٤ .

252 17 0
                                    




تقودُ سيارتها بِتهور شارِدة الذهن و كأن الجليد طغى على أيسرها ، لم تعُد تشعُر بشيء غير الفراغ ، فجوة كبيرة بِداخلها يزدادُ حجمُها كُلما إسترجعت ما حدثَ معها قبلَ ساعاتٍ معدودة.

اصوات رَنين سيارات ، صوت اصطِدام ، و صراخ أحدٍ ما..

بدت و كأنها وعت على نفسِها تواً ، لم تستوعِب ما حدث ، هرعت إلى خارِج السيارة لِترى ما حصل لِتتسمّر بِمكانِها ، أمرأة عجوز مُلقاة على الأرض و تتلوى بألم ..

" سيدتي ! هل انتِ بخير ؟! ، انا انا حقاً أسفة لم اقصد ما حدث .. "

كانت خائِفة و جِداً ، لن تكُن تعرف ما تفعلهُ و الرُعب دُبَّ في أوصالِها .

لِحُسن الحظ المرأة العجوز لم تتأذى كثيراً و لازالت بِكامِل وعييها .

" لا بأس انا بخير ، فقط يَدي تؤلِمُني .. "

تنهدت سانا عَميقاً بأرتياح ، كانت تعتقِد أنها تورطَت في مُشكلة لا حلَّ لها و قد تَصِل لِلشُرطة و المُستشفى و اشياء مُرعِبة كهذِه ..

" حقاً أسفة لم أكُن بِكامِل وعيي ، أ أعني لستُ بِخير حقاً لم أقصد ، لِتصعدي معي سنذهب لِلطبيب "

أفرغت ما بِجُعبتِها بِتوتر شديد وهي ترتجِف بينما تُساعِد الأمرأة الأكبر سِناً على النُهوض .

" لا داعي صغيرتي انا بخير حقاً ، أكملي طريقك "

قالت بأبتسامة دافئة مُربِتةً على كتف الفتاة الاصغر .

" لا لا انا حقاً مُصِرّة لِتصعدي أرجوكِ "

قالت و كانت تُمسِكُ بِكفِ الأمرأة بالفعل و تقودها نحو السيارة ، ساعدتها بالركوب و ما زالت تنهارُ بالأعتِذارات على مسامِع الأعجوز المسكينة التي لم تُعاني حقاً مِن شَيءٍ خَطير ؛



" جيد ، النتائج جيدة حقاً و لستِ تُعانين من أي شيء سيدتي "

حُبٌ لَم يُقال | هِيونهُو .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن