البارت الخامس عشر

41 3 0
                                    

لتشرق صباح يوم جديد
ليستتيقظ سيف المرشدي وعلى وجهه ابتسامة عريضة لا يعلم لما يبتسم ولكن ربما لأنه سيتزوج حبيبته ليجد نفسه تلقائيا يمسك هاتفه ويخرج اسمها ليتصل به ليحدث نفسه : هو في ايه يا سيف ... متمسك نفسك شوية يااخي
لينظر إلى الساعة بالمنبه جانبه ليجدها السابعة صباحاً ليتنهد وينهض من الفراش ويهبط إلى المطبخ ليجهز لنفسه كوب من القهوة ليجذب الهاتف وهو يجهز القهوة لكنه حدث نفسه : لسه بدري استنى شويه مش معقولة يعني اكلمها دلوقتي ... ولا اكلمها دلوقتي ماهي هتبقى مراتي
ليتصل وينتظر الرد
على الجانب الآخر كنت زينة نائمة وجدت هاتفها يصدع بالرنين فتحته دون أن تنظر المتصل
زينة بصوت ناعس : الو
سيف بعبث : تؤتؤ ايه النوم ده كله يا مراتي يا جميلة ... لا أنا عايز واحدة نشيطة الحوار ده مينفعتيش
لتنتفض من الفراش وهي تقول : سيف
ليردف : عيون وقلب سيف قسماً بالله
لتردف بغيظ : وانت يااخي ليك عين تكلمني وانت بتتصرف من دماغك
ليردف ببرود : اممم
لتردف : اما انك بارد بصحيح
ليردف : تؤتؤتؤ ... كدا عيب يا حبيبتي ... لسانك شكله طول ومحتاج يتقص
لتردف بغضب : سيف متستفزنيش لوسمحت
ليردف وهو يمسك كوب القهوة بعدما انتهى من تجهيزه : لو استفزيتك يا قلبي هيحصل ايه
لتهدر بعصبية : سييييييف
ليردف وهو يحاول كتم ضحكاته : خلاص خلاص انا كده اتأكدت انك صحيتي ومش هتنامي تاني وأكمل بخبث : يلا يا عروسة قومي اجهزي كده ... الله مش لازم عريسك يشوفك حلوة ولا ايه
لتقف فوق الفراش وتضع يدها بخصرها وتقول : لا انا طول عمري حلوة يا حبيبي
ليردف وهو يضحك : ااه ما انا عارف هتقولي لي
لتردف بعصبية : ايه مش عاجبك ولا ايه
ليردف : لا ابدا انا قلت حاجة
لتقول : اقفل يا سيف اقفل سديت نفسي على الصبح
ليردف: وهو المطلوب يلا سلام يا .. يا عروسة
لتردف بضيق : سلام
ليغلق الهاتف وعل وجهه ابتسامة ليجد هاتفه يصدع بالرنين لتختفي ابتسامته عندما يجد أروى تتصل ليزفر وهو يقول : يااه ده انا نسيتك .. اوووف
ليفتح الهاتف
سيف : الوو يا أروى
أروى : ايه يا حبيبي برن عليك من امبارح مش بترد .. كمان مجتش تبات معايا امبارح وكنت خايفة اووي يا سيفو
سيف : أروى مش ناقصك ... بقولك جهزي البيت عاملك مفاجأة بالليل انما ايه عنب
قالها بخبث لتتفاجأ أروى : مفاجأة ايه يا حبيبي
ليردف : وهي المفاجأة كمان بتتقال يا بيبي ... دي مفاجأة
لتردف بدلع : خلاص يا بيبي هستناك ... تيكير
ليردف باشمئزاز : سلام
ليغلق هاتفه وهو يستند على طاولة في المطبخ ويرتشف من كوب القهوة بتسلى ليحدث نفسه قائلا : أما وريتكم ماابقاش انا سيف ... واحدة واحدة بس ... اصبروا على رزقكم
ليستفيق على صوت أدهم وهو يقول بعبث : انت بتكلم نفسك يا سيف معلش يا حبيبي هو الجواز بيعمل كده بس انت ابتديتها بدري اوي
  ليلتفت له وهو يضع يد ببنطاله والأخرى يرتشف بها القهوة ليقول : ملكش دعوة .. وبعدين انت لسه حسابك معايا يابيه على اللي قولته امبارح
ليردف وهو يضع يده خلف عنقه وعلى وجهه ابتسامة بلهاء : المسامح كريم بقى يا عريس
لينظر له سيف باشمئزاز ويخرج وهو يقول : كلم الواد أحمد وقوله يجي دلوقتي اخلص
أدهم : خير في ايه
ليردف سيف دون أن يلتفت إليه : اعمل اللي بقولك عليه
ليصعد سيف لغرفته ليتحدث أدهم إلى نفسه : مش عارف انا ليه حاسس اني كيس جوافة في البيت ده
لتأتي مريم من خلفه وهي ترتدي ملابس للخروج وبيدها حقيبة كبيرة وتقول : اول مرة تعرف يعني
ليتحدث إليها بغضب : خليكي في نفسك وفي أحمد بتاعك ده
لتردف وهي تصب ماء في كوب : وانت مالك بيه متكاد ليه
ليردف وهو يشير لنفسه : انا متكاد
لتومئ وهي ترتشف من الكوب ليردف بضيق : اسكتي يا مريم علشان أنا مش طايق حد
لتردف : ليه ؟! حصل حاجة بينك وبين سارة .. من امبارح وانا حساك متغير
ليردف أدهم بضيق : أخيرا لاقيت حد مهتم بيا في البيت ده
لتضع الحقيبة من يدها في الأرض وتذهب إليه وتضع يدها على كتفه وهي تقول : مالك يا حبيبي تعالى اقعد كده واحكي لي حصل ايه
ويردف أدهم : والله يا مريم كنت بقول انك معندكيش دم بس طلعتي اخت جميلة
لتتقف مريم وهي تقول : اللهم طولك ياروح ... بص انت هتترزع على الكرسي ده ... قالتها وهي تشير على أحد الكراسي واكملت ... وانا هترزع هنا وأحضر فطار لنفسي وانا بحضر هترغي وتقول حصل ايه إنما هتغلط فيا هسيبك هنا لوحدك تغني ظلموه
ليردف أدهم باندهاش : في حد يقول لأخوه الكبير اترزع وترغي وتغني ظلموه
لتومئ وهي تقول : انا أن كان عاجبك ارغي مش عاجبك الباب يفوت جمل
قالتها وهي تشير لباب المطبخ وقد بدأت في تجهيز الفطور
ليردف : ربنا يعين احمد على البلوى اللي معاه
لتردف وهي ترفع السكين الذي في يدها في وجهه : بص انت خنقتني هترغي اخلص اصلا معنديش وقت
ليردف : ليه انتي رايحة فين وايه الشنطة دي
قالها وهو ينظر إلى الحقيبة على الأرضية
لتردف : ااه اصلي راحة لزينة علشان النهاردة هتتجوز ما انت عارف يا ابو الاداهيم
ليردف : ااه ده ابو الاداهيم تعب والله
لتردف : احكي يا أدهم مالك
ليتنهد ثم يقول : هحكي لك
ثم قص عليها ما حدث
************************************
كان يشرف على حفل الافتتاح بنشاط وابتسامة غريبة على وجهه لا يستطيع إنكارها فهو اليوم سيخبرها بحبه وسيجهز حفل رائع بعد حفل الافتتاح ليخبرها بحبه وإذا وجد منها الرفض فهو يعلم أن هذا الذي سيحدث لذا جهز قسيمة الزواج من أجل تهديدها بها يعلم أن هذا خطأ ولن يجعلها تحبه بل ستتكره ولكنه أقسم أنها لن تكون لغيره وبالأخص سيف
شخص مجهول : زين باشا كل حاجة بقت تمام اوي وجاهزة
ليبتسم وهو يقول : تمام يا عز عايز كل حاجة جاهزة اول ما اترقع بصبعي تبدأ بالألعاب النارية
ليومئ وهو يقول : تمام يا زين بيه اللي تؤمر بيه
ليذهب زين ويتمم باقي الأشياء ويعطي موافقته على بعض التجهيزات
************************************
كانت تجلس وهي تستشيط غضباً كلما تحدثت مع هذا الوقح أخد حديثه في منحدر الزواج والأولاد وايحاءات لا تبشر بالخير ابدا
لتتنهد وهي تقول لنفسها: اهدي يا زينة ... اهدي ... أنا عايزاكي رايقة علشان تعرفي تستفزيه اهدي .. هو عمال يستفزك وانتي ماشاء الله عليكي ... بس بيعرف يستفزني الزفت ده اجي اقول هامسك اعصابي الاقيه خلاني أفقدها في ثانية .... اوووف
لتدلف والدتها : ايه يا زوزو بدأتي تكلمي نفسك من دلوقتي
لتردف : ها .. لا ابدا يا مامي متاخديش في بالك
لتجلس بجانبها وتحدثها بلوم : كده يا زينة يبقى بتحبي حد من غير ماعرف ... واتفاجئ أنه هيتجوزك وامتى تاني يوم
لتردف وزينة والدموع تتلألأ بعينها فهي حقاً لم تكن تريد هذا ... نعم فهي تحب سيف ولكن لم تكن تريد ان تسير علاقتهم بهذه السرعة ولم تكن تريد أن يكون مجبور عليها : والله يا مامي الموضوع جه بسرعة وسيف قال مادام انتي موافقة يبقى ليه نتأخر ونصبر
وهنا لم تقدر على مسك دموعها لتنهمر في البكاء
لتأخذها والدتها في حضنها وهي تقول بحنان الأمومة : زينة لو انتي مش عايزاه متخبيش عليا ... ابوكي هيقولهم ماعندناش بنات للجواز اوعك يكون حوار الجواز بسرعة ده خال عليا أو على ابوكي ... ابوكي معديه بمزاجه ... هو مقاليش بس أنا عارفة جوزي كويس ده مش عشرة يوم ولا اتنين ده عشرة ٢٨ سنة ... لكن لو غصبك إياك يا زينة قوليلي واحنا نرفضه عادي جدا
لتردف زينة بين شهقاتها : لا يا مامتي انا وسيف بنحب بعض ودي الحقيقة وأنا قلت لك ليه سيف مستعجل بس مش اكتر
لتردف امها : طب بتعيطي لي يا قلب مامتك
لتردف زينة وهي تحاول كبت حزنها : علشان هسيبك بس يا حبيبتي
لتردف امها : لا تسيبني ده ايه ... ده ابوكي متفق معاه تقعدي معانا طول النهار وأخر الليل تبقي تروحيله
لتردف زينة : بجد يا مامي يعني هاجي اقعد معاكم
لتردف بحنان وهي تملس على شعرها والدموع تتلألأ في عينها : بجد يا قلب مامي
لتدخل سارة وهي تردف : ما يلا ياعرو... لم تكمل لتجد كلاهما على هذا المنظر لتردف : ايه ده انتم بتعيطوا
لتبعدها ايمان من حضنها وهي تمسح دموعها : لا عياط ايه ربنا ما يجيب عياط
لتردف سارة : طب مش يلا ولا ايه زمان الميك اب ارتست على وصول
لتنهض ايمان وهي تربت على كتف سارة : طيب يا حبايبي اجهزوا وانا هانزل أشوف ورايا ايه
لتهمس لسارة في أذنها : عايزاكي يا سارة ابقي انزليلي
لتومئ سارة وتبدأ هي وزينة بالتجهز واختيار فستان زينة فلم يكن هناك وقت لشراء فستان بل بالأحرى ما بها يجعلها لا تريد أي شئ سوى اكمال هذا الزواج وبسرعة حتى لا يجبرها ذلك الملعون على العيش معه بالمطالبة بها في بيت الطاعة
************************************
الله يخربيتك انت مصيبة
قالتها مريم بعدما قص عليها أدهم ماحدث
ليردف بضيق : اهووه اللي حصل
لتردف وهي تنظر له بلوم : خلينا نشوف هنعمل ايه في الهباب اللي نيلته ده
ليردف : خلاص ماعادش يفرق
لتردف بدهشة : هو ايه اللي ماعادش يفرق انت هتخيب ولا ايه أدهم انت بتحب سارة ومينفعش اللي بتعمله ده
ليردف بغضب : اهووه انا كده ... هي مفكرة نفسها مين علشان تكلمني كده .. ايه انا سارة التهامي وخاف من سارة التهامي ... أنا بقى هوريها ادهم المرشدي لما بيغضب بيثور .. وهعرفها أنها زيها زي اي واحدة
لتردف ببعض من الغضب : أدهم في ايه اللي بتقوله ده انت عارف كويس سارة ايه وأنها مش زي الاشكال اللي انت تعرفها واياك يا أدهم سارة ... إياك ... سارة رقيقة بشكل انك لو كسرتها مش هتقدر ترجع اللي كسرته ساااامع
ليهدر بغضب : لازم اعلمها تتكلم معايا ازاي .. ويلا تعالي علشان اوصلك واجيب سي احمد بتاعك معايا
ليخرج خارج المطبخ وتخرج خلفه وهي تحمل الحقيبة وتقول : ربنا يهديك يا أدهم
ليلتفت لها وينظر بشرار كاد يحرقها وأكمل طريقه للسيارة وذهبا إلى فيلا الألفي
************************************
في فيلا الألفي
رن الجرس لتفتح زينة الباب وهي تتأفأف وتقول : هو مفيش حد غيري هنا يفتح اول مرة اشوف عروسة بتفتح الباب
لتجد رجل يحمل صندوق كبير ويقول : السلام عليكم ... ده بيت الآنسة زينة الألفي
لتردف زينة : وعليكم السلام ... ايوه .. وانا زينة .. خير
ليقول وهو يمد يده بالصندوق : الطرد ده وصل لحضرتك ممكن تمضي لي هنا
لتقول زينة وهي تشير للصندوق : وفيه ايه الصندوق ده
ليردف : والله يا آنسة معرفش انا شغلي اوصلهولك
لتومئ وهي تمسك الورق وتمضي لتأخد الصندوق وكادت أن تغلق الباب لتجد مريم تدفعه وهي تقول : استني يا مرات اخويا
لتفتح لها باب : تعالي يا مريم
كان أدهم يقف خلف مريم لتنده سارة وهي تنزل الدرج : زينة انتي فين الميك ارتست عايزة تبدأ يلا
لتقترب سارة من زينة التي اردفت : انا هنا يا سارة تعالي
لتأتي لتجد مريم وأدهم لترحب بمريم وتتجاهل ادهم : تعالي يا سيرو واقفة ليه يلا تعالي ... يلا يا زينة
ليحمحم أدهم وهو الآخر يقرر تجاهلها : ازيك يا مرات اخويا .... بقولك هو فين الباشا اخوكي علشان جوز حضرتك هيعلقنا من ودنا لو اتأخرنا عليه ... اصل جوزك ده شراني ربنا يكون في عونك
لتردف مريم : اخص عليك يا أدهم متخوفهاش والله اخويا سيف ده اطيب واحد
لتردف زينة : اااه ماهو مين يشهد للعريس
ليأتي أحمد من خلفهم ويقول وهو ينظر لمريم : يا صباح الخير والياسمين والفل والورد على اجمل بنوتات في الدنيا
لتحمحم مريم وتقول : صباح الخير يا أحمد
ليردف أدهم وهي يذهب نحو السيارة : لا شغل المحن ده بيقرفني ... ااه انا معنديش غير مرارة واحدة وبحبها ومش عايزها تتفقع على اتنين محن
لتهدر مريم بصوت عالٍ نسبياً : خليك كده متكاد مننا يا اصفر
ليغادر سارة وزينة ويتركا هذان الحبيبان
أحمد يردف : متحرقيش دمك يا قلبي ده عيل معندوش دم  ... مداقش الحب
لتردف مريم برقة : ايه يا أحمد يا حبيبي عامل ايه
ليردف : كنت مش كويس لحد ما سمعت صوتك يا قلب أحمد حبيبك بقيت زي الفل
لتبتسم بخجل ليردف : انتي عاملة ايه يا عمري
لتردف : بخير يا حبيبي
ليهدر أدهم : يلا يا محنه ده كله مخلصتش كلام
ليردف : اخوكي ده بيفصل أي لحظة حلوة مابينا
لتردف بين ضحكتها : والله يا حبيبي وبين أي حد
ليردف : ايه برضو مش هتوريني فستانك
لتردف : تؤ تؤ تؤ ... دي مفاجأة يا حبيبي
ليصدع هاتف أحمد بالرنين فكان أدهم نفسه
ليزفر : طيب يا روحي اطلعي اقعدي مع البنات علشان اخوكي نواها ينكد علينا
لتومئ وكادت أن تتطلع ليمسكها من يدها وهو يقول : مريم اياكي الفستان يكون ضيق ولا قصير
لترتبك مريم وهي تقول : ها ... لا ياحبيبي متقلقش
ليردف : يا خوفي منك
ليصدع هاتفه بالرنين مرة أخرى لتخرج سبة نابية من بين شفتيه لتضحك مريم : طيب روح شوفه احسن يقلب فرخة ويبيض
ليضحك وهو يومئ ويترك يدها : طيب اطلعي انتي وانا هروح له
ليترها ويذهب لذلك هادم اللذات ومفرق الجماعات والأحباب
ليتأفأف بضيق وهو يقول : ايه ياااخي مش عارف اتكلم مع اختك خمس دقايق
ليردف الآخر بغيظ : يا برودك بتقول اختك كده عادي ... انتم عايزين تشلوني ... قولولي بس ... علشان استعد حتى
ليردف الآخر : متعرفش اخوك عايزنا ليه
ليردف : سبحان الله عريس هيعوزنا ليه مثلا
ليردف أحمد : طب ما انا اخو العروسة و اكيد محتجاني جنبها يعني
ليردف : ايه يا حماده هتعملها باديكير ولا مانيكير
ليردف : انت ياض انا مش طايقك اصلا اسكت
ليصمت قليلا ثم يردف : واد يا أدهم هو ايه حوار جواز اخوك واختي ده الموضوع ده مش معشش في دماغي
ليردف أدهم : وانا كمان زيك مش فاهم حاجة
************************************
صعدت زينة لغرفتها
لتقول وهي تضع الصندوق على الفراش : أما نشوف ده فيه ايه
لتفتحه لتتفاجأ حيث وجدت فيه فستان ابيض ضيق من الصدر حتى الخصر وينسدل بإتساع طفيف حتى كاحلها ذو فتحة مثلثية في الظهر وتزين باللؤلؤ المُصَنع كان حقاً رائع وبسيط وراقي وكان هناك عبلة من القطيفة من اللون الأزرق الداكن بداخل الصندوق فتحتها لتجد طقم من الماس راقي جداً مكون من عقد وحلق غاية في الروعة والبساطة وكان هناك صندوق أخر متوسط الحجم فتحته لتجد حذاء من اللون الابيض يتداخل معه اللون الفضي ليعطيا مظهر انيق كادت عينها تدمع من جمال المشهد
ليصدع هاتفها بالرنين لتجد سيف لتفتح الهاتف وتضعه على أذنها ليأتيها  صوته وهو يقول : شكل الهدية عجبتك
لتردف : ااه جدا شكرا يا سيف ... لو أنه ملوش لزوم انا مش عروسة بجد يعني
ليردف سيف بضيق لما ليست عروس فهي ست العرائس كما يقولون : اوعي تفكري ده علشانك ده علشان أنت هتبقي مرات سيف المرشدي مش اي حد فاهمة
لتردف وهي تحاول أن تسيطر على أعصابها : اللهم طولك ياروح .. هو أنت متعرفش تقول كلمتين حلوين على بعض
ليردف : لا ... وياريت تجهزي بسرعة ... سلام
ليغلق الهاتف دون انتظار ردها
لتزفر وتقرر تهدئة نفسها فهي تعلمه دائما ما يحاول استفزازها
ليدلف البنات و خبيرة التجميل ليبدأوا بتزيين زينة والأغاني التي تبعث البهجة تصدع بأعلى الأصوات بكل أركان القصر
***********************************
أدهم : يا ابني طيب فهمنا ازاي في مسافة كام ساعة من خناقتكم تقرروا تتجوزوا الحوار الصراحة مش داخل دماغنا
ليردف سيف وهو يرتدي قميصه : هو كده احنا محدش يتوقعنا
ليردف أحمد : طيب فهمنا ليه السرعة طيب مش فاهم
ليردف الآخر بضيق : يا عم أنت مالك اتنين هيتجوزوا حاشر مناخيرك في الحوار ليه
ليقول باندهاش حقيقي : يا ابني انت هتتجوز اختي طبيعي أتدخل
ليردف الآخر ببرود وهو يجذب الجاكيت : وابوك موافق اطلع انت منها بقى
ليردف أحمد : تصدق اني جزمة قديمة اني جيت لك ياااخي
ليردف الآخر وهو ينظر له بطرف عينه من المرأة : طب ما دي حاجة قديمة ايه الجديد
ليردف أدهم : خلاص يا جدعان انتم هتتخنقوا ... ليكمل بخبث وهو يضع يده على كتف أخيه : بقولك يا سيفو لو عوزت حاجة اخوك في الخدمة عايزك تشرفنا كده يا وحش
لينزل سيف يده بقوة وينظر له بتحذير : دي آخر مرة هحذرك تتكلم في الموضوع ده مفهوووم
ليضع الآخر يده خلف عنقه وهو يردف : مفهوم مفهوم
ليتحدث مرة أخرى بعبث وهو يقول : انا بس بتكلم علشانك يعني
لينظر له بطرف عينه : لا ملكش دعوة بيا خليك في مشاكلك
ليدرك أدهم أن أخوه يعرف كل شيء عنه وسارة
ليدير لهم ظهره وهو يرتدي ساعة معصمه ويقول : ها يا احمد بيه ناوي تتقدم لأختي امتى ... ولا ناوي تقضيها احضان في الشركة وخلاص
لينصدم أحمد مما يقوله ما هذا هل يراقبهم ام ماذا ليضع يده خلف عنقه ويتحدث بارتباك : لا طبعاً قريب ... بس لما نخلص من موضوعك انت وزينة
لينظر له نظرة تحذير من المرآة وهو يردف : بالنسبة للأحضان ممنوع يا حبيبي الكلام ده بعد الجواز
ليقطع حديثهم أدهم : ثواني كده بس ... ليكمل حديثه وهو يمسك في لياقة أحمد : انت حضنت أختي يااض ... أنا مش محذرك لو لعبت بديلك هعملك ايه
لينزل الآخر يد أدهم وهو يهدر : الله ... ما انا سايبك سايق فيها مع سارة متكلمتش ... وبعدين اوعك تكون فاكر اني مش عارف انك دايقتها لا عارف سارة بنتي ... عارف يعني ايه ... يعني اعرف هي متدايقة امتي وفرحانة امتي وانا سكت علشان عارف انك هتراضيها لكن وأيّماني وما أعبد لو حاولت تعمل معاها حركاتك الوسخة أو حاولت تجرحها هتشوف أحمد تاني خالص ... فااااهم
ليردف أدهم بقوة : خلاص سارة مبقتش تهمني يااخويا اشبع ببنتك
ليردف سيف : خلاص خلصتوا .. يلا غوروا في ستين داهية برة
ليخرجا وكلاهما يستوعد للآخر وسيف على قلبه ألواح ثلج يقف بكل شموخ وينثر عطره الرجولي دون أدنى اهتمام لما فعله منذ قليل
************************************
كان يقف متوتر كثيراً ...كيف هذا ؟! لقد وعدته أن تأتي لما لم تأتي ليخرج هاتفه ويرن عليها ولحسن حظه أن الأغاني كانت بصوت عالٍ لذا فلم تسمع صوت رنين الهاتف ليتأفأف لتأتي أخته وتعرفه على أحدهم : زين بشمهندس أيمن لما عرف أن النهاردة الافتتاح قرر أنه يجي يسلم عليك ويبارك لكم
ليصافحه بابتسامة صفراء : عامل ايه يا بشمهندس
ليردف أيمن : الحمدلله ... ألف مبروووك
ليرد عليه: الله يبارك فيك ... اتفضل ... أنا هتكلم شوية مع سلمى وهنحصلك
ليردف الآخر : طبعا خد راحتك انا هدخل جوة
ليدلف للداخل لتقول سلمى وهي تضع يدها على كتفه : خير يا حبيبي مالك
ليردف : مجاتش يا سلمى
لتهدر : يوووه يا زين في ايه هى للدرجة دي أثرت عليك في ايه يا زين عمري ما شفتك كدا في ايه ... فوق يا زين ... فوق
لتتركه وتتدلف للداخل ليتبعها للداخل وهو يزفر بحنق
************************************
كانت زينة تجهزت وكانت غاية في الجمال بذلك الفستان الملاكي كانت تقف أمام المرآة تتأمل شكلها ... دلفت والدتها لتري منظر فتاتها الوحيدة كانت ملاك بل أجمل
لتردف والدموع تتلألأ في عينها وتقترب من ابنتها : ايه الجمال ده يا بنت قلبي
لتنظر لها بحب : بجد حلوة يا ماما
لتومئ الأخرى وهي تقول : بجد يا قلب ماما ... ماشاء الله اجمل من القمر ... والفستان جميل اووي واللي لابساه احلى
لتردف وهي تنظر للمرآة : عجبك .. سيف بعتهولي وكمان بعت لي الشوز ده " قالتها وهي ترفع فستانها لتريها الحذاء" واكملت وهي تشير لجيدها وأذنها : وكمان الكوليه ده والحلق
لتبتسم امها والدموع تسيل على وجهها : ربنا يخليكم لبعض ويخليكم لينا .. يا حبيبتي
ليتعانقا وزينة يتلألأ في عينها الدموع ليطرق الباب ليبتعدا وكانت والدة زينة تمسح دموعها وهي تقول : ادخل
لتدلف مريم وهي تقول : يلا يا جماعة العريس وصل ... ايه ده يا طنط العياط ده يا حبيبتي
لتردف ايمان وهي تبتسم : دي دموع الفرحة يا عمري
لتقترب منها مريم وهي تحاوطها من ذراعها : لا يا طنط مش عايزاكي تقلقي مامي طيبة ومش هتزعلها والله
لتومئ ايمان بابتسامة : أنا عارفة يا حبيبتي ... هو فيه زي ميرفت
لتردف مريم : تسلمي ... طنط صحيح اونكل عايز حضرتك تحت
لتومئ ايمان وهي تتجه خارج الغرفة
لتردف مريم : ايه يا ست زينة
لتنظر لها زينة باستفهام لتردف مريم : ايه حوار الجواز المفاجئ ده
كانت مريم تنظر لها بنظرة تجعلها تعترف بكل شيء لتحاول التماسك وهي تلتف للمرآة لتردف بثبات زائف : لا ابدا سيف امبارح اعترف لي بحبه وقالي مادام بنحب بعض يبقى نستنى ليه بقى وكده
لتنظر لها باندهاش مصطنع : والنبي ايه .... وسيف اخويا قالك كده
لتومئ الأخرى وهي تحاول اخفاء نظراتها لتردف مريم : على ماما يا زينة ... يلا يا روحي انجزي قولي ايه التغيير المفاجئ ده
لتردف ببعض العصبية لتتفادى تلك النظرات التي لا تستطيع الكذب أمامها : يوووه بقى يا مريم ... هو ده اللي عندي ... وبعدين روحي شوفي هتتصرفي ازاي مع احمد بالفستان اللي انتي لابساه ده
كانت ترتدي فستان من اللون الأحمر من خامة الستان يصل إلى ركبتيها ضيق من الصدر حتى الخصر ثم ينسدل بإتساع ، وكان كتفها وذراعها الأيسر عارٍ والآخر مغطى بالكامل ،مزين باللولي من الصدر وحول الخصر
أما عن شعرها فتركته حر ولكن جمعته على كتفها الأيمن
لتنظر إلى ما ترتدي بارتباك : آاآ ... زينة فكرك هيزعق جامد
لتضحك زينة وهي تقول بين ضحكتها : تؤتؤ يا بيبي مش هقولك ... هسيبك تاخدي الصدمة كده ... صدقيني مش هتحسي بحاجة شكة إبرة
لتنظر لها الأخرى بغيظ وهي تدفعها لتدلف خارج الغرفة : طب يلا يا اختي سيف وصل ولو فضلتي واقفة كده ده اخويا وانا عارفاه ممكن يغير رأيه ويأخد نفسه ويمشي ولا هيهمه حد
************************************
محمود : اهلا يا محمد تعالوا اتفضلوا
لتدلف جميع أفراد الأسرة وكانت ايمان ومحمود وسارة تقف معهم ليرحبوا بجميع أفراد الأسرة حتى يأتي أدهم ليرحب به كلا من ايمان ومحمود وسارة أدارت ووجهها واتجهت نحو الصالون ليستشيط غضباً ويدلف للصالون خلفها لا يعرف لما غاضب أبسبب تجاهلها له أم بسبب ذلك الفستان التي ترتديه لما تحاول إثارة غضبه
فكانت ترتدي فستان من خامة الحرير من اللون الزيتي ذو حمالات عريضة وفتحة صدر واسعة كان ضيق من الصدر حتى الخصر وينسدل بإتساع حتى الكاحل ويوجد شق كبير في الجانب الأيسر للفستان من الكاحل حتى منتصف الفخذ ، أما عن شعرها تركته حر تعبث به نسمات الهواء فيعبث هو بمشاعر أخينا الغاضب
ليجلس الجميع ثم يقول محمد : بص يا محمود أنت عارف احنا جايين ليه ... بس أنا عايز اعرض عليك تاني ... احنا يسعدنا ويشرفنا أننا نطلب ايد بنتك زينة لابني سيف ... ونجوزهم عل سنة الله ورسوله
ليردف محمود : واحنا يسعدنا ويشرفنا أننا نجوز بنتا لشخص محترم زي سيف
ليردف سيف بابتسامة : تسلم يا عمي
ليردف محمد : طب نادولنا عروستنا علشان نقرأ الفاتحة
ليردف محمد وهو يوجه حديثه لسارة : يلا يا ابنتي اطلعي نادي زينة
لتومئ سارة وهي تنهض : حاضر يا اونكل
ليأتي صوت مريم وهي ممسكة يد زينة : زي ما انتم العروسة اهي
ليلتفت الجميع ليسحر سيف بجمالها لم يكن يتوقع أنها ستصبح بهذا الجمال ليجد نفسه يبتسم دون أن يشعر
لينظر أحمد إلى تلك التي تنزل بجانب أخته وسرعان ما تتحول نظراته إلى غضب
أما عن أدهم فلم يلتفت من الأساس فعينه على تلك التي تجلس بمواجهته وغضبه يزاد
ليقف سيف ويتقدم من نهاية السلم وينتظرها حتى تنزل بابتسامة عريضة وبيده باقة من الورود البيضاء حتى وصلت إليه فطبع قبلة على جبينها وعلى كفها وأعطاها باقة الورد كانت زينة بداخلها مشاعر ملغبطة ولكنها كانت تشعر بالسعادة لتقرر أن تترك كل هذا وتكون سعيدة فما مر بها ليس بهين ...كانت بتسامتها تشق وجهها فكانت كبدر في ليلة تمامه
قام أحمد وجذب مريم من يدها إلى الحديقة دون أن يشعر الحضور فقد كانت جميع الأنظار على العروسين
************************************
ليترك يدها بحدة وهو يهدر : انتي اتجننتي ايه اللي لابساه ده
لتتحدث بارتباك محاولة لتلطيف الجو : آآ ... فرح بقى وانت عارف يا ابو حميد ... وكل سنة وانت طيب .. والف مبروووك والحاجات دي
ليردف بحدة : أنا مش منبه عليكي الفستان ميبقاش قصير ... قولتلك ولا مقولتش
لتومئ وهي تضع يدها على ذراعه وتردف : طب اهدي بس كده وخلينا نتفاهم
ليبعد يدها عنه وهو يردف : مفيش تفاهم يعني حضرتك باللي لابساه ده ... لابساه ايه ... ده ولا كأنك لابسة
لتقترب منه وهي تضع يدها حول عنقه بدلع محاولة لتخفيف غضبه : يعني الفستان وحش عليا يا بيبي
قالتها بنبرة تذيب الجليد لتلتف يده حول خصرها لا إرادياً ليردف وهو في عالم آخر : ها
لتقترب منه وهي تقول بدلع أكثر : بقول الفستان وحش عليا
ليردف برقة : مين الغبي اللي قال كده
لتردف دلع : أنت يا بيبي
ليأتي أدهم من خلفها وهو يقول : بقى الشحط ده كله بيبي
************************************

عشق السيف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن