... يا الهي ما الذي اوقعني في مأزق كهذا... سنموت جميعا في غضون ثوان هنا.. ما الذي استطيع فعله لانجو انا وسيبيل ... عليك اللعنه حيدر ماكان علي الانصات اليك والقدوم معك الى هنا...
"هل هناك اي افكار... ام علينا الاستسلام لهذه الوجوه العابسه التي تنظر...
꧁سيبيل꧂ مر بعض الوقت منذ ان انهينا مشروع تخرجنا انا وانورا صديقتي... والان نحاول الحصول على وظيفه حتى موعد حفل التخرج في بدايه الشهر القادم.. لكن ايجاد عمل في دوله عربيه كفتاه درست تخصص الهندسه الكهربائيه واخرى درست علم الفيزياء وهي تخصصات وجهت للطرف الذكوري في مجتمعناكان صعبا... لكن حبنا وشغفنا للتطورات التي يؤول اليها العالم جعلنا من امهر واكثر الطلاب ابداعا في تخصصاتنا... لكن ما لم نقم بوضعه قيد الحسبان هو ايجاد وظيفه.. كنت قد قدمت طلبا كمهندسه كهربائيه للعمل في باخره ستنطلق بعد اسبوعين من الان نحو الاطلسي... وقامت انورا بتقديم طلب للحصول على وظيفه في مصنع الكترونيات.... كلانا رفض... كلانا جررنا اذيال الخيبه من هكذا مجتمع يرى ان الفتيات لا يستطعن التفوق في المجالات الذكوريه..
'اذا... هل ستبقين هكذا.... ترسمين الخيبه وانتي تطالعين كوب الشاي خاصتك عند تلك النافذه'
"انورا... بالله عليكي كيف لديك الوقت لممارسة نكاتك ونحن الان على حافه الانهيار... ما الذي سنفعله"
'لا شيء... سابقى ابحث عن عمل في تخصصي حتى اجد لكني الان وجدت وظيفه وسأبدأ غدا عند الثامنه'
"انتِ تمزحين... هل ستقومين بالعمل في مصنع التعليب ذلك كعامله.. عامله لاتحتاج حتى لشهاده جامعيه حتى للقيام بذلك العمل... ماذا... لماذا تنظرين اللي هكذا... كل الحق معي وانتي تعلمين ذلك"
'يجب عليك رؤيه نفسك وانتِ تتفوهين بالحماقات... العاملات التي تقللين من شأنهن كوالداتنا يا حمقاء لا يختلفن عنهن بشيء... سوا ان هذا مصنع تعليب وذاك بستان لقطف الثمار... ومالا يعجبك من عمل هو السبب في استطاعه والدتك دفع تكاليف الجامعه لتدخليها قبل المنح التي نلناها بتفوقنا لنكمل تعليمنا... بالله عليكي سيبيل ان تخفضي كبرياءك قليلا...'
"لا لن اخفضه... لا انكر فضل امي في مساعدتي بالدخول ودفع مصاريف التسجيل... لكن بعد ذلك تعبت حتى ازلت عنها هم توفير قسطي كل عام.. وايضا لن اتراجع ذاك العمل ليس بمستوانا نحن ذوات شهادات جامعيه... نعمل كعاملات بمبلغ زهيد"
'تبا لك.. التكبر لديك زاد عن حده... ساذهب للنوم.'
"حسنا اهربي... فانت تعلمين اني على صواب"
بصراخي ذاك صفعت الباب في وجهي... الى متى ستقلل من شأنها تلك الغبيه...
مر نهار هذا اليوم بسرعه...لم ار انورا عند العشاء...يبدو انها اخذت موقفا مني بعد جدال هذا الصباح....سرحت قليلا انظر نحو باب غرفتها ليفتح حتى طرق الباب بعنف بعد الثامنه مسا... وعدت لرشدي... من الذي قد يطرق باب شقتنا في هذا الوقت... فنحن لا نقيم هنا الا منذ اسابيع تقريبا في مدينه بعيده عن مدينتنا....
"من هناك..." صرخت من خلف الباب... لارى باب انورا يفتح... نظرت لي وهزت لي راسها بمعنى من الذي يطرق بابنا... رفعت كتفاي باني لا اعرف وعدت اصرخ بمن الطارق... صمت ساد بالمكان.. تبادلت النظرات مع انورا ثم نظرنا معا نحو يد الباب... كان من يقف خلفه يحاول فتح باب شقتنا...
اقتربت من انورا لان ذلك ارعبني... شق صوت اصطدام بالارض مسامعنا... ثم انين وعاد الصمت يغشى المكان...
انورا اشجع مني في مواقف كهذه... تركت يديي وركضت نحو عين الباب السحريه... لا اعلم ما رات لكنها قامت بفتح الباب بعد ان رايت نظره الخوف في عينيها...
ذهبت خلفها لاراها راكعه تجلس على الارض وراس احدهم بين يديها فاقدا لوعيه بثياب غريبه... شاب يبدو في الالفيه الثالثه من عمره...
