الفصل الثالث عشر

714 27 1
                                    

فى مكانٍ مظلم بعض الشئ كانت قدر تسير على قدميها متجهة إلى هذا المتخفى الذى هاتفها منذ قليل حتى تعلم ما هو الدليل الذى سيصمت الجميع ويقطع لسان يونس ذلك الوسيم الذى لم يفارق مخيلتها أبداً تريد أن تكسر كبريائه ويعترف أمام نفسه أنها تفوقت عليه ثم قطع تفكيرها صوت هذا المزعج صاحب الدليل.
كانت ترتقب مجيئه إلى أن أمسك يديها شخص مجهول ، كانت نبضات قلبها تتسارع بشدة
- إنت مين
نظر إليها بأعين تملئها الشر
- أنا اللى اتصلت بيكِ من شوية
تنفست قدر الصعداء
- مش تقول ، إيه جو جيمس بوند ده هات الدليل يا عم إنت وخلينى أمشى
إبتسم هو على سذاجتها هل سيعطيها الدليل بهذه السهولة ؟
- أجيب الدليل! كدا بالسهولة دى
مش نتفق الأول
نظرت إليه بتأفف جلى على ملامحها
- ما تتفق حد قالك متتفقش
تحدث بكلمات غير قابلة للتفاوض
- لو مجبتيش للواد ده إعدام هتزعلى مننا أووووى
ثم أعطاها الدليل ورحل سريعاً
وهى قررت الرحيل لرؤية الدليل بالمنزل أفضل من رؤيته هنا

فى منزل منصور الخلفاوى كانت جميع العائلة مجتمعة ليتم معاقبة رؤوف وزوجته على ما بدر منهم 
- إكده يا ولدى توطى راسى وتظلم ولد صغير وتدبسه فى جوازة
نظر إله رؤوف بأعين مشتعلة كالجمر
- أدبسه؟! إنت هتجول إيه يا بوى بتى على آخر الزمن تدبيسة
- لما ترمى بلاها عليه تبجى تتدبيسة مين اللى وصلنا إهنا مش إنت ومرتك
- اللى حصل حصل يا بوى
وأهو مهيتجوزهاش
- إكده بمنتهى السهولة
تدخل يوسف فى الحديث لينهى هذا الجدال
- خلاص يا جدى محصلش حاجة موضوع وخلص مش هنتكلم فيه تانى
- والله ما عارف أجولك إيه إبن أصول ومتربى، صالح إبن أخوك يا رؤوف
قاطع يوسف هذا الحديث
- لا لا أنا مش زعلان يا جدى عمى فوق دماغى مش هزعل منه، أنا نسيت اللى حصل أصلا، فُتنة بنت عمى مهما حصل ومش زعلان منها خالص ولا من عمى
قام رؤوف بإحتضان إبن أخيه كنوع من أنواع الإعتذار لديهم فى الصعيد
كانت فريدة طوال الجلسة تنظر إلى مصطفى بلوم جلى على ملامحها فجلس مصطفى بجانبها
- بتبصيلى كدا ليه يا فريدة وكأنى أذنبت فى حقك
نظرت إليه بقهرة وإنكسار
-  وهو إنت مأذنبتش فى حقى لما إبنى خدوه منى موقفتش ودافعت عن حقى فى إبنى  ، خلفت بوعدك ليا يا مصطفى
نظر مصطفى لها بلوم
- إتخليت ؟! ده أنا إعتبرته زى إبنى وأكتر يا فريدة بس المفروض تكونى عاملة فى حسابك إن اليوم ده هيجى ومفيش منه هروب
إحتضنته فريدة وبكت بكاءاً شديد
- تعبانة أوى يا مصطفى أنا بكره عمر أووى بكرهه
ربت منصور على كتفها
- إهدى يا بتى
- مش قادرة يا عمى مش قادرة حتى يونس محستش إنه مشتاقلى كدا وقدر يكسر بخاطرى وياخد أخوه ويمشى بمنتهى السهولة
- معلش يا فريدة ده أبوه وليه حق فيه
هكذا تحدث مصطفى لينهى هذا الجدال
نظر يوسف إلى والدته بشفقة وقام بإحتضانها
- إستهدى بالله يا ماما ما  هو هيجى يشوفنا ويقعد معانا وبعدين لازم نهونها عليه إحنا هنا مع بعض لكن هو لوحده هناك
كان منصور ينظر بفخر لعقل حفيده وتفكيره الراجح
- بتفكر زين يا ولدى عين العقل
- حبيبى يا جدى والله
أنا طالعلك أصلاً
ضحك مصطفى على ولده وعلى ذكاءه ثم تحدث إلى والده بلهجة غير قابلة للنقاش
- إحنا هنمشى بكرا يا بوى كفاية اللى حصل لحد كدا
شعر منصور بالحزن ولكن ما باليد حيلة فالأمور معقدة للغاية
- اللى تشوفه يا ولدى

فى صباح يومٍ جديد كان منزل عمر هادئ كعادته الجميع يستعد للذهاب إلى وجهته.
كان يونس يرتدى البدلة الخاصة به ليتوجه إلى السجن لزيارة المتهم الذى يترافع عنه ذالك الصامت الذى حير الجميع فى سبب صمته.
- رايح فين يا يونس
- السجن يا بابا فى شوية حاجات لازم أخلصها
نظر عمر إليه بتحدى كعادته
-  بكرا هنشوف فى المحكمة هيحصل إيه
يونس بثقة
- هكسب وده الأكيد مبقاش يونس إلا لو خليت مصر كلها تتكلم عن اللى هيحصل فى القضية
- هنشوف
- هتشوف بعينك إستنى بس
- طيب يلا عشان الفطار جهز متتأخرش
نظر إليه يونس ببسمة بسيطة
- هنزل وراك يا بابا

بعد مرور القليل من الوقت كانت العائلة بأكملها مجتمعة على طاولة الإفطار.
كانت نادية تنظر إلى يامن من فترة لأخرى لا يتناول شئ من الطعام ما الأمر ؟
- مالك يا يامن مش بتاكل ليه إنت كويس !!
- أنا كويس
نظر إليه عمر بقلق شديد
-   حد زعلك مالك طيب
- مفيش حاجة والله أنا كويس هاكل أهو عشان تصدقو بس
تحدث يونس إليه بحماس
- فرفش كدا يا بنى وإفطر كويس عشان صحتك تبقى حديد مش عاجبنى خالص اللى إنت فيه ده
- حاضر يا عم
- إشطا همشى أنا بقى عشان إتأخرت خالص سلام

نظر عمر إلى يامن وتحدث إليه قائلاً :
- مش ناوى بقى تخطب عشان أفرح بيكم سوا
تذكر يامن قصة تؤلمه بشدة وكان يتصبب عرقاً وسقطت الملعقة من يده، ثم سقط مغشياً عليه.
إلتف الجميع حوله وكان عمر يحاول أن يجعله يستفيق
- قوم يا بنى مالك يا حبيبى بس ياسييييين جهز العربية بسرعة مش هنستنى إسعاف يلااا
قاموا بأخذوا إلى المستشفى حتى يعلموا ما الذى أصابه ؟

توجه يونس إلى السجن حتى يقوم بزيارة المتهم ليعلم ما هى الحقيقة الكاملة.

نظر يونس إلى ذلك الذى لا يعتبر من الأحياء تلك النظرات الخالية من الروح والدموع التى لا تتوقف أبداً إنه المتهم الذى قتل أعز أصدقائه ولا يعلم أحد ما هو السبب لإن كلا القاتلين من عائلات مرموقة  وكبيرة.
أخرج يونس من حقيبته ورقة
- إمضى هنا و....
يتبع
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب 🤌❤️

يقين عاشق (الجزء الأول)Where stories live. Discover now