الفصل الاول

67 8 0
                                    

تسارعت دقات قلبه وهو جالس على مكتبه، أصابعه تتطاير عبر لوحة المفاتيح. امتدت ساحة المعركة الافتراضية أمامه. عالم من الفوضى والإثارة. لقد ارتدى سماعة الألعاب الخاصة به، واستعد للانغماس في اللعبة والاستمتاع بوقته رفقة صديقه الإلكتروني المفضل. ليس كأن هناك غيره على أي حال.

تلاشت شاشة التحميل لتكشف عن غابة خضراء بها آثار بنايات متهالكة. أضاءت الانفجارات السماء، وتردد صدى إطلاق النار من بعيد في المشهد الافتراضي. كانت شخصية جيمي، مرتدية الدروع ومدججة بالأسلحة، جاهزة للمعركة.

"مرحبًا فينكس!" صاح جيمي من خلال ميكروفونه، كان صوته مليئا بالإثارة. "هل أنت مستعد لركل بعض المؤخرات الافتراضية؟"

جاء صوت فينكس عبر مكبرات الصوت، حاملاً إحساسًا بالهدوء. "بالتأكيد يا جيمي! دعنا نجعلهم يندمون حتى على وضع أقدامهم في عالمنا".

اندفع كلاهما للأمام، وتحركت شخصيتاهما الافتراضيتان في انسجام تام. اندلع إطلاق النار و بدأ الأعداء بالسقوط واحدا تلو الآخر. وفي خضم الفوضى، استمرا في مزاحهما المعتاد.

"يارجل، هذه اللعبة جرعة من الأدرينالين بحق!" صرخ جيمي وشخصيته تتفادى النيران القادمة نحوه ببراعة. "يبدو الأمر كما لو أننا نعيش فيلم الإثارة الخاص بنا!" 

ضحك فينكس بخفة و عاد ليصب تركيزه في  محاولة توفير الحماية لجيمي ليتمكنا من اقتحام المستودع. "بالفعل…إنه المهرب المثالي من الواقع،مكان يمكننا أن نتحرر فيه وننسى مشاكلنا"

"مهلا فينكس…" جاء صوت جيمي مترددا بعض الشيء، " هل يمكنني التحدث معك بشأن موضوع ما؟" 
 
أعقب ذلك لحظات من الصمت، و تلاشى صوت المعركة في الخلفية. أجاب فينكس والقلق يخيم على صوته " يمكنك اخباري أي شيء أنت تعلم هذا…ما الذي يدور في ذهنك؟"

 شعر جيمي بالراحة لسماع كلام صديقه، كلام كهذا لا يسمعه من الجميع. أخذ نفسا عميقا بينما وجد لشخصيته مخبأ خلف جدار متهالك و قرر الافصاح عما يثقل قلبه. "إنها…عائلتي مجددا، أتعلم؟ في بعض الأحيان…بل طوال الوقت، أشعر أنهم لا يهتمون لامري، تقريبا لا يرونني، اتساءل ان كانوا مدركين انني اعيش معهم في نفس البيت".

"هممم" تنهد فينكس بدوره " أعلم يا جيمي…أنا أفهمك، يمكن لعائلتي أن يتصرفوا بنفس الطريقة أحيانا…بل طول الوقت، يبدو الأمر كما لو أن لديهم هذه الصورة عن من يجب أن أكون… يدفعونني دائما لأن أكون شخصا مختلفا عمن أنا عليه، دميتهم المثالية، بيدق آخر في ألعابهم"

" أرى أنك لست أفضل حالا مني" نطق جيمي بضيق. 

همهم فينكس و رسم ابتسامة خفيفة على وجهه ثم قال ممازحا جيمي" أنا أعتذر،  لقد سلبت منك الأضواء هيا تابع حديثك".

ضحك جيمي بخفة و قبل أن يتمكن من الرد على صديقه سمع صوت صراخ خارج غرفته، لم يفزعه هذا ولم يستغرب مصدر الصراخ أو سببه فهو يعلم بالفعل . 

أخي اللعبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن