل أمر وكأنه يملك عليها سلطان!
ثم ردت أخيرًا وهي تلوي شفتاها بسخرية متخمة بالذهول:
-وأنا هچيبهم لك منين دول؟ مش معايا طبعًا.هز كتفاه معًا بلا مبالاة:
-اتصرفي، مش مشكلتي.هدرت فيه بعدما تأججت أعصابها بالغضب:
-حرام عليك أتصرف إيه هو أنا جاعدة على بنك.ابتسم بتهكم مقيت:
-لا أنتي متچوزة بنك، بس الظاهر إنك مش واخدة بالك أو عاملة نفسك مش واخدة بالك.زمجرت فيه بنظرات تقطر ازدراءًا:
-أنت طماع، وأنا مستحيل أعمل كدا.ولكنه أكد بنبرة ثلجية مُخيفة في وجهها الآخر الذي يحمل تهديد صريح:
-لأ هتعملي كدا وإلا ماتلوميش إلا نفسك لما أخلي البت اللي شافتك يوميها تروح تجول للظابط كل حاچة.رغم أن كل ما بداخلها تبعثر حرفيًا حتى صار كالفوضى بعد الحرب المميتة، إلا أنها حشرت الثبات حشرًا بصعوبة بين أرجاء ثناياها المبعثرة:
-بت مين! أنا ماكنتش هناك أصلًا ومفيش حد شافني.أضاف بثقة هزت هيكل ثباتها الواهن:
-كدابة، في واحدة شافتك، حتى اسمعي كدا.صمت وهو يُخرج هاتفه ثم قام بتشغيل تسجيل عليه، سمعت صوت امرأة وهي تقول أنها رأت غرام في ذلك اليوم.