7|جَمِيلة ينَايِر |

139 17 3
                                    

" بالجوار "
~ الفصل السابع
< جميلة يناير >
" ملك هويدي



مرت ساعة ونصف وهو مازال جالس متربع الايدي بمفرده يُحرك قدمه بتوتر " رامي " لم يعد من عندهم حتى الان ، أمن الممكن ان يكون احزنهم و يشتكون لـ " رامي " منه ؟ ، بالطبع احزنهم ، لقد رأى دموع الاثنتان ، و كسر هاتف "منه " ، يا الله يشعر ان رأسه على وشك الانفجار ، صورتهما و هن يبكون تأبى الخروج من عقله ، خلل اصابعه في شعره يسحبه الى الخلف بعنف قبل ان ينهض كالاعصار يفتش الغرفه عن دفتره ، لكنه مفقود ، اخذ يبحث و أعينه مفتوحه بصدمه وخوف من ان يكون قد ضاع !
انه دفتره منذ اول يوم جاء به الى مِصر ، من المستحيل ان يفقده !!

جلس على السرير يفرك في عينيه و قد توقف جسده عن ابداء اي ردة فِعل ، و كل ما استطاع فعله هو انه تكوم في نفسه على السرير أخذًا وضع الجنين واغمض عينه باستسلام ، هو ليس الشخص كثير التفكير ، و كثرة التفكير اصابته بالصُداع !

مر الوقت سريعًا و جاء يوم جديد لا احد يعلم ماذا سيحدث به فتح عيناه ببطء وجد " رامي " ينام هو على الاريكة استقام وهو يُمسك ظهره بألم

اخذ يعبث في الشاشه الرئيسيه لهاتفه ولا يجد ما يفعله به ، انه مُستيقظ منذ ثلاث ساعات ! ، حتى " رامي " لم يستيقظ بعد ، وهو كان ينتظرهم ليتناولوا الافطار معًا كما اعتاد ، الفتاتان لم تظهران بعد ، ما الذي ارتكبه هو الان ؟

خطرت فكره في عقله لذا سريعًا توقف عن العبث في الشاشه الرئيسيه ونقر على زر تطبيق [ الواتساب ] بعث رساله" لمرام " دون حتى مُقدمات _ كالسلام عليكم مثلًا !_

" انا عايز تلفون منه اتصرفي و هاتيه وتعالي من غير ما تاخد بالها "

و اغلق هاتفه و نظر للتلفاز امامه بهدوء !

و أما على الجهة الاخرى ، قد قررت " مرام " ان تقضي اليوم مع شقيقتها بمفردهن ، عليها الاقتراب منها اكثر من ذلك ، لن تسمح " لساجد " ان يكون حلقه الوصل بينهم كما كان " غيث " و عندما يختفي " ساجد " كما اختفى " غيث " تنقطع الحلقه بينهما و هُما بالاصل شقيقتان من ذات الام و الاب

كانت تتناول الافطار مع شقيقتها في جو دافئ جميل حتى قطع انتباهها صوت جرس وصول الرساله من هاتفها ، امسكت به تتفقده حتى وجدت رساله منه ، قرأتها من ثم انقلب وجهها و تهكم

و ضغطت على ازرار الحروف تكتب بعنف وكأنه سيرى هذا !

" وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته كويسه الحمد لله يا ساجد !"

ثم لحقتها برساله اخرى عندما وجدت العلامه المُرفقه بالرساله تحولت للون الازرق نتيجه لقرأته الرساله

" واعملها ازاي دي و انتَ عايز ايه من تلفون اختى !"

و كأن " منه " كانت تُسهل الطريق دون ان تعرف عن محادثة شقيقتها في الهاتف القابع بين يديها حين قالت " انا هقوم انا بقا يا ماروم اذاكر في الصاله "

بالجِوَار .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن