الفصل الثاني

40 7 4
                                    

لا تنسوا اخوتنا في غزة و سوريا و السودان من الدعاء

  

    _____________________________________

نطق بها الجد و قد وجه نظرته الثاقبة الى فينكس الذي لم يستوعب للوهلة الاولى ماكان يرمي اليه جده لكنه فهم بعد لحظات بعد ان قابلته وجوه ابناء عمومته و عمومته المندهشة و الغاضبة في آن واحد و بمجرد ان استوعب الامر تجمد مكانه من الصدمة فقد كان هذا آخر ما يتوقع حدوثه بل لم يكن ليتوقعه ابدا

" اذا حفيدي العزيز اتوقع منك ان تكون عند حسن ظني ولا تخيب املي بك " نطق بها الجد و هو مازال مركزا نظره على الجالس امامه بصدمة. لم يجبه فينكس فقد كان في حالة لا تسمح له بالكلام حتى انه كان بالكاد يسمع ماكان يوصيه به جده فكل ماكان يفكر به هو حياته التي كان يرسمها في خياله فقد كان يريد ان يعيش حياة هادئة بعيدا عن ضجيج عائلته و مشاحنات ابناء عمومته و الان مع قرار جده اصبح هذا غير ممكن .

حمل فينكس ذاته و شق طريقه الى مهربه الوحيد في هذا القصر فقد توجه الى غرفته غير عالم بتلك العيون المشتعلة التي تراقبه و بعيدا عن تلك العيون الحاقدة و الغاضبة كان هناك من يراقبه من بعيد بدون اي ردة فعل فهو لم يكن معنيا بذلك الاجتماع العائلي و لم يكن
معنيا بما يدور في تلك العائلة رغم انه فرد منها.

_________________________________________

في ذلك البيت الذي يخيم عليه الصمت المريب كان جيمي مستلقيا على سريره بهدوء بينما افكاره ابت المثل فقد كانت تتضارب في رأسه كانها كانت تتسابق لتفجيره لولا أن قاطعها صوت طرق الباب
" هل يمكنني الدخول جيمي؟"
" اجل بالطبع اخي"
اعتدل جيمي و جلس على سريره تاركا مكانا لرايلن ليجلس فيه ، تقدم رايلن و جلس بجانب شقيقه و ما ان هم بالكلام حتى سمع صراخ والدته و قد كان يرتفع تدريجيا دلالة على توجهها لمكان تواجدهما و بالفعل بعد لحظات كانت متواجدة وسط الغرفة و تصرخ بغضب شديد على جيمي لم يكن كلامها مفهوما في البداية فقد كانت تنطق بكلمات مبعثرة و جمل غير مترابطة لكن مفادها واحد و هو توبيخ جيمي و ايلام قلبه و قد حدث بالفعل ، سارع رايلن الى امه و اخذ يحادثها و يمسك بيدها التي كانت تسبح في الهواء معبرة عن غضبها الشديد كان يكلمها آملا ان يجذب انتباهها و يصرفه عن شقيقه .
" امي لو سمحت توقفي عن الصراخ بامكاننا التحدث بهدوء"

" رايلن لا تتدخل، من الافضل لك الا تتدخل " قالت جملتها بصراخ و بنبرة تهديد .

" حسنا امي انا لن اتدخل لكن على الاقل اخبريني ما سبب غضبك هذا !!"

" اخبر هذا العالة انه ليس ضيفا في هذا البيت عليه ان يقدم بعض المساعدة هو لا يستطيع حتى اخراج كيس القمامة و ليته يخرج به ولا يعود ". كانت تتكلم وهي تناظر رايلن مشيرة الى جيمي لتحول نظرها اليه في نهاية كلامها اما هو فقد كان ينظر للارضية بينما تجمعت الدموع في عينيه فما كان يسمعه لم يكن هينا عليه .
  اعتذر رايلن من والدته و جرها خارج الغرفة و قد كان يحاول ان يراضيها بكل الطرق حتى تتوقف عن القاء ذلك الكلام الجارح على مسامع اخيه و بعد ان نجح عاد الى داخل الغرفة و اغلق الباب ثم تنهد و عاد لمكانه بجانب الاصغر حاول ان يرسم ابتسامة او ملامح مرحة على وجهه و توجه بالكلام الى شقيقه الذي كان لا يزال على حاله فقد ينظر للاسفل و يبكي بصمت كأنه يخاف ان يزعج احدا اذا عبر عن حزنه.

أخي اللعبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن