الفصل الرابع والعشرون

450 15 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 💙👀
     
ليس كل تراه بعينك هو الوجه الحقيقى فالعملة لها وجهين.

بعد إنتهاء مراسم الدفن كان منصور حزين لهيئة حفيده المنكسرة فإقترب منه وإحتضنه بشدة
- هون على روحك يا ولدى ويلا عشان هتيجى معانا البلد مش هنهملك لحالك
إقترب عمر من منصور وتحدث بدلوماسية قائلاً :
- لا يا حاج متقلقش يوسف هيقعد عندى
تحدث منصور قائلاً بغضب :
-   وإحنا أهله روحنا فين عشان يقعد عنديك متأخذنيش يعنى
ربت عمر على كتف منصور وكان الجميع ينتظر جواب عمر فتحدث قائلاً :
- دلوقتى يوسف مش كويس خالص عشان يسافر البلد معاكم لسه حالته الصحية مبقتش بخير ، وبعدين يا حاج ده موسم إمتحانات دراسته هتتعطل عشان مستقبله وهيبقى محتاج إخواته جمبه بتكلم غلط
أومأ منصور برأسه فحديث عمر صائب فكل شئ متوفر هنا والوحدة الصحية بالبلدة لم تسعفه إن حدث شيئاً لا قدر الله
- كلامك صوح بس مين هيخلى باله منيه هنهمله لحاله وهو تعبان إكده
تحدث عمر قائلاً له :
- إيه حاج اللى إنت بتقوله ده وأنا روحت فين ، بقى إبنك الطيب الجدع يربى إبنى خمسة وعشرين سنة وأنا هسيب إبنه لوحده ده دين فى رقبتى هيقعد فى بيتى وسط إخواته ودى أبسط حاجة قصاد اللى مصطفى الله يرحمه عمله مع إبنى
ربت منصور على كتفه قائلاً :
- فيك الخير يا ولدى
ثم قام بإحتضان يوسف بشدة قائلاً :
- أنى فى ضهرك يا ولدى منين ما تحتاج شئ أؤمر تلاقيه موجود وأنى هبعتلك فلوس كل شهر مش ههملك يا ولدى واصل
أومأ يوسف برأسه دون أن يتحدث فهو متعب بشدة ولا يريد التحدث .
غادرت عائلة منصور الخلفاوى وقام يونس بإسناد يوسف وصعد به إلى السيارة وذهبوا إلى القصر حتى يستريحوا بينما عمر أبى أن يترك يامن بمفرده فى المشفى فذهب إليه مرة أخرى .


فى قصر عمر وصفى  كان يوسف يستند على يونس لإنه لا يقدر على السير فكان كلاً من نادية وملك وسارة وفريال والدة سارة يجلسون فى الردهة وما إن رأوا يونس وبرفقته شاب متعب هرولت نادية إليهم وتحدثت قائلة بقلق :
- ده يوسف يا حبيبى صح
أومأ يونس برأسه وقام بإسناد يوسف وأخذه إلى غرفة أًعدت من قبل له حتى يمكث بها كما أمر عمر
فى الردهة إبتسمت فريال بسخرية وتحدثت بتهكم :
- ده عمر مش ناوى يجبها لبر خالص طب يامن وقولنا إبنه جابه بعد ما إتربى خمسة وعشرين سنة فى حارة مع ناس لوكال،  طب والشحات ده
نظرت إليها نادية بغضب وتحدثت قائلة :
- ما ترحمى لاجل إن ربنا يرحمك شحات إيه !! ولد متربى وفى كلية طب أهلوا إتوفوا وهيقعد معانا مع إخواته هيقعد عالطول يا فريال مش يوم ولا إسبوع أى كلمة هتزعله من حد أنا اللى هقف
ثم نظرت إليهم شزراً ورحلت عنهم
تنفست ملك بعمق وتحدثت بشفقة لسارة وزوجة عمها
- يا حرام بابا لما كلم ماما قالها إنه كان عايز يتدفن معاهم وشدوه من القبر بالعافية ولسه خارج من عملية صعبة ، أنا قلقانة على يامن ده لسه معرفش
إحتضنتها سارة بلطف بالغ وتحدثت قائلة :
- ربنا يستر يلا إطلعى إرتاحى كان يوم طويل أووى
أومأت ملك برأسها وتركتهم وصعدت غرفتها كى تستريح وذهبت كلا من سارة ووالدتها أيضاً

صعدت نادية إلى الغرفة الذى يمكث بها يوسف فوجدته يغفو فى سباتٍ عميق فذهبت إلى الفراش وإقتربت منه ووضعت يدها على رأسه وقرأت ما تيسر من القرآن كما تفعل مع أبناءها جميعاً ثم قامت بتغطيته وتركت الغرفة ورحلت ، وذهبت إلى غرفة ملك وفعلت نفس الشئ ، وآخر غرفة كانت ل يونس فذهبت ووجدت يونس يجلس على الأريكة يدخن سيجارة فعندما رآها قام بإطفاءها وذهب إليها وتحدث قائلاً :
- تعالى يا ماما أقعدى
ربت نادية على كتفه
- صعبة يا حبيبى ربنا يهون عليكم اللى حصل والله قلبى وجعنى من اللى حصل
قام يونس بإحتضانها وأجهش فى البكاء
- كنت حاسس يا أمى إنى عاجز مكنتش عارف أتصرف خالص لولا بابا جه كان هيحصلى حاجة
ربت نادية على كتفه وتحدثت قائلة:
- قدر ولطف المهم تخلى بالك من يوسف الولد حالته صعبة خالص ده أنا دخلت الأوضة كان غايب خالص وتعبان ، إنت أقرب حد ليه ميعرفش حد فينا حاول تحسسه بالألفة
قام يونس بتقبيل يدها
- إنتِ أحلى وأحن أم فى الدنيا ربنا ميحرمناش منك
- وأنا ليا غيركم كلكم ولادى يا حبيبى ، روح بقى نام أكيد تعبان
فأومأ لها برأسه
فربتت على كتفه وتركته ورحلت حتى تستريح
قام يونس بتبديل ثيابه ثم أصدر هاتف يامن رنين متصاعد فنظر للهاتف ووجده  رقم مجهول فعقد حاجبيه وترك الهاتف وكان يصفف شعره أمام المرآة


فى أحد أحياء القاهرة الشعبية كان ندى فى سبات عميق بينما قدر كانت تمسك بكتاب تقرأ به فشعرت بالملل فقررت مهاتفة يامن فقد أعطاها الكارت الخاص به إن إحتاجت لشئ فمن باب الذوق أن تطمئن عليه حتى إن إحتاجت شئ لا يقول عنها إنتهازية .
فقامت بالرنين مرتين ولكن بلا جدوى فقررت أن تهاتفه مرة أخرى .

فى غرفة يونس كان هاتف يامن لا يكف فقرر أن يرى من هذا المتطفل  فشرع فى الرد
- ألو مين
تحدثت قدر بمرح كعادتها
- حذر فزر مين
تحدث يونس بنفاذ صبر
- بقولك إيه مش وقت فوازير نيللي دى ، مين بقول
عقدت قدر حاجبيها بإستغراب وتعجب
- مالك كدا يا عم مش فاكر الكورنيش لما اتقابلنا وإتكلمنا وقولتلى لو محتاجة حاجة كلمينى فاكر ولا لا يا يامن
- محتاجة إيه طيب خلصينى
شعرت قدر بالذل والمهانة
- لا يا ابن الأصول مش محتاجة حاجة كنت بطمن عليك بس
تأفف يونس وشعر بأنها على علاقة بيامن ولا يصح أن يجعلها تسوء هذا شئ لا يعنيه
- بصى طيب أنا مش يامن خالص يامن نسى تليفونه فى البيت هبقى أبلغه إنك كلمتيه لما يرجع
- طبعا قلة الذوق دى تيجى من يامن إزاى لكن واحد زيك تيجى منه عادى
ثم أغلقت الخط فى وجهه فنظر يونس للهاتف بتعجب وتحدث قائلاً :
- البت دى أكيد مجنونة دى ترابولى خالص إيه ده
ثم ترك الهاتف وذهب فى ثبات عميق
بينما هى كانت تفكر وتحدثت كالبلهاء قائلة :
- الصدف كترت بينى وبينه أسمى ده إيه
ثم تحدثت تعنف نفسها قائلة :
- صدفة إيه يا قدر ينيلك بت ده إنتى اللى رنيتى أصلاً
ثم وضعت الوسادة على رأسها وذهبت فى ثبات عميق

بعد إسبوع ذهبت جميع العائلة إلى المشفى ليطمئنوا على حالة يامن وكانت حالة يوسف تحسنت قليلاً .
إستقرت حالة يامن والمعادلات الحيوية كانت على ما يرام ولكن لا يعلمون شيئاً عن أمر الذاكرة فقاموا بوضعه فى غرفة عادية حتى تتمكن عائلته من زيارته
فتحدث الطبيب قائلاً :
- هى حالته إستقرت بقاله أربع أيام  جداً الحمدلله وتقدروا تشوفوه وتتطمنوا عليه  ويومين ولا حاجة نطمن أكتر وهكتبله على خروج
تحدث عمر بقلق
- لازم يقعد اليومين
- لا ممكن تاخدوه بس محتاج رعاية لسه
- إكتبله على خروج وإحنا هنعتنى بيه هو مش بيحب المستشفيات
نظر يوسف إلى الطبيب وتحدث قائلاً :
- طيب والذاكرة يا دكتور
- دى حاجة للأسف هنعرفها لما يفوق ممكن يبقى فاكر فترات من حياته ناسى سنين معينة يعنى ، وممكن يبقى ناسى كل حاجة
أومأ يوسف برأسه قائلاً :
- هيفوق إمتى طيب يا دكتور
- تقدروا تشوفوه هو فايق

دخلوا جميعاً إلى الغرفة فكان يامن ينظر لهم بتعجب 
ثم وضع يده على رأسه متألماً
- إنتوا مين كلكم
إقترب منه عمر وقام بإحتضانه
- يا حبيبى أنا بابا
- بابا ؟!
تحدث عمر بحزن
- أيوة كلنا عيلتك
كان عمر يشير إلى كل شخص
- ده يوسف أخوك ، وده يونس أخوك بردوا ، ودى ملك أختك، ودول عمك وعيلته ، ودى نادية مراتى
- أومال فين ماما أصلك مقولتش نادية مامتك ولا هى مامتى
- لا يا حبيبى مامتك متوفية
أغمض يوسف عينيه بألم شديد
فتحدث يامن قائلاً :
- أنا مش فاكر أى حاجة ولا أى حد
قطع حديثهم دخول فتاة من باب الغرفة فتاة جميلة بشدة ومثيرة فتحدثت قائلة :
- ولا حتى فاكرنى يا حبيبى
نظر إليها يامن وشعر بإنقباضة فى قلبه
- لا مش فاكرك إنتى مين ؟
نظرت إليه وأقتربت منه وقالت :
- أنا فيروز مراتك يا حبيبى
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️🤌

يقين عاشق (الجزء الأول)Where stories live. Discover now