الفصل السادس عشر

86 19 77
                                    

" أنت لن تعيش لفترة طويلة."

رمشت له بهدوء متوقعا حديثه ولو قليلا، لكن لنكن واقعيين لم أكن أتوقع أن الأمر سيصل إلى هذه الدرجة.

" ولماذا أنت تقول هذا؟." سألته لأحصل على إجابة تريح نفسي.

تنهد غير مجيبٍ علي، لأنظر له مستفسرا عن سبب عدم إجابته.

" ويليام، لماذا أنت هادئ جدا على الرغم من قولي هذا الأمر؟." تحدث في موضوع مختلف جدا عما كنت أستفسر فيه.

لإجيبه غير مكترث " إيثان، ألك أن تخبرني كم مرة قيل لي هذا الكلام؟."

" ولماذا أنت تسأل عن هذا الآن؟." سألني بعدم تصديق.

" فقط أجب إيثان."

كان التردد جليا على وجهه، ولكنه رأى تصميمي على الأمر، ليتحدث أخيرا " كثير."

ضحكت بهدوء قبل أن أتحدث " إذا أتعرف عددا؟."

" لا، أخبرك العديد من الأطباء، حالتك كانت بالفعل صعبه وبسبب ما مررت به زاد الأمر سوء."

" أتسأل حقا بماذا مررت ليتحدث الجميع عن هذا؟." ابتسمت عند انتهائي من حديثي.

فالجميع دائما ما يخبرني عن الماضي، حدث هذا، قلت هذا، فعلت هذا، دائما يحدث هذا.

" لكن لا أعتقد أنك تتذكر شيئا كي تقول هذا." تهرب من سؤالي كمن لا يرغب أن يوقع نفسه في مشاكل.

لذلك أجبته كي أحصل على إجابة السؤال الأول " نعم أنا لا أتذكر، لكني أشعر أنني سمعت هذه الكلمات العديد من المرات، لذلك لا أعتقد أن الأمر سيكون صعبا بالنسبة لي، إذا تجاهل هذا الكلام إن سمحت، وأجب عن سؤالي الأول، لماذا أنت تقول أنني لن أعيش لفترة طويلة.؟."

أصبح شاردا في اللامكان، متنهدا بثقل " ويليام، أنا وأنت كنا قد اتفقنا على أنك لن تعيش مع عائلتك مرة أخرى، إذا لماذا عدت؟."

لم أستوعب حديثه، أيمزح حتى لا يجيب؟..

كنت أنظر له محاولا إيجاد أي علامة تدل على كذبه، لكنه فقط يبدو...عليه الصدق..

لأسأله بعدم تصديق " أنت تمزح صحيح؟، لماذا سأبتعد عن عائلتي إن كانوا يحبونني هكذا؟، يهتمون بي، يخافون علي، لا تمزح في هذا إيثان."

" أنا لا أمزح، وددت حقا لو أنني أمزح لكن الأمر كما أقوله لك، مرضك كان في مرحلة سيئة، عائلتك لم تكن كما هي الأن، الوضع كان سيء، مرضك، عائلتك، نفسيتك، كل شيء فيك ويليام كان يتألم، لم نجد حلا أخر سوى أن تبعد عنهم، غير أن هذا ويليام كان إقتراحك.." رد علي بحديث جعلني أرمش بهدوء محاولا أن أستوعب هذا الحديث.

ذكريات متناثرة || scattered memories حيث تعيش القصص. اكتشف الآن