الفصل السادس

164 21 0
                                    

الحاضر

أستيقظت من نومي، لأرى نفسي في وضعية مختلفة عن أخر مرة نمت بها، عندما ذهبت للنوم بعد عدة أيام عانيت فيها من الأرق، كنت قد قمت برمي جسدي على السرير بإهمال.

أما الآن فأنا الآن نائم على السرير بطريقة مرتبة، تمت تغطيتي، المحلول الغذائي مرتبط بذراعي.

لأعلم أنني قد نمت لفترة طويلة ككل مرة.

تحركت قليلا، لأستقيم بجسدي العلوي، لأرى ما حاولي، الوقت هو الليل الآن، المكان فارغ.

كان مرعبا، المكان كله فارغ، لا أحد موجود، غرفته التي كان يشعر بها بالامان من قبل، الآن أصبحت كالوحش يحاول إلتهامي.

أزلت المحلول الغذائي من يدي، لأتحرك قليلا، حركة وراء أخرى، إلى أن قمت من السرير، لأتجه إلى الحمام.

نظرت لنفسي الموجود في السطح المقابل لي، زدت شحوبا، أصبحت أكثر نحافة عن ذي قبل، كل هذا ما زادني إلى بشعور الغثيان الذي لا يفارقني.

كنت أريد حقا أن اوجه لنفسي بعض الأسئلة..

لماذا أنا افعل هذا ؟؟.

لماذا أنا لا زلت موجود هنا ؟؟.

أليس بإمكانك فعل شيء برغبتك مرة.

لماذا وافقت على طلب والدك ؟؟.

لماذا وافقت على طلب داليا؟؟.

لماذا لم تهرب؟؟، ألم تتعب من كل هذا ويليام؟.

لم أزل عيناي عن المرآة او لنقل لم أزل عيناي عن نفسي الذي لا زالت تقاوم، لا تستسلم، على الرغم من شعوره بالاستسلام، الا إن جسده يرفض، عقله رافض لهذه الفكرة تماما.

الرغبة الوحيدة الذي أريدها لا تتحقق مهما تمنيتها.

ما هي رغبتي؟.

الا أستيقظ مرة أخرى.

رغبة بسيطة لكن تحقيقها صعب.

أزحت عيناي عن نفسي التي لا تزال تقاوم، لأخرج من الحمام، و اتجه لباب الغرفة لأخرج من هذا المكان الخانق.

لأتفاجئ بشخص لم اتوقع أنه سيأتي بجانب غرفتي.

لأرسم إبتسامة خفيفة على وجهي لأتحدث بصوت مبحوح، بل أنه لا يخرج حقا " ماذا...هناك...إلياس؟؟. "

لأكمل بعد أن سعلت قليلا " هل حدث شيء؟؟."

" لماذا أنت تفعل هذا، هذا السؤال إلى الآن يراودني، إذا لم تكن تريد المال، إذا لماذا؟!!، ماذا تريد!؟. " تحدث بإنفعال مع محاولة خفض صوته، ولكنه فشل في النهاية.

ذكريات متناثرة || scattered memories حيث تعيش القصص. اكتشف الآن